رغم ما يتسم به الهاتف الجوال كوسيلة اتصال عصرية من مميزات وايجابيات تمثلت في تسهيل الخدمات وإلغاء حدود الزمان والمكان بين الافراد إلا أن هذا الجهاز أضاف مشاكل جديدة وفجّر خلافات متنوعة بين الاشخاص لاسيما بين الازواج كانوا في غنى عنها فالزوجة اصبحت لها الفرصة لمراقبة زوجها والتعرف على الاشخاص الذين يتصل بهم ويتعامل معهم. فكم من علاقة عاطفية مازالت في طور نموها هدمت بسبب مكالمة هاتفية أو رسالة إلكترونية تصل لاحد الطرفين. وكم من خلاف زوجي وصل الى حدود رفع قضية في الطلاق بسبب مكالمة هاتفية غير مرتقبة أو خطاب إلكتروني يحمل بعض عبارات العزل والمداعبة واذا ما وقع الهاتف الجوال تحت يد الزوجة فإن زوجها يواجه آليا سلسلة من الاستجوابات والمحاكمات التي لا تنتهي. واذا ما كانت الزوجة شديدة الغيرة فقد تعصف بحياتها الزوجية موجة عارمة من الشك تقلب حياتها رأسا على عقب وتمضي بها في متاهات الحيرة والالم النفسي الى ما لا نهاية. وغالبا ما يتفطن الزوج للخطر الذي يمكن أن يداهم حياته الزوجية بسبب الخطابات فيحرص على التخلص من الوسائل الالكترونية قبل ولوجه عتبة المنزل والويل له ثم الويل ان نسي ذلك واطلعت الزوجة عليها. «الشروق» طرحت الموضوع على عدد من الرجال فتحدثوا عما حدث لهم مع زوجاتهم بسبب الخطابات العاطفية التي تصلهم سواء من صديقاتهم أو زميلاتهم في العمل. * ثورة الشك السيد سالم أكد أن الهاتف الجوال رغم الخدمات الايجابية التي يسديها لمستعمليه إلا أنه أوقع العديد في بؤرة من الخلافات الزوجية فهو شخصيا واجه غضب زوجته التي قرأت رسالة الكترونية وصلته من صديقة له تعبر له فيها عن شكرها وامتنانها لانه ساعدها على تجاوز أزمتها. ويضيف هذا الخطاب فجّر الغيرة والشك لدى زوجته فأصبحت يوميا تطلع على المكالمات التي أجراها والتي وصلته وتستفسره عن كل كلمة قرأتها على شاشة هاتفه الجوال. السيد أنور بدورة لا ينكر أن له علاقات صداقة تجمعه بزميلته في العمل نظرا لوجودهم في المكان نفسه طوال اليوم. هذا التقارب بين الزملاء يقربهم من بعضهم البعض أكثر ويمكن أن تبعث له احدى زميلاته رسالة تهنئه فيها بالعيد أو بأي مناسبة أخرى وهذا الاخير لا يروق لزوجته بالمرة فأخضعته للمراقبة المستمرة وأصبح الشك يحاصرها مما ولّد نوعا من التوتر في علاقتنا ولهذا السبب أصبح إتلاف ومحو كل الرسائل الالكترونية التي تصلني من الجنس اللطيف مهما كانت نوعية الرسائل ومضامينها. * الباب اللّي جيك منّو الريح...! أما السيد يوسف فإنه يعتبر أن الاحتفاظ بنوعية معينة من الخطابات فيها مجازفة كبيرة، لذلك فعلى أي رجل أن يحترم مشاعر زوجته وأن لا يتباهى بمثل هذه الافعال من أجل الحفاظ على حياته الاسرية وللسيدة سعاد رأي في الموضوع حيث ترى أنه ليس فقط الزوج هو الوحيد الذي يقوم بإخفاء رسائله الالكترونية على زوجته وإنما الزوجة كذلك باعتبار أن لكليهما علاقاته الخاصة التي يفرضها العمل والحياة الاجتماعية بصفة عامة والمهم هو أن يسعى كل منهما للمحافظة على مشاعر الطرف الآخر وأن لا يتعدى موضوع الرسائل حدود الدعابة بين الاصدقاء ليتجاوز ذلك ويسقط في دائرة الدليل على الخيانة الزوجية. وبناء عليه لا بأس أن يتخلص كلاهما من هذه الرسائل إذا أحسّ أنها ستزجّ به في بوتقة الخلافات الزوجية وتؤدي الى تقويض استقراره العائلي. * مسألة ثقة يرجع السيد يوسف التجاء الزوج الى التخلص من الرسائل الالكترونية العاطفية الى خوفه من فقدان زوجته الثقة فيه ودخول الشك الذي يدمر الحياة الزوجية. واذا كانت درجة الثقة كبيرة بين الزوجين فإن الرجل لا يخشى إطلاع زوجته على هذه الخطابات. وكان السيد عبد الرزاق لا يوافق زميله يوسف فيما قال ويقر أن المرأة حساسة جدا وغيورة بطبعها ومهما كانت درجة وعيها وثقافتها فإنها لا تقبل أن تقول أخرى لزوجها كلمة غزل أو مداعبة، لذلك فهي ستشعرها على أنها نوع من الخيانة والزلات التي تغتفر. وفي هذه الحالة من الواجب على الزوج أن يأخذ حذره لتفادي مشاكل هو في غنى عنها.