أكد وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، إستمرار الحضور الدبلوماسي التونسي في سوريا، قائلا "إن تونس تعترف بالدولة السورية، وهناك تعاون وثيق وتنسيق متواصل معها بخصوص ملفي الإرهابيين والمساجين التونسيين المتواجدين على أراضيها". وأفاد الجهيناوي، في حوار أدلى به اليوم الإربعاء لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، بأن وفودا تونسية إنتقلت إلى سوريا من أجل تحديد هويات المتهمين في قضايا إرهابية وعددهم، مؤكدا أنه في صورة عودتهم إلى تونس، فإنه سيتم التعامل معهم وفق قانون مكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال. كما بين أن تونس اتخذت عدة احتياطات من أجل ضمان عدم إفلات الضالعين في الإرهاب من العقاب في صورة عودتهم، مبرزا في ذات السياق، الدور الكبير الذى تلعبه الأجهزة الأمنية التونسية في التنسيق مع نظيراتها في عدد من الدول المعنية بمسألة الإرهاب. وأكد كذلك إستعداد تونس لتسلم التونسيين القابعين في السجون السورية، في إطار إتفاق قضائي يتعلق بتبادل المساجين بين الدولتين، إذا صدرت في شأنهم أحكام قضائية باتة. وصرح الجهيناوي بأن "تونس اليوم على نفس درجة الأمان مقارنة بالعواصم الكبرى في العالم"، قائلا "إن الإرهاب لم يستهدف تونس فقط، وإنما استهدف دولا أخرى عرفت باستقرار وضعها الأمني". ودعا في هذا الصدد، بريطانيا إلى رفع تنبيه السفر إلى تونس، المفروض على الرعايا البريطانيين الراغبين في زيارة تونس أو تخفيفه، قائلا "إن بريطانيا تدرك جيدا الجهود التي تبذلها تونس لحفظ أمن زوارها وتأمين المواقع والمسالك السياحية ونقاط العبور"، مشيرا إلى أن الهجوم الارهابي الذي استهدف نزلا بسوسة في 2015 وراح ضحيته عدد من البريطانيين، إستهدف تونس واقتصادها وقطاعها السياحي بالأساس. وذكر بوجود تعاون وتنسيق أمني بين تونس والدول السبع الكبار ومن بينها بريطانيا، في مجال مراقبة الحدود، بما ساهم بشكل كبير في تحسن الوضع الأمني في تونس، مشيرا الى أنه وقع توسيع هذا التعاون ليشمل ثلاثة دول أخرى منها سويسرا. وبخصوص العلاقات التونسية الألمانية، واعتزام برلين ترحيل 1500 تونسي مقيم بصفة غير شرعية على أراضيها، صرح الوزير بأن الجانب الألماني تعهد باحترام حقوق المرحلين وكرامتهم ومصالحهم المادية والأسرية قبل عملية الترحيل، مبينا في هذا الصدد، أنه سيتم دراسة ملفات هؤلاء حالة بحالة . ولدى تطرقه إلى قرار دولة الإمارات العربية المتحدة رفع القيود المفروضة على منح التأشيرة لحاملي الجنسية التونسية الراغبين في الدخول إلى أراضيها، أفاد الجهيناوي بأن القرار دخل حيز التنفيذ، وأنه سيتم فتح مكتب قنصلي إماراتي في تونس خلال الأسبوع القادم.