قدم المسرح الجهوي بوهران عبد القادر علولة، مسرحية «ناسين وسلاطين» ضمن المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية. مسرحية «ناسين وسلاطين» من اقتباس عبد القادر علولة عن حكايات الروائي التركي عزيز ناسين، اخراج غوطي عزري، اداء حيمور محمد، بالقايد عبد القادر وهشماوي ابراهيم وبن بنزيان بلاها، وبوعناني سمير وفضيلة هشماوي. المسرحية جاءت في ثلاث لوحات او مشاهد كل مشهد يشكل جزءا من المسرحية ووحدة متكاملة في حد ذاتها. المشهد الأول يروي حكاية صحفي مسجون ورغم ذلك يواصل الكتابة من وراء القضبان ويتمكن من انشاء شبكة أخبار ومعلومات تنعتها ادارة السجن ب»شبكة ترويج الكلمات». تنزعج ادارة السجن من ذلك فتحشر معه في الزنزانة عميلا من المختلين عقليا فيكون التعايش بينهما جحيما لا يطاق وفرصته الوحيدة للخروج من هذا الجحيم هو الليل... المشهد الثاني يروي حكاية رجل مهووس بفعل الخير لكن تعوزه الامكانيات... ويدخل ذات يوم مدينة حيث تنظم مسابقة تتمثل في ان الشخص الذي يتمكن من دفع الغربان للفرار، ينصب سلطانا... ويفوز الرجل ويصبح سلطانا، وينسى أنه كان يحلم بفعل الخير... المشهد الثالث يروي حكاية سلطان يقرر تنظيم احتفالات ليخرج رعاياه من حالة اليأس بعد ان استفحلت ظاهرة المجاعة... تقنيات تنطلق المسرحية بطابع جدي ومع تصاعد الخط الدرامي للعمل تتحول الى عمل كوميدي، وهي عملية صعبة، خصوصا ان المحور الرئيسي للمسرحية هي السلطة وهل ثمة موضوع جاد أكثر من السلطة؟! للخوض في هذه المسألة استعمل المخرج الكثير من التقنيات منها الاسقاطات ومنها البعدية حيث يتخلص الممثل من الشخصية ليصبح راويا، ثم يعود اليها من جديد او ليتقمص شخصية أخرى... الجميل في هذا العمل هو التدرج الهادئ من الأجواء الجادة الى الأجواء الكوميدية دون السقوط في التهريج خصوصا ان خيطا رفيعا جدا يفصل بين الكوميديا والتهريج... وفاء لقد نجحت الفرقة الجزائرية في تقديم عمل طريف وفي مستوى فني راق وذلك بفضل الآداء الممتاز للممثلين وكذلك النص الجميل لعبد القادر علولة الذي بقي وفيا لروح وأجواء كتابات الروائي التركي عزيز ناسين، كما أن المخرج غوطي عزري قام بعمل كبير على مستوى ادارة الممثل وكذلك توظيف فضاء اللعب، والمتممات الركحية والانارة توظيفا محكما. مرّة أخرى يثبت الأخوة الجزائريون ان التجربة المسرحية الجزائرية تبقى دائما من أهم التجارب المسرحية العربية.