فجعت جهتا «القيروان» و»الشراردة» نهاية الأسبوع الفارط بهلاك عدد من أبنائهما بسبب غرق مركب الصيد الصغير الذي ثبت أنه حمل بين دفاته 11 شابا تراوحت أعمارهم بين 17 سنة و25 سنة أبحروا خلسة ظهر الجمعة الفارطة من شاطئ ملولش الواقع بين جبنيانة والشابة، وشاءت الأقدار أن لا ينجو منهم سوى شاب وحيد تعلق بحبل النجاة وصارع الموت الى أن امتدت له أيادي الحرس البحري بجهة صفاقس الذين هبوا الى موقع الحادثة في عرض البحر على مسافة 19 كلم حال سماعهم النبإ وعملوا ما في وسعهم للعثور على ناجين وانتشال الجثث. «الشروق» انتقلت الى مدينتي القيروان و»الشراردة» وبحثت عن توضيحات ممكنة لملابسات الحادثة الأليمة ونقلت جزءا من أحزان عائلات الضحايا. بينما كانت «الشروق» تواسي العائلات بجهة الشراردة (الواقعة 80 كلم جنوب مدينة القيروان) جاءت الأنباء عن العثور عن جثة لشاب آخر من المدينة هو المرحوم: محمد العكرمي بن محسن الجلاصي (أصيل منطقة أولاد حفوز)، ليرتفع بذلك عدد الشبان من أبناء الجهة الى ستة هم بالاضافة الى المذكور آنفا: علي بن حسين بن قاسم (يعمل في الفلاحة مع والده) شرف الدين قاسم (19 سنة تلميذ 5 ثانوي) كمال بن رمضان بن شويخة (سادسة ثانوي) محمد رمضان بن شويخة (عامل يومي) صالح بن رمضان بوشنيبة (عامل يومي) وقد تمت مراسم دفن لهؤلاء يوم السبت الفارط. واستفادت «الشروق» أن جهة القيروان قد فجعت هي الأخرى في وفاة الشاب فيصل الجوادي (25 سنة عامل يومي) والذي تمّ دفنه هو الآخر، وفي الوقت الذي تأكدت فيه نجاة الشاب خميس الحسيني (أصيل القيروان) والذي ثبت ل»الشروق» أن حالته الصحية المتدهورة استوجبت بقاءه بأحد مستشفيات جهة صفاقس وحالت دونه واتمام الاجراءات القانونية اللازمة التي من المنتظر أن توضح العديد من الحقائق الأخرى عن ملابسات الحادثة. وتأكد ل»الشروق» من مصادر أمنية بجهة القيروان ان مركز الحرس الوطني لم يتلق أية بلاغات من العائلات عن فقدان شبان آخرين وهو ما يثير تساؤلات عن هوية المفقودين الباقين والبالغ عددهم 3 شبان على أن «شهود عيان» على صلة وثيقة بمجموعة شباب الشراردة قد أكدوا ل»الشروق» أن احتمالات كبيرة أن يكون اثنان من المفقودين الثلاثة من مدينة سيدي عمر بوحجلة (القيروان). وتشير مصادر «الشروق» إلى ان «الرايس» الذي أبحر بالمجموعة ما يزال مجهولا ولا يعلم شيئا عن مصيره وقد يكون جهله بفنون قيادة المراكب سببا رئيسيا في حادثة الغرق غير أن جهات على صلة بالصيد البحري بجهة صفاقس أكدت هبوب رياح مساء الجمعة الفارطة قد تكون هي كذلك وراء غمر المياه للمركب وغرقه. وثبت ل»الشروق» ان الوسيط الذي يقف خلف هذه «الكارثة» هو محل تفتيش عدلي الآن وهو يدعى مراد بن عبد الجبار ضيفاوي (أصيل منطقة الشراردة) أشارت مصادر عائلية مقربة للمتوفين أنه استطاع أن يؤثر على مجموعة الشبان ويقنعهم بأهمية السفر إلى الخارج والابحار في اتجاه ايطاليا «حيث الخير العميم» وقد قبض من كل واحد منهم مبلغ ألف دينار، وأشار قريب لأحد المتوفين أنه أمكنهم التعرف على المنازل التي أقام فيها الشبان الضحايا قبل ابحارهم (واحدة منها موجودة بشارع 18 جانفي بمدينة صفاقس). واستشعرت «الشروق» من خلال لقائها بذوي الضحايا «الحزن العميق» والألم الذي يقطّع الأوصال خاصة وأن جلّ الضحايا (5 شبان) هم في نفس الحي بمدينة الشراردة وطالب الأولياء السلط المسؤولة بمتابعة الأبحاث قصد الوقوف على الحقائق التي لها صلة بالموضوع وناشدوا «الضرب بقوة» على أيدي «الوسطاء» العابثين الذين يحسنون حبك مؤامرتهم للايقاع بالأبرياء من الشباب وخداعهم لكسب الأموال عبر بيعهم «الأوهام» أوهام الأموال «المكدسة» وراء البحار.