أذن وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بجندوبة بفتح بحث ضد اطارات أمنية متهمة بممارسة التعذيب واعتداءات بالعنف ضد عدد من المواطنين سبق وأن تقدموا بشكايات في الغرض، وفق ما أكده ممثل النيابة العمومية الطاهر المناعي اليوم الإثنين في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء. وجاء في شكاية تقدم بها أستاذ تعليم ثانوي (39 سنة) ضد رئيس مركز شرطة بوسالم وعون أمن اخر مضمنة بدفاتر المحكمة الابتدائية، "أنه وبمجرد التحاقه بوالده الذي كان بصدد تقديم شكاية ضد أحد خصومه وفي محاولة منه لتقديم توضيح حول طبيعة الخلاف الحاصل بين والده وخصمه المشتكى به لرئيس مركز الأمن عمد هذا الاخير الى الاعتداء عليه بالعنف الشديد دون اعتبار لحالته الصحية الحرجة الناجمة عن اجرائه لعملية جراحية". وانهال رئيس المركز ،وفق نص الشكاية، على الأستاذ باللكم والركل قبل ان يطرحه ارضا ويكبله لساعات في كرسي، رافضا الاستجابة لطلب اعوان الامن الحاضرين ساعتها بالمركز والمطالبين بالكف عن الاعتداء وتحذيره من مخاطر ما أقدم عليه قبل ان يتم الاحتفاظ به لمدة يومين وبلوغ حالته حد احضار طاقم الطب الاستعجالي بجندوبة". وأكد محامي المتضرر وعضو الهيئة المديرة للمنظمة التونسية لمناهضة التعذيب الهادي المناعي، الذى مد مراسل (وات) بالجهة بنسخة من الملف الطبي لمنوبه، أنه تم تلفيق تهمة هضم جانب موظف عمومي لموكله ،"في محاولة لتغيير مراكز القوة لصالحه" وفق تعبيره. وفي سياق متصل أكدت شقيقة المتضرر، معلمة (37 سنة) في شكاية لدى النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بجندوبة، ضد رئيس مركز شرطة بوسالم انها تعرضت هي الأخرى لاعتداء بالعنف الشديد من قبله والدفع بالقوة ، قبل أن تطالها ألفاظ نابية داخل مركز الأمن العمومي، وفق ما جاء في الشكاية التي اسس عليها وكيل الجمهورية احالته. ولم تختلف شكاية شقيقهما (34 سنة) مدير فني بمجمع فلاحي المضمنة بدفاتر المحكمة الابتدائية ، عما روايتهما ، حيث ادعى هو الاخر انه تعرض للاعتداء بالعنف الشديد من قبل ذات رئيس المركز، وانه اسقطه ارضا وانهال عليه ضربا غير ابه بدعوات بقية اعوان الامن الذين طلبوا منه التوقف عن الاعتداء الذي ضمنته الشهادة المسلمة من طبيب الصحة العمومية بالمستشفى الجهوي بجندوبة. من جهة أخرى وغير بعيد عما حدث بمدينة بوسالم ففي 29 مارس 2017 تعرض متربص بالتكوين المهني بجندوبة الى الاعتداء بالعنف الشديد من قبل رئيس الفرقة المركزية الاولى للأبحاث للحرس الوطني بالعوينة الذي توجه للجهة صحبة اعوان للبحث والتفتيش، نتج عنه الاصابة بكسور بساقيه وجمجمته ويديه وعدد اخر من أعضاء جسده ، وفق نص الشكاية المرفوعة لدى المحكمة. في المقابل نفى رئيس مركز شرطة بوسالم في تصريح ل(وات) ما وجه له من تهم، معتبرا أن المسألة لم تتجاوز القيام بإجراءاته القانونية، على حد تعبيره . وكشف عضو الهيئة المديرة للمنظمة التونسية لمناهضة التعذيب الهادي المناعي عن تلقيه لشكاوى عديدة ومماثلة رفعت ضد امنيين بما فيها القضايا الاربعة، معتبرا ان مثل هذه التجاوزات تعد تهديدا حقيقيا للمسار الديمقراطي، ودعا الى وضع حد لما وصفه بالجرائم المشينة، على حد قوله.
