على خلاف السنة الفارطة في الدورة التأسيسية لتظاهرة «اتجمعوا العشاق حول الشيخ إمام»، لم يكن الجمهور في الموعد بالأعداد التي كانت قد حضرت الدورة الفارطة.. وفي اعتقادنا فإن الأسباب يتحملها «التياترو» باعتباره الجهة المنظمة لهذه التظاهرة.. والمسألة لا تتعلق بالدعاية الاعلامية اللازمة لهذه الدورة الثانية من الاحتفاء لشيخ الاغنية الملتزمة فقط، بل إن الداء يكمن في البرمجة المقترحة والمكررة في هذه الدورة الثانية، فالتياترو يحتفى هذه السنة بالشيخ إمام بنفس البرنامج ونفس الفقرات التي كان قدمها في السنة الفارطة، ولم يفكر في تجديدها أو على الأقل ادخال فقرات أخرى جديدة أو دعوة فنانين جدد ولم لا توسيع هذه التظاهرة وإعطائها بعدا عربيا من خلال دعوة فنانين عرب لهم علاقة بالأغنية الملتزمة. في هذه الدورة الثانية لم ينسحب فقط الجمهور من تظاهرة «اتجمعوا العشاق حول الشيخ إمام».. بل أيضا هناك انسحابات في مستوى الفنانين وبعد لطفي بوشناق الذي حضر في السنة الفارطة، ها هي نبيهة كراولي لم تحضر أيضا هذه الدورة رغم الاعلان على اسمها في المعلقة الاشهارية للتظاهرة.. ولعل هذا الانسحاب الجديد قد يزيد من التأثير على اشعاع هذه التظاهرة البديلة التي تعنى بالأغنية الملتزمة.. وهو ما يعني أن فضاءالتياترو مطالب بمراجعة حساباته في الدورة القادمة إذا ما كتب لهذه التظاهرة التواصل في السنوات القادمة. **لماذا فيلم «العصفور»؟ من الفقرات التي تضمنتها الدورة الثانية من «اتجمعوا العشاق حول الشيخ امام»، عرض فيلم «العصفور» ليوسف شاهين في نسخة رديئة صوتا وصورة.. لكن لسائل أن يسأل ما العلاقة بين هذا الفيلم وبين الشيخ امام.. هل هي علاقة منطقية أم علاقة وهمية تطلبت فقط ملء فراغ ساعتين.. طالما أن الرابط الوحيد بين العصفور والشيخ إمام هو المرحلة التاريخية (حرب 67 و73) علما وأن الشيخ امام كان سجينا لعدة مرات (من 1969 الى 1979) بسبب أغانيه عن أحلام وآلام الجماهير العربية المقهورة وبسبب رفضه للواقع ودعوته الى تغييره.. وقد قدم في السجن أجمل الأعمال الفنية والانسانية. **تظاهرة أخرى مماثلة بعد تظاهرة التياترو سينظم المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس تظاهرة أخرى بمناسبة الذكرى التاسعة لوفاة الشيخ إمام وذلك يوم السبت 26 جوان.. وستتضمن هذه التظاهرة معرضا وثائقيا وعرض شريط حول تجربة الشيخ إمام الى جانب عرض موسيقي لفرقة العودة.. زيادة عن تكريم الهاشمي بن فرج والحبيب بلعيد.. وكل ما نتمناه ألاّ يتكرّر نفس البرنامج في هذه التظاهرة وبالتالي يصبح هذا البرنامج نموذجيا في كل التظاهرات.