في إطار دعمه للأغنية الملتزمة وتشجيعه لثقافة الفنّ البديل نظّم الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس يوم الخميس 05 جويلية 2012 بدار الاتحاد ببن عروس تظاهرة ثقافيّة أحيا خلالها الذكرى 17 لرحيل رائد الأغنية الملتزمة الفنّان الشيخ إمام عيسى . هذه التظاهرة التي دأب الاتحاد على تنظيمها منذ سنة 2003 حضرها عديد النقابيين من جهة بنعروس ومن جهات أخرى صحبة عائلاتهم بالإضافة إلى عدد من الضيوف من عشّاق الشيخ إمام من كافة الأجيال، وقد تضمنت في برنامجها معرضا للكتاب ضم عديد الكتب حول الراحل الشيخ إمام وأهمّ قصائد الشاعر أحمد فؤاد نجم التي غناها كما احتوى على بعض الكتب الفكريّة المتنوعة باللغتين العربية والفرنسيّة. كما احتوت التظاهرة على معرض للصور اشتملت على بعض حفلات الشيخ إمام بتونس وأرخت لسنوات إحياء ذكرى وفاته في بنعروس وأجيال النقابيين وأبنائهم الذين ساهموا في إنجاح هذه الاحتفالية. أمّا الفقرة الرسميّة للتظاهرة فقد تمثلت في أمسية فنيّة قدّم خلالها براعم الاتحاد وأحباء الشيخ إمام جملة من المشاركات الغنائيّة الفرديّة لأهمّ ما غنّى الشيخ إمام، وقد تخلل الفقرات الغنائيّة تكريم للفنانين الملتزمين محمد بحر وعماد جاد. بنعروس فخورة بهذه التظاهرة افتتح التظاهرة الأخ محمد علي بوغديري الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس بتحيّة كافة الحاضرين من النقابيات والنقابيين وضيوف الاتحاد ووسائل الاعلام التي حضرت لتغطية للتغطية ورحّب بالأخ محمد مسلمي الأمين العام المساعد الذي حرص على الحضور كعادته، وعبّر عن فخر الاتحاد الجهوي ببن عروس بالفخر الذي ناله بإحياء الذكرى 17 لرحيل الشيخ إمام عيسى هذه التظاهرة التي بلغت من العمر 10 سنوات وتحولت إلى تقليد فنّي تميزت به جهة بن عروس وفاءً لهذا الفنان الرائد الذي قدّم الكثير للأغنية الملتزمة وترك بصماته التي لا تمحى وتخرجت على يده أجيال من الفنّانين الملتزمين. الأخ بوغديري عبّر عن تقديره للدعم الذي تلقته التظاهرة من وزارة الثقافة والتراث وتمنى للجميع أمسية رائقة بأصوات براعم وشباب الاتحاد. كبروا وكبر فيهم عشق أغاني إمام عبير، ميارى، ندى، وفى ونور براعم لم يولدوا بعد عندما رحل الشيخ إمام ولكن ذلك لم يمنعهم من التعلّق بهذا الفنّان الملتزم بقضايا العمّال والفلاّحين والفقراء والمضطهدين في الأرض فغنّوا للشيخ «مرّ الكلام»، «إذا الشمس غرقت»، «الفلاحين»، «اتجمعوا العشّاق» و»شيّد قصورك»، بكلّ ما يملكون من إحساس مرهف وصدق طفولة وشدت أصواتهم الصغيرة بما في كلمات الشيخ من معاني الصمود والتحدي والإصرار وعشق للحريّة وطلب لا يني للكرامة والعدالة الاجتماعية، ومن ورائهم كان الحاضرون يرددون المقاطع شعارات تحمل في عمقها وعيا نقابيا بضرورة مواصلة النضال من أجل استكمال أهداف ثورة الحريّة والكرامة التي كانت لهم المساهمة الحاسمة في نجاحها في انتظار استكمالها وتحققها في أرض الواقع. الجزء الثاني من المشاركات كانت لأحباء الشيخ من الأطفال الذين كبروا مع أغاني الشيخ إمام وأصبح بعضهم من الشباب العامل صلب المنظمة ولكنهم بقوا على حبهم وتعلقهم بالشيخ أوفياء لهذه الذكرى التي أثثوها بأصواتهم على امتداد 10 سنوات. غنّت ياسمين « الأرغون» ورؤى «يا ولدي « وسناء «كلّ عين» وسعاد « حلاولاّ يا حلاولاّ» وفداء «غيفارا آت» وريم «الطنبور» وبثينة «المنوعات» وغنّى عمر «عبد الودود». لتجتمع الأجيال من البراعم والشباب والنقابيين في أداء جماعي لأغنية « إذا الشمس غرقت» في آخر العرض الفنّي. تكريم واعتراف بالجميل التظاهرة لم تنس كما تعودت تكريم مجموعة من المناضلين الذين عرّفوا بالأغنية الملتزمة وكما كان دأبها في السنوات الفارطة حيث كرّمت كل من الحبيب بلعيد والهاشمي بن فرج وعلي سعيدان والفقيدين مولدي زليلة وحمّادي العجيمي والفنانين خميّس البحري وآمال الحمروني عن فرقة البحث الموسيقي ومجموعة عيون الكلام ومصطفى المولّهي عن مجموعة أولاد بومخلوف والحمائم البيض، كرّمت الفنانين محمد بحر الذي انتصر للاغنية الهادفة والملتزمة بقضايا الشعب مثل رائعة « سعيد» و«مانديلا» و«الفاضل» و«انتصار الشمس» والفنّان محمّد جاد الذين كان صحبة النقابي الفنّان محسن من ضمن المجموعة التي أسست هذه التظاهرة. كانت للفنانين مداخلات غنائيّة حيث غنّى الفنّان محمد جاد مصحوبا بالفنانة الشابة سناء أغنية «إيدو شمعة» للشيخ إمام والقصيدة «سفر سفر» للشاعر معين بسيسو وهي من تلحينه. وغنّى الفنّان محمد بحر من أغانيه « انني مندوب جرح «لمحمود درويش» وأحب البلاد «للصغير أولاد أحمد» و«سعيد» بطلب من الحاضرين .