لا أتذكر أني قرأت كتابا حديثا في خمسة أجزاء عن مدينة واحدة قبل أن تصلني نسخة من كتاب «طبلبة: التقليدية والحداثة في المجتمع العربي» الصادر في خمسة أجزاء على نفقة مؤلفيه. هذا الكتاب الصادر في طبعة أنيقة ضمّ حوالي 2500 صفحة في خمسة أجزاء وتضمّن عددا كبيرا من الوثائق والصور والبيانات وهذا الكتاب يمكن اعتباره موسوعة في دراسة هذه المدينة من مختلف الجوانب وهي دراسة سوسيولوجية استفادت من التاريخ والحاضر لكن المؤلفين رمضان بن ريانة وعادل بالكحلة استفادا من المناهج الحديثة في علم الاجتماع خاصة أن أحدهما عادل بالكحلة باحث اجتماعي مهتم بالهامشية والتحولات الثقافية، هذا الكتاب هو مرجع حقيقي في دراسة مدينة تونسية كان لها حضورها في الذاكرة الجماعية منذ العصر الروماني الى مرحلة الكفاح الوطني وصولا الى الآن، وهذا الجهد في الحقيقة كان من المفروض أن تقوم به مراكز بحث في علم الاجتماع لكن المؤلفين قاما بهذا الجهد بشكل فردي ولا بد من تحيتهما خاصة أن الكتاب تطلب إصدار 590 ألف دينار واشترت منه وزارة الثقافة والشباب والترفيه 350 نسخة وساعدت بعض المؤسسات على اصداره لكن لم تقتن منه مؤسسات أخرى في البحث مثل الكليات أية نسخ اضافة الى بلدية طبلبة والمجلس الجهوي بالمنستير فكل هذه الجهات وغيرها من المفروض أن تساعد على ترويج الكتاب حتى تخفف من ضغط التكلفة على صاحبيه لأن هذا الكتاب وإن كان على مدينة تونسية فإنه مهم جدا للمكتبة الوطنية التي تفتقر لدراسات ذات منحى اجتماعي حديث فهذا الكتاب دراسة اجتماعية مونوغرافية بحثت في فهم التحولات الثقافية في طبلبة.