بعد أن عرفت أكثر من 20 مؤسسة تربوية في ولاية منوبة انقطاعا لشبكتي الماء والكهرباء طيلة عطلة الصيف بسبب العجز عن دفع ما تخلد بذمتها لفائدة الشركة الوطنية لاستغلال و توزيع المياه والشركة التونسية للكهرباء والغاز والذي فاق ال 500الف دينار ، تدخلت المصالح الجهوية لإقرار إعادة ربطها بالشبكتين استعدادا للعودة المدرسية وضمانا لسير تدخلات الصيانة والتنظيف بها، وذلك خلال جلسة عمل انعقدت، عشية أمس الخميس، بمقر الولاية وخصصت لعرض الاستعدادات للعودة المدرسية ولتدارس مختلف الاشكاليات والمعيقات التي قد تعترضها. وتركز الاهتمام خلال الجلسة، التي التأمت بإشراف والي منوبة، أحمد السماوي، وحضور إطارات المندوبية الجهوية للتربية ومختلف الادارات الجهوية ذات العلاقة والإطارات الامنية وممثلي الاتحاد الجهوي للشغل والنقابة الجهوية للتعليم الثانوي، على تعطل سير انجاز مشاريع توسعة المؤسسات التربية وأشغال التهيئة والصيانة بها، حيث بينت المؤشرات المعروضة بالمناسبة صرف 45 بالمائة من الاعتمادات المرصودة لقطاع التربية بالجهة منها 5,7 مليون دينار لسنة2016 و4,3 مليون دينار لسنة 2017. كما تمت برمجة اشغال توسعة في 42 مؤسسة تربوية منها 24 مدرسة ابتدائية، و18 مدرسة اعدادية ومعهد بكلفة تناهز 5,418 مليون دينار، واستهدفت التوسيعات بناء قاعات عادية ومختصة، و مخابر تقنية، وقاعات مراجعة، ومجموعات صحية، وأسيجة، غير أن اغلبها لم يتم انجازه، وفق ما جاء تدخل كاتب نقابة التعليم الثانوي، نور الدين الانداري، والذي تطرق الى تعطل انجاز المعهد النموذجي والمبيت بالدندان المبرمجين مند 2012 بكلفة تناهز ال 5 ملايين دينار. من جانبه، استعرض المندوب الجهوي للتربية الجديد، الحبيب دغيم، خلال اللقاء نتائج أعمال اللجنة الجهوية للعودة المدرسية التي احدثت صلب المندوبية في اطار الاعداد الجيد للعودة المدرسية، واحكام حسن التصرف في الموارد البشرية، ومشاريع التهيئة والصيانة، مشيرا الى تواصل التدخل حاليا لتعهد وصيانة 24 مؤسسة تربوية منها 12 مدرسة ابتدائية، و12 مدرسة اعدادية ومعهد بكلفة 3,825 مليون دينار، وذلك وسط انتقاد شديد بسبب تأخر انجاز هذه المشاريع وتواصلها بعد افتتاح السنة الدراسية، ولما لها من تأثير على سير الدروس نتيجة اشغال البناء والصيانة وما ينجر عنها من تلوث بيئي وسمعي وما قد تتطلبه من احتياطات لتأمين حماية وسلامة التلاميذ. وبعرض حاجيات الموسم الدراسي من تجهيزات، بينت المؤشرات ان المندوبية عملت على توفير التجهيزات العادية والإعلامية والمعدات التعليمية وتوزيعها على المؤسسات التربوية بكلفة جملية تناهز 2,190 مليون دينار، وذلك في ظل تسجيل نقص هائل في التجهيزات الاعلامية والذي أسفر عن تدن في معدلات الاعلامية، حيث فاق عدد الحاصلين على 0 نسبة ال35 بالمائة في هذه المادة، بحسب كاتب عام نقابة التعليم الثانوي. وتوقعت مصالح المندوبية الجهوية للتربية تسجيل صعوبات في افتتاح السنة الدراسية الجديدة تتعلق بغلق المدرسة الابتدائية الشابي بطبربة لتواصل اشغال الصيانة الشاملة فيها، بما قد يدفع الى توزيع تلاميذها على مدارس مجاورة، فضلا عن عدم الفروغ من اشغال المدرسة الابتدائية الجديدة حي المعصرة بالجديدة المبرمجة بكلفة 600 الف دينار، و التي عاين والي الجهة أشغالها، الاربعاء المنقضي، وتدارس سبل حل اشكالها العقاري الذي يعيق انجاز سورها الخارجي وتاخر ربطها بشبكتي الماء الصالح للشراب والكهرباء . و اشارت المندوبية الجهوية للتربية في عرضها الى عدم توفر دورات مياه بمواصفات صحية في مجموعة المدارس الابتدائية خاصة بدوار هيشر، وطبربة، والبطان، و الذنيبة، والدخيلة، مبينة تخصيص اعتمادات بقيمة 500 الف دينار لعدد من المجموعات الصحية يتواصل انجازها بنسبة انجاز تفوق ال60 بالمائة. وطالب المندوبية، من جهة أخرى، بضرورة جبر بلدتي منوبة ودوار هيشر لضرر هدم اليات النظافة لسوري المدرسة الابتدائية ابو القاسم الشابي بمنوبة والابتدائية التقدم 2 بدوار هيشر، مع ضرورة تفعيل الرياضة المدرسية داخل المنشآت الرياضية البلدية وتحسين بنية فضاءات الرياضة المدرسية. وقد سلطت الجلسة الضوء ايضا على نقائص الموارد البشرية والشغورات المسجلة، حيث بينت المؤشرات حاجة المؤسسات التربوية بالجهة الى اثر من 100 عامل نظافة وحراسة، فضلا عن 50 قيما، وحوالي73 مدرس تربية بدنية. وأشارت مصالح المندوبية الجهوية للتربية الى توزيع 375 مركز عمل لإطار مدرس استجابة للحاجيات الناجمة عن تطور عدد التلاميذ والفصول بمختلف مناطق الجهة، حيث بلغ عدد تلاميذ التعليم الاساسي للموسم الدراسي 2017- 2018 بالجهة، 35 ألفا و 763 تلميذا موزعين على 1363 فصلا وهو ما يعني ارتفاعا في معدل الكثافة الذي وصل إلى 27 تلميذا في الفصل الواحد، فيما بلغ عدد تلاميذ التعليم الاعدادي والثانوي 31 ألف و231 تلميذا موزعين على 1186 فصلا. ومثّل حضور المديرة الجهوية للنقل وممثل شركة نقل تونس، خلال اللقاء، فرصة لتناول اشكاليات النقل المدرسي، كما تم الإعلان عن ضم خط مدرسي وجامعي انطلاقا من معتمدية طبربة الى كلية 9 افريل ومعهد بورقيبة النموذجي بالعاصمة لتأمين نقل تلاميذ التعليم الثانوي النموذجي، وهو اجراء سينطبق، أيضا، على تلاميذ معتمدي برج العامري، والمرناقية، في خط نقل سيعلن عنه لاحقا يضاف الى قائمة ال54 خطا للنقل المدرسي والجامعي المتوفر بالجهة. وتدارس الحاضرون في الجلسة سبل الاستعداد الامثل للعودة المدرسية بضمان نظافة المؤسسات التربوية من خلال تعهدها بالدهن، وحملات النظافة، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون وضع الفضلات في محيطها، وتوفير الإنارة العمومية أمام المؤسسات التربوية، و تركيز مخفضات السرعة و الإشارات المرورية اللازمة. وتمت التشديد في ختام الجلسة على ضرورة استحثاث انجاز مشاريع الصيانة والتهيئة المتواصلة، ودعم التغطية الامنية لمحيط المؤسسات التربوية، وإتمام اشغال ربط بعض المؤسسات التربوية بشبكة التطهير والماء الصالح للشراب
