شهدت البطولة الثامنة التي احتضنتها ألمانيا سنة 1988 خلال الفترة الفاصلة ما بين 10 جوان والخامس والعشرين منه حضور كل المنتخبات القوية والبارزة في ذلك الوقت ماعدا فرنسا بطلة أوروبا سنة 1984 والتي أزاحتها روسيا من تصفيات المجموعة الثالثة.. ومن النتائج غير العادية في تلك الأدوار النهائية انتصار ايرلندا التاريخي على حساب انقلترا (وما أدراك) ايرلندا كان يدربها الانقليزي جاكي شارلتون واللقاء تميز بالاندفاع البدني القوي وانتهى بعد صراع كبير فوق الميدان بين اللاعبين وعلى المدارج بين الجماهير على فوز المنتخب الايرلندي بهدف لصفر وهو فوز مستحق من خلال ما أظهره هذا المنتخب لكنه كان مفاجأة مدوية في تلك النهائيات. الرباعي المرعب المنتخب الهولندي الذي توج بطلا لأوروبا على الأراضي الألمانية بعد أربعة عشر عاما من هزيمته في نهائي كأس العالم 1974 أمام ألمانيا البلد المنظم عاد هذه المرة بمنتخب متكامل وقوي للغاية وأسماء رونالد كومن مدافع برشلونة في ذلك الوقت ومدرب أجاكس حاليا فرانك ريكارد لاعب ميلان ومدرب برشلونة الحالي رود غوليت مهاجم ميلان ومدرب فينورد حاليا يضاف لهم الهداف فإن باستن وهي أسماء قادرة فعلا على هزم أي ناد أو منتخب. هولندا في ذلك الوقت سيطرت على مجموعتها خلال التصفيات وترشحت بدون أي هزيمة وخلال النهائيات هزمت المنتخبات الكبيرة والعريقة على غرار انقلترا ألمانيا أمام جمهورها الغفير وأخيرا روسيا خلال المباراة النهائية (روسيا في ذلك الوقت هزمت انقلترا وأزاحت ايطاليا في الدور نصف النهائي). هولندا تثأر من ألمانيا مباراة الدور نصف النهائي التي جمعت ما بين المنتخبين الألماني ونظيره الهولندي في ذلك الوقت كانت قوية ومثيرة للغاية هذا اللقاء احتضنه ملعب هامبورغ وتمكنت ألمانيا من افتتاح التسجيل عن طريق لاعبها المتميز لوثر ماتيوس بواسطة ضربة جزاء لكن هولندا عرفت كيف تروض ألمانيا وتمتص هيجانها مع مرور الدقائق حتى جاءت ضربة جزاء هذه المرة للمنتخب البرتقالي عدل بها رونالد كومن النتيجة ثم تمكن نجم البطولة وهدافها ماركو فان باستن من تسجيل هدف الفوز لهولندا ومعروف ان فان باستن بدأ تلك النهائيات وهو على مقعد الاحتياطيين نتيجة معاناته من اصابة تعرض لها في البطولة الايطالية لكن بعد هزيمة هولندا في أول مباراة لها ضد روسيا اضطرّ المدرب رينوس ماكيلس للاستنجاد بالهداف فان باستن وكان عند حسن الظن. كأس فان باستن رغم البداية الصعبة لهولندا في النهائيات التي احتضنتها ألمانيا سنة 1988 حيث تمكن المنتخب الروسي من هزم هولندا في أولى مباريات المجموعة الثانية وكان اللقاء الثاني ضد انقلترا التي فاجأتها ايرلندا بهدف لصفر في اليوم الأول. مباراة هولندا وانقلترا فعل فيها ماركو فان باستن كل شيء وسجل ثلاثة أهداف ففازت هولندا بثلاثة أهداف لهدف واحد.. في الدور نصف النهائي واجهت هولنداألمانيا ورغم مجاملة الحكم للألمان عندما أعلن عن ضربة جزاء مشكوك فيها ألا ان ماركو فان باستن تمكن خلال اللحظات الأخيرة من تحقيق هدف الفوز (2 1).. في الدور النهائي لعبت هولندا ضد روسيا التي انتمت لنفس المجموعة لكن هولندا ثأرت لنفسها من «الدب الروسي» وفازت 0/2 أحدهما للهداف فان باستن وهو ما يؤكد قيمة أهدافه الخمسة. هذه الكأس الأولى والوحيدة لهولندا حتى الآن اعتبرها النقاد والمتتبعون كأس فان باستن دون غيره. 313 هدفا... الكأس الأوروبية للأمم الثامنة التي نظمتها ألمانياالغربية عرفت تسجيل 313 هدفا منها 34 اصابة خلال النهائيات. المنتخب الانقليزي صاحب أفضل هجوم خلال التصفيات ب19 هدفا فشل خلال النهائيات واهتزت شباكه في سبع مرات.. المنتخب الفرنسي بطل أوروبا 1984 فشل في ادراك النهائيات بعد أن تراجع مردود كل من ميشال بلاتيني وتيغانا واعتزال جيراس.. في المقابل ظهرت بعض الوجوه الجديدة التي أبدعت في ما بعد على امتداد سنوات وسنوات على غرار المدافع الايطالي باريزي أو زميله ألطوبلّي.