حصول ايطاليا على الكأس الثالثة عام 1968 جعل كل المنتخبات الاوروبية تراجع حساباتها في خصوص هذه الكأس التي باتت تشغل أوروبا... وفي هذه البطولة الرابعة ظهرت ألمانيا بنجومها اللامعة في مقدمتهم الحارس المتميز ساب ماير والقيصر بيكنباور والهداف قارد مولر فاكتسبت المنتخبات المشاركة لتتوج في النهاية بهذه الكأس الاوروبية معلنة بذلك بداية عصر الكرة الالمانية سواء على مستوى الكؤوس الاوروبية للاندية عندما سيطر فريق بيارن مونيخ على كل الاندية بنفس المجموعة من اللاعبين المتواجدين في المنتخب الألماني... نظام البطولة الرابعة ظل كما هو تقسيم المنتخبات الى مجموعات خلال التصفيات 32 منتخبا وثماني مجموعات كل واحدة باربعة وبتأهل كالعادة صاحب المركز الاول الى الدور ربع النهائي. ثم وقع اختيار الاتحاد الاوروبي على بلجيكا بعد ان وصلت للدور نصف النهائي صحبة ألمانيا، الاتحاد السوفياتي والمجر... وقد استغرقت التصفيات سنة ونصف وحدث عديد المفاجآت مثلما عودتنا كرة القدم داڈئما... انتصارات ومفاجآت المجموعة الاولى تأهلت منها رومانيا عندما ازاحت تشيكوسلوفاكيا في مفاجأة مدوية وغير منتظر بالمرة نفس المجموعة تواجد فيها كل من فلندا وويلزو كلاهما غادر هذه المجموعة كما دخلها اي العبرة بالمشاركة. المجموعة الثانية قادتها المجر من البداية وحتى النهاية وفشلت منتخبات فرنسا بلغاريا والنرويج في اخراج المنتخب المجري الذي ظل على امتداد سنوات طويلة ومتتالية يصعب هزمه. ا لمنتخب الانقليزي كان من الطبيعي ان يتصدر مجموعته امام سويسرا، مالطا واليونان وذلك دون ان يعرف هزيمة تذكر ونفس الانجاز حققه الاتحاد السوفياتي في المجموعة الرابعة رغم صمود المنتخب الاسباني بقية منتخبات المجموعة هذه هما ايرلندا الشمالية وقبرص. المنتخب البلجيكي القوي في ذلك الوقت فرض سيطرة واضحة وجلية على منتخبات الدنمارك، البرتغال واسكوتلندا. أما المجموعة السادسة فقد تصدرتها ايطاليا دون مجهود يذكر أو هزيمة حيث كان المنتخب الايطالي بطل الدورة السابقة أفضل بكثير من منتخبات النمسا، السويد وإرلندا. ظل الصراع الى أشده في المجموعة السابعة ما بين يوغسلافيا وهولندا بقيادة جيل كرويف لكن الغلبة كانت في النهاية ليوغسلافيا فيما حلت ألمانياالشرقية ثالثة وليكسمبورغ في المرتبة الرابعة والأخيرة. المجموعة الثامنة والاخيرة سيطرت عليها ألمانيا من البداية حتى النهاية واتمت المباريات في المركز الأول بفارق اربع نقاط عن بولونيا الثانية ثم تركيا وأخيرا ألبانيا. الدور ثمن النهائي كان لابد من مغادرة بعض المنتخبات القوية لهذه الكأس خصوصا وان القرعة وضعت ألمانيا في مواجهة انقلترا اللقاء الاول بين الكبيرين على الدوام دار بملعب ومبلي الشهير ورغم الحضور الجماهيري الذي حطم كل الارقام حتى ذلك الوقت فان تألق ساب ماير في البداية واناقة بيكنباور وبرايتنر منح هونس نيتزر والهداف قادر مولر ثقة كبيرة ففازت ألمانيا بثلاثة أهداف لهدف واستحقت التصفيق في نهاية اللقاء من طرف الجمهور الانقليزي المتعصب. المباراة الثانية انتهت بالتعادل السلبي هذا اللقاء او بنتيجته ان صح التعبير كان مفاجأة من ناحية الفوز العريض والآداء. المفاجأة الثانية احدثتها بلجيكا بفوزها على بطل اوروبا حتى ذلك الوقت المنتخب الايطالي فاللقاء الاول في روما انتهى بالتعادل السلبي وفي الاياب فازت بلجيكا وترشحت بهدفين لهدف واحد. الاتحاد السوفياتي واصل عروضه القوية وانتصاراته المتتالية بعد ان هزم يوغسلافيا بثلاثة أهداف لصفر في الذهاب والتعادل سلبيا في الاياب. المنتخب المجري واجه صعوبات كبيرة وكادت رومانيا المعمورة تبعده من الوصول للنهائيات وذلك بعد التعادل في اللقاء الاول هدف لهدف تم في المباراة الثانية هدفين لهدفين قبل ان يترشح المنتخب المجري في اللقاء الفاصل بهدفين لهدف واحد... النهائيات ببلجيكا كان الجميع وخاصة البلجيكيين يمنون النفس بان تبعدهم القرعة عن المنتخب الالماني على الاقل في الدور نصف النهائي لكن القرعة وضعت بلجيكا صاحبة الارض والجمهور في مواجهة المارد الالماني وامتلأ ملعب مدينة «أنفرس» ب60 ألف بلجيكي لمؤازرة «الشياطين الحمر» نجح الالمان في البداية في امتصاص الهيجان فوق الميدان نتيجة المؤازرة الجماهيرية الكبيرة حتى الدقيقة 24 عندما تسلل قارد مولر وسجل هدفا خيّم بعده سكون كبير على الملعب وعادت المانيا لتسجل ثانية عن طريق القناص نفسه قارد مولر وخلال الدقائق الاخيرة تمكن بولينس من تذليل الفارق لكن الهدف لم يكن كافيا لانسحاب بلجيكا وترشح ألماني مستحق هذا اللقاء وقع اعتباره «دورا نهائيا» بعد مغادرة بلجيكا هذه الكأس وهروب اغلب الجماهير فيما بعد. الدور نصف النهائي الثاني جمع روسيا بالمجر وفاز المنتخب الاول بهدف لصفر وادرك الدور النهائي للمرة الثالثة في رابع مشاركة له. الدور النهائي سهل وصول ألمانيا للمباراة النهائية وتغلبها على بلجيكا القوية كرويا والتي كان يساندها الارض والجمهور جعل آلاف الجماهير الالمانية تزحف لمؤازرة منتخبها والاحتفال بالكأس. كانت كل التوقعات تشير الى فوز ألمانيا بهذه الكأس ليس لضعف المنافس الروسي الخبير بهذه المشاركات لكن نظرا لقوة الالمان وقدرتهم على ترويض منافسيهم الواحد بعد الآخر. المنتخب الروسي اجبر على قبول الامر الواقع وانهزم بشرف وبثلاث اهداف نظيفة فقط على ملعب بروكسيل ومولر مرة أخرى سجل ثنائية. نجم الدورة وقع اعتبار كل من بيكنباور نجم تلك الدورة من خلال رشاقته الكبيرة واناقته وقدرته على المراوغة حتى في مناطق الجزاء والتفوق على كل المهاجمين او صعوده بالكرة ومساندته لخط الوسط بتمريراته المتنوعة وكانت من المفاجآت ان يكون مدافع بتلك المواصفات التي لم يملكها مدافع آخر قبله. النجم الثاني هو مولر قد يكون الثاني لكن لو لا اهدافه غير المنتظره والحاسمة لما عادت ألمانيا ومعها الكأس فمولر مهاجم يعرف أين يقف وكيف يتعامل مع كل الكرات التي يمنعها زملاؤه ليحولها بكل بساطة وشجاعة في شباك الخصم مهما كانت براعته. أرقام من الكأس الرابعة * بلغ عدد المباريات ما بين التصفيات والنهائيات 105 مباراة. * الاهداف وصل عددها الى 281 هدفا وهو رقم مرتفع. * الحكم الذي ادار الدور النهائي هو النمساوي مارشال. * المدرب الالماني هو هلموت شون وقد نال شهرة كبيرة نظرا لبصماته على الكرة الألمانية. * بعد المباراة النهائية علقت صحيفة بلجيكية على صورة ألمانيا بما يلي يجب الاستعانة بالرشاشات لوقف الزحف الألماني. * الجمهور الذي تابع المباراة النهائية بلغ 65 ألف. * نفس العناصر الالمانية فازت بعد سنتين كذلك بكأس العالم لسنة 1974.