تونس - الشروقً أون لاين- نورالدين بالطيب: يحتضن فضاء المخزن في دار الفنون بالبلفيدير منذ 17 نوفمبر الجاري وإلى غاية 5 ديسمبر معرض الفنٌانة التشكيلية هدى العجيلي بعنوان "المدينة ... رؤية مختلفة ". أتابع أعمال الفنٌانة التشكيلية الشٌابة هدى العجيلي منذ أن كانت طالبة في المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس وتابعت معارضها والمعارض الجماعية التي شاركت فيها وكذلك ما أنتجته خلال أقامتها في حي الفنون بباريس لكن هذا المعرض جاء مختلفا عن أعمالها السٌابقة سواء في مستوى التقنيات أو في الموضوع إذ اختارت فضاء المدينة كحامل أساسي لأعمالها فهدى العجيلي التي عرفناها في أعمال تجريدية ومن أحجام متوسطة وصغيرة اختارت هذه المرٌة الحجم الكبير للوحاتها وتعدد التقنيات من الرٌسم الزيتي الى "الكولاج" الى الصورة الفوتوغرافية. أثنى عشرة لوحة تقدٌمها هدى العجيلي في معرضها الجديد تستحضر فيها نلسن مانديلا وأبوالقاسم الشٌابي وأمال المثلوثي التي غنٌت للحرية وكلوديا كاردينال وجعلت من فضاء مدينة تونس العتيقة هو الفضاء الذي تتحرٌك فيه شخصياتها مع استحضار الفسيفساء في فضاءات مدينة العتيقة والمقاهي والسفساري ومنمنمات " الجليز " التي تميٌز المدن العتيقة في تونس والمغرب العربي بشكل عام . لا ترسم هدى العجيلي بعفوية بقدر ما تسعى إلى التعبير من خلال لوحاتها عن قيم ومواقف في الانتصار للحرية ولعل حضور شاعر إرادة الحياة أبو القاسم الشٌابي ونسلن مانديلا الزعيم الأفريقي الذي قاوم الميز العنصري وحطم الرقم القياسي في سنوات السٌجن أبرز رسالة يحملها هذا المعرض. تعيد في هذا المعرض هدى العجيلي تشكيل فضاء المدينة العتيقة من الأقواس الى الفضاءات المفتوحة الى الألوان وخاصة اللونين الأبيض والأسود الى اللباس التقليدي الى " الشيشة " والمقاهي والأبواب ، أنٌ هذا المعرض هو رحلة في مدينة تونس العتيقة الأنسان والمعمار رحلة ممتعة تقود فيها هدى العجيلي زائر معرضها . الفنٌانة هدى العجيلي حصلت على منحة من صندوق التشجيع على الأبداع الأدبي والفني بخمسة ألاف دينار حصلت على جزء منها في انتظار صرف المبلغ المتبقي لكن المؤسف آن لجنة الشراءات التي زارت المعرض رفضت اقتناء أي لوحة فهل هكذا نشجٌع المبدعين الشباب في بلاد تعاني سوق الفن فيها من كساد كبير ؟!