افتتح مساء أول أمس برواق «عين» بالضاحية الشمالية بالعاصمة معرض فني يضم لوحات زيتية ومائية وأعمال فنية اعتمدت تقنيات مختلفة من بينها بالخصوص «الكولاج».. الأعمال بإمضاء عبد الملك العلاني، الدكتور في علوم وتقنيات الفنون وهو يدرس بالمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس..يعرض الرسام منذ سنة 1975 في أغلب الأروقة بالعاصمة. وقد تضمن المعرض ستة وثلاثين عملا تمثلت في لوحات زيتية، تنقسم بدورها الى أعمال صوفية وأعمال أخرى تنقل خصائص الفن الشعبي في أبهى ايحاءاته ودلالاته. أما العمل الصوفي فهو عمل تجريدي..التلوين فيه يغلب على المساحات، بحثا عن الحياكة والمادة وعن التعبير التشكيلي الغنائي، إذ تتخلل المساحات اللونية زخارف إسلامية..تتردد وتعاد من منطقة الى منطقة ،تختلف عن بعضها البعض كعلامات وخط عربي خاصة كلمة «الله» التي تتردد في عدة مساحات إضافة الى كلمة «هو»..ايحاءات ورموز تتناغم مع الفن المعاصر خصوصا في كيفية الإعادة والتركيب وهو عبارة عن تسبيح لله جل جلاله..ففي هذه التقنية محاولة إبداعية فيها نفاذ داخل الروح أو داخل العقل الباطني وسموه للنور الإلاهي ومحاولة للاقتراب من المطلق. هذه الزخارف تعتبر مفردات تشكيلية في بنية تذكرنا بالفن المعاصر خاصة عند مجموعة support/surface لا سيما «كلود فييا» Claude Villat.. في حين أن الجزء الثاني من المعرض تضمن أعمالا تعبر عن مشاهد من المدينة العتيقة وهي مشاهد تتردد وتعاد العديد من المرات لكن في كل مرة يتغير اللون، كما هو موجود في أعمال Andy Wahrol (رسام أمريكي) يرسم اليومي من معلقات جدارية وصور للهمبورغر وعلب المصبرات والمشروبات الغازية والشخصيات الفنية والسياسية البارزة..نذكر على سبيل المثال لوحة مارلين مورو الشهيرة.. كما تعد هذه التجربة الخاصة بالفن الشعبي حسب الدكتور عبد الملك جملة من الأعمال الفنية الأكثر خصوبة من ناحية الجوانب الحيوية لبنية اللوحة..ذلك أنها تغلب عليها النزعة التلوينية الغنائية واستخدامها في تقنيات ومواضيع مختلفة.. وترتكز أساسا على الألوان الصارخة أكثر من غيرها.. ألوان عادة ما تكون من استنباط الفنان..والأعمال في هذا المجال يكون فيها الظل الأكثر تلوينا (أحمر،أزرق،أخضر..) دون الاعتماد على ماهو موجود في الواقع..إبداع يمكن أن يذكرنا مثلا بالحصان الأزرق للرسام بول كلي..