نبّهت جمعية صيانة مدينة توزر الى حالة الإهمال التي تعيشها مجموعة من المواقع الأثرية في المدينة بسبب عدم توظيفها وادراجها في مسالك للسياحة الثقافية، رغم ما بادرت به الجمعية منذ نحو سنتين في إطار مشروعها "مواردنا مصدر تشغيلنا"، من تهيئة عدد من المواقع من بينها ضريح الشقراطسي وضريح أبو الفضل النحوي، وفق ما أفاد به ل(وات) عضو الجمعية، ذاكر سيلة . وبين أن جمعية صيانة مدينة توزر، "انطلقت في التهيئة من خلال اصلاح التشققات والتصدعات في عدد من المواقع، إلا أن الأشغال توقفت بسبب غياب تدخل الجهات المعنية لمعاضدة جهود الجمعية وأساسا بلدية توزر والمعهد الوطني للتراث"، مضيفا أن "المشروع ارتكز على تهيئة مجموعة من المواقع في منطقة بلاد الحضر بمدينة توزر وادراجها في مسلك للسياحة الثقافية يُعنى بالآثار والتراث الثقافي المادي واللامادي في مدينة توزر، في علاقة بالواحة القديمة"، على حدّ تعبيره. ووصف وضعية أغلب المواقع في الجهة ب "الكارثية"، إذ إلى جانب ضريح الشقراطسي، بقي الموقع الأثري كستيليا الذي يرجح أن يعود الى الفترة البيزنطية، في حالة إهمال إلى جانب غياب حماية الموقع من خلال توفير الحراسة وتسييجه وكذلك الشأن بالنسبة إلى زاوية سيدي أحمد بن حامد، وهو المعلم العثماني الوحيد في المدينة ومحراب الجامع الكبير ببلاد الحضر، المرسّم على قائمة المواقع الأثرية الوطنية، فضلا عن مصرف وادي الصابون بالواحة القديمة وموقع يعرف باسم "كدية اليهود". ويبقى دور الدولة من خلال تدخّل الجهات المعنية ضروريا، وفق عضو الجمعية، فضلا عن دور المجتمع المدني. ودعا المصدر نفسه الى احداث جمعية في منطقة بلاد الحضر التي تضم أكبر مخزون من المواقع الإسلامية في مدينة توزر لتهتم بحماية ما تتوفر عليه من مواقع وانقاذها من الإهمال والاندثار، معتبرا أن غياب التكامل بين الأطراف المعنية بالتراث والسلط المحلية والجهوية وعدم تجاوب المواطنين مع الأنشطة التحسيسية التي قامت بها الجمعية يعد من بين أسباب هذا الوضع.
