اغتيل أمس في بغداد مسؤول كبير في الخارجية العراقية في أحدث عملية ضد السلطة المؤقتة المتهمة بالعمالة للأمريكيين الذين تعرضوا أمس بدورهم لهجمات جديدة من جانب رجال المقاومة الذين نجحوا على ما يبدو في إصابة مروحية وعدد من الآليات الأمريكية. وفي الوقت ذاته تقريبا تجددت أمس في النجف المواجهة المفتوحة بين جيش المهدي وقوات الاحتلال الأمريكي. وبعد حوالي 10 أيام من تنصيب الحكومة المؤقتة في بغداد بتدخل أمريكي واضح، تجددت عمليات الاغتيال ضد السلطة العراقية الانتقالية مستهدفة هذه المرة مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية. لكن عملية الاغتيال جاءت في الواقع في إطار تصعيد عام ضد قوات الاحتلال والسلطة الجديدة التي ينظر إليها على أنها خاضعة لإرادة الأمريكيين. تصعيد عام وقتل وكيل وزارة الخارجية العراقية بسام كبة المكلف بشؤون المنظمات الدولية برصاص مسلح أطلق حوالي 10 رصاصات على سيارته بينما كان يغادر منزله في حي الأعظمية متوجها إلى الوزارة. ونقل كبة إلى مستشفى النعمان في الحي لكنه فارق الحياة متأثرا بالجروح الخطيرة التي أصيب بها في بطنه. واعتبرت الخارجية العراقية ان عملية اغتيال المسؤول (الشيعي) الذي عمل مستشارا لنائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز تحمل بصمات انصار القيادة العراقية السابقة. وبالتوازي تقريبا مع اغتيال المسؤول في الحكومة المؤقتة ومحاولة اغتيال مدير شرطة الحدود تعرضت قوات الاحتلال لهجمات عديدة كبدتها خسائر في العتاد وعلى الأرجح أيضا في الأرواح. وفي منطقة التاجي الواقعة على مسافة 20 كيلومترا إلى الشمال من بغداد، انقلبت أمس مروحية أمريكية واشتعلت فيها النيران لاحقا اثر «هبوط اضطراري» على حدّ قول جيش الاحتلال الأمريكي الذي أشار إلى جرح اثنين من افراد طاقمها. واستبعد متحدث أمريكي ان تكون المروحية قد هبطت بهذا الشكل جراء اصابتها بنيران من الأرض، لكن الظاهر ان وقوع الحادث في منطقة التاجي حيث وقعت هجمات عديدة في السابق، يشير إلى أن المروحية أصيبت على الأرجح بنيران المقاومة. وفي حالات مماثلة في السابق كان الجيش الأمريكي يسارع إلى الادعاء بحصول حوادث في حين ان المقاومة كانت وراء اسقاط معظم المروحيات الأمريكية التي تحطمت منذ الغزو. وفي بغداد ذاتها كانت عدة انفجارات قد استهدفت الليلة قبل الماضية قاعدة أمريكية في حي الكاظمية كما سجل انفجاران قويان في حي الأعظمية أعقبهما اطلاق نار من الأسلحة الآلية. وفي بعقوبة جرح أمس جنديان أمريكيان وعنصران من الشرطة العراقية في تفجيرين منفصلين. وفي محيط مدينة الفلوجة وتحديدا في منطقة الكرمة (20 كيلومترا شرقي المدينة) فجّر أمس رجال المقاومة عبوة ناسفة لدى مرور قافلة أمريكية. وأكد شهود ان عربة من نوع «همفى» احترقت وهو ما يشير إلى حدوث اصابات بين الجنود الذين كانوا على متنها. **استفزاز فاشتباك وفي النجف اشتبك أمس مقاتلو جيش المهدي بواسطة الأسلحة الرشاشة ومدفعية الهاون مع قوات الاحتلال التي عاودت استفزاز المقاتلين الموالين للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وأكد متحدث باسم الصدر ان مقاتلي جيش المهدي تصدوا لثلاث عربات أمريكية تسللت إلى المقبرة التي ينتشر فيها المقاتلون وردوها على أعقابها. وقالت مصادر في المدينة ان القوات الأمريكية حاصرت لمدة ساعتين مواقع لجيش المهدي في المقبرة الكبيرة وأغلقت في الوقت نفسه المدخل الشمالي للمدينة. وسيطر مؤيدو الصدر مجددا على نقطة التفتيش المؤدية إلى ضريح الامام علي وإلى المقبرة مسلحين بالبنادق الآلية والقذائف المضادة للدروع والهراوات والسكاكين. وقال أمس محافظ النجف عدنان الزرفي إنه تسلم رسالة من «كريستوفر روس» المفاوض عن سلطة الاحتلال تتضمن استعداد هذه السلطة لتوقيع اتفاق مع مقتدى الصدر. وقال الزرفي في مؤتمر صحفي ان الأمريكيين مستعدين لفتح باب الحوار مع الصدر حول مستقبل «جيش المهدي». وأشار المحافظ من جهة أخرى إلى ان المقاتلين أفرجوا عن العديد من رجال الشرطة الذين أسروهم خلال المواجهات الأخيرة. وتم الافراج عن هؤلاء بناء على تعليمات من مقتدى الصدر.