استشهد وجرح عشرات العراقيين بعد تجدّد القتال في النجف والكوفة ومدينة الصدر في بغداد بين جيش المهدي والقوات الأمريكية التي ربما تكون على وشك تنفيذ محاولة اغتيال ضد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وتواصلت أمس التفجيرات في بغداد مخلفة المزيد من الضحايا العراقيين بينما أوقعت هجمات المقاومة العراقية إصابات بين أفراد قوات الاحتلال والمتعاونين معها. وتفجر القتال الليلة قبل الماضية في مدينة الصدر ببغداد وفي أطراف النجف والكوفة غداة الحديث عن التوصل الى اتفاق لاحلال هدنة لمدة 72 ساعة في المدن التي تضم العتبات الشيعية المقدسة. لا هدنة في الطريق واستشهد الليلة قبل الماضية عنصران من جيش المهدي أثناء التصدّي لتوغل أمريكي في حي الصدر الذي تقطنه أغلبية شيعية وفق ما أكده مسؤول محلي في مكتب الصدر. وأوضح المسؤول ذاته أنه لا توجد هدنة بين مقاتلي جيش المهدي والقوات الأمريكية مؤكدا أن المقاتلين سيتصدون لأي اجتياح أمريكي في المستقبل. وفي النجف حيث لم تصمد الهدنة التي يجرى الترتيب لها منذ أسبوع سوى بضع ساعات، تجدّدت أمس الاشتباكات في أطراف المدينة. وقتل عراقي على الأقل في حين جرح 12 آخرون حين سقطت ثلاث قذائف هاون داخل المنطقة الصناعية في المدينة حسب مصادر طبية وأخرى من مكتب الصدر. وفي الكوفة كان القتال الذي اندلع الليلة قبل الماضية أعنف حيث أوقع 5 شهداء و11 جريحا. وعلى ما يبدو، تتأهب القوات الأمريكية لتنفيذ عملية اغتيال ضد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي لم يستبعد قبل مدة أن يغتاله الأمريكيون أو يعتقلوه. وحسب تقارير تمّ تداولها في طهران فقد أعدّت القوات الامريكية منشورا يحمل صورة رجل الدين الشيعي عبد المجيد الخوئي الذي يتهم الأمريكيون الصدر بالوقوف وراء مصرعه قبل نحو عام النجف، وصورة أخرى لمقتدى الصدر. وكتب تحت الصورتين «هذا قتل هذا (أي الصدر قتل الخوئي) والقوات الأمريكية قتلته بعد أن رفض تسليم نفسه». وحسب التقارير ذاتها فإن قوات الاحتلال تخطط لقتل الصدر ثم توزيع المنشور على أهالي النجف على الرغم من الوساطات الجارية لإنهاء القتال في النجف والكوفة بالأساس. وحسب مصادر عراقية فإن مقتدى الصدر «اختفى» منذ أول أمس من النجف والكوفة معا. تفجيرات وعمليات للمقاومة وفي بغداد تجددت امس عمليات تفجير السيارات المفخخة التي كانت قد أوقعت أول أمس عشرات القتلى والجحى في العاصمة العراقية وفي مدينة «بيجي» القريبة من كركوك. وانفجرت أمس سيارة مفخخة لدى مرور آليات أمريكية في شارع عمر بن عبد العزيز في حي الأعظمية مما أدى الى اصابة امرأة في حين واصل الرتل الأمريكي طريقه. وحين تجمع حشد من سكان الحي حول السيارة وقع انفجار آخر قوي بداخلها مما أدى الى مقتل 4 من المارة وجرح 33 على الأقل وفق المصادر العراقية الطبية والأمنية. وانفجرت أمس أيضا سيارة مفخخ في حي «الحارثية» غربي بغدد مما أدّى الى مقتل سائقها. وأصيب أول أمس 3 جنود فليبينيين كانوا يرافقون قوة أمريكية في محافظة بابل جنوبي بغداد. وأصيب الجنود الثلاثة في كمين استهدف القافلة العسكرية الأمريكية. في محافظة الأنبار غربي العراق بدأ جيش الاحتلال الأمريكي منذ فجر أمس عملية واسعة في مدينة «راوه».