سيلاحظ القارئ دون شك أن «مكتبة الشروق» قدمت هذه المرة ثلاثة كتب لدار نشر واحدة. لقد كان ذلك اختيارا مقصودا منا وذلك للأسباب التالية: أولا: لأن الكتب الثلاثة صدرت في نفس الوقت ثم لأنها تناولت مواضيع لها صلة وثيقة باللغة والآداب العربية. ثانيا: وهذا الأهم فقد رأينا وكأن الدار بنشرها لهذه الكتب استجابت لبعض الدعوات التي توجهت بها جريدة «الشروق» خاصة من خلال كتاباتها التي صدرت في ملحقها الابداعي والتي دعت فيما دعت إليه إلى اخراج الاطروحات والبحوث الجامعية الأكاديمية من رفوف الكليات ونشرها لتعم الفائدة على الناس. وإن صح هذا الرأي فهذا ما كنا نرجوه لأن الرسالة الإعلامية وصلت إلى الناشر التونسي وهذا في حد ذاته أمر مهم لأن في نشر مثل هذه الأطروحات اثراء لمجالات البحث العلمي في تونس الذي يعد أهم سند للتنمية في مختلف أشكالها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية. المصطلح النحوي وتفكير النحاة العرب توفيق قريرة دار محمد علي الحامي 2003 الكتاب أصلا هو أطروحة دكتوراه عنوانها «المصطلح النحوي وعلاقاته بتفكير النحاة من خلال الأمهات وكتب الشروح» ومما قال فيها الأستاذ عبد السلام المسدي «انها ستمثل علامة في تاريخ دراسة المصطلح النحوي على المستوى العربي بأكمله». أما ناشرها فقد قدمها بما يلي: «... المصطلح النحوي في هذا الكتاب موضوع تفكير بذاته ومدخل إلى تفكير النحويين فهو موضوع تفكير إذا ما عد صناعة تحكمها قواعد مضبوطة إن في الأسماء وإن في التصورات.. إن ما يدعي هذا البحث إنه طريف فيه هو السعي إلى استخراج قواعد الصناعة من وجودها المستكن في الخطاب النحوي وصوغها في مبادئ معلومة...». الكتاب مختص في المصطلح النحوي تصدرته مقدمة تعرض فيها الباحث إلى المصطلح بصفة عامة وإلى تطوره التاريخي ومختلف دلالاته خاصة عند الكتاب العرب ليخلص تدريجيا إلى موضوع بحثه المتمثل في المصطلح النحوي وعلاقته بتفكير النحاة من خلال الأمهات وكتب الشروح حيث قال بالخصوص: «... لقد أبرزنا في هذا العنوان المصطلح باعتباره مدار البحث ومقصده وخصصناه بالفن الذي انبثق فيه واكتسب هويته وهذا يجعلنا نحدد المصطلح النحوي مبدئيا بأنه جملة العبارات التي استعملها النحاة في خطاباتهم النحوية المتنوعة لتعيين متصور أو لوصف مبدأ نحوي أو لتعليل فكرة أو لاصدار أحكام أو غير ذلك من الاجراءات التي تتطلبها النظرية النحوية...». وقد خضع البحث شأنه في ذلك شأن البحوث الأكاديمية إلى منهج علمي محدد شرحه المؤلف في مقدمة الكتاب الذي يصنف ضمن كتب الاختصاص. اشتمل الكتاب على ثلاثة أبواب كبرى جاء الباب الأول تحت عنوان «صناعة المداخل الاصطلاحية» تعرض فيه الباحث إلى مسائل دقيقة متصلة بالموضوع «كقاعدة الاعتبار الدلالي» واعتبار الخصيصة والشكل» و»الاعتبار الجدولي والنسقي» و»اعتبار الجدولي والنسقي» واعتبار الاختلافات بين المذهبين في الاصطلاح ويعني بالمذهبين: «البصري والكوفي». أما الباب الثاني فقد خصصه لما أسماه «بصناعة الحدود الاصطلاحية» وقد تعرض فيه إلى مختلف النظريات المتصلة بالمسألة «كنظرية الحدود الأرسطية بين الفلاسفة العرب والنحاة» والتعريف الدلالي وتعريف المتصورات النحوية تعريفا علميا. والباب الثالث كرسه لعلاقة المصطلح النحوي بتفكير النحاة في بعض القضايا اللغوية، طرح فيه جملة من الأفكار المتصلة بعلاقة المصطلح بمفهوم اللغة. وعلاقة العربية باللغات الأجنبية وغيرها من المفاهيم. الكتاب كما سبق أن ذكرنا مختص موجه أساسا إلى المهتمين بالبحث في مجال النحو وإلى النحاة ودارسي اللغة العربية بصفة عامة. «المروي له» في الرواية العربية علي عبيد دار محمد علي الحامي 2003 الكتاب كما تقول أسطر الصفحة الأولى منه بعض من بحث جامعي أعد لنيل شهادة الكفاءة في البحث. ما المراد بالمروي له؟ يقول المؤلف في الهامش الأول لمقدمة الكتاب «نعني بالمروي له (Le Narrataire) وهو الذي يتوجه إليه الراوي (Le Narrateur) بالخطاب داخل النص القصصي... «ويبرز المؤلف اختيار هذا المصطلح على غيره من المصطلحات بما يلي: «... وقد آثرنا مصطلح «المروي له» المشتق من فعل روى على ما عداه من «مسرود له» أو «محكي له» لما يتضمنه من معنى متأصل في الذاكرة العربية ومألوف منذ زمن بعيد». الدراسة طريفة في حد ذاتها والموضوع المدروس «لم يحظ في السرديات بالعناية التي لقيها سائر أعوان السرد» والمعلومات بشأنه تكاد لا تذكر والمراجع عنه قليلة ومع ذلك فلقد تجشم الكاتب هذه الصعوبات وحاول أن يستجلي خصائص «المروي له» في الخطاب الروائي وذلك بتفكيك عناصر هذا الخطاب... وكشف مقاصد المؤلف والأفكار الثانوية في ذهنه وهو يتوجه إلى القارئ... وتحسس مكانة مفهوم «المروي له» في الرواية العربية... وفحص مدى فهم الروائي العربي بالمتلقي داخل النص. اعتمد الباحث في دراسة «المروي له» على عينه من الروايات العربية شملت «الأيام» لطه حسين و»حدث أبو هريرة» لمحمود المسعدي و»اللص والكلاب» لنجيب محفوظ و»موسم الهجرة إلى الشمال» للطيب صالح وقد قسم دراسته على أربعة فصول اهتم الفصل الأول بمسألة «التعامل مع المروي له» وحاول الفصل الثاني أن يكشف عن علامات المروي له سواء منها العلامات الناطقة أو العلامات الصامتة. واستعرض الفصل الثالث مختلف أصناف المروي له من خلال النماذج الروائية التي اختارها عينة لدراسته أما الفصل الرابع فقد أتى على وظائف المروي له من خلال العينة ذاتها. المكان في الرواية العربية: الصورة والدلالة عبد الصمد زايد دار محمد علي الحامي 2003 الدراسة كما يقول المؤلف في مقدمة الكتاب «بحث، مضاعف مزدوج في صورة المكان ودلالاته ودرس للرواية العربية المعاصرة...» وقد استعرضت المقدمة إلى جانب ذلك مختلف الدواعي التي وقفت وراء اقدام المؤلف على اختيار المكان في الرواية العربية موضوعا لدراسته والمنهج المعتمد فيها والصعوبات التي اعترضت الباحث خلال انجازه لبحثه كما استعرضت تخطيط البحث. لقد تمحورت الدراسة حول ثلاثة أبواب كبرى اشتمل كل باب منها على جملة من الفصول: الباب الأول سماه «المكان المرفوض» والباب الثاني «المكان المنشود» والباب الثالث «المكان الملاذ» وقد توصل الباحث إلى تطبيق هذا المنهج في تسمية الأبواب بعد تأمله في الروايات المدروسة وحتى يوضحه للقارئ فقد فسره في المقدمة. أما العينة التي انتقاها ليجري من خلالها دراسة المكان فقد شملت مبوبة حسب تاريخ صدورها رواية «شرخ في تاريخ طويل» لهاني الراهب التي صدرت سنة 1966 تليها رواية «الفلاح» لعبد الرحمان الشرقاوي التي صدرت سنة 1968 وتأتي في المرحلة الثالثة رواية «الزلزال» للطاهر وطار التي صدرت سنة 1973 أما الرواية الرابعة فهي «فساد الأمكنة» لصبري موسى التي صدرت سنة 1973 والرواية الخامسة «ألف ليلة وليلتان» لهاني الراهب الصادرة سنة 1977 والسادسة «الريح الشتوية» لمبارك ربيع صدرت أيضا سنة 1977 أما السابعة فهي «مدن الملح (التيه)» لعبد الرحمان منيف الصادرة سنة 1983 والثامنة «وليمة لأعشاب البحر» لحيدر حيدر صادرة في نفس السنة والتاسعة «بيروت، بيروت» لصنع اللّه ابراهم الصادرة سنة 1984 أما الرواية العاشرة «الموت والبحر والجرذ» لفرج الحوار التي صدرت سنة 1985 .