اشتكى عدد من مزارعي اللفت السكري بولاية جندوبة، اليوم الجمعة، من تأخر صرف القروض الموسمية المتعلقة بزراعة اللفت السكري وتأثيراتها على مستقبل نمو مزروعاتهم وانتاجيتها خاصة امام عجزهم عن خدمتها والقضاء على الاعشاب الطفيلية المنتشرة حولها. وأكد بعض المتحدثين، ل(وات) من الذين خصصوا مساحات تتراوح بين الهكتار والخمسة هكتارات بكل من معتمدية وادي مليز ومنطقتي الجريف وسوق السبت بمعتمدية جندوبة وبوهرتمة 1 وبوهرتمة 2 من معتمدية بلطة بوعوان والمنقوش وبوسديرة بمعتمدية بوسالم أن اغلب المزارعين المرتبطين بمصنع اللفت السكري والذين تعاقدوا معه وفق شروط واضحة هم من صغار الفلاحين. وأضاف أن إقدام هؤلاء الفلاحين على زراعة اللفت السكري جاء على قاعدة تمكينهم من التمويلات اللازمة وفق رزنامة زمنية تتماشى وحاجة النبتة سواء تعلق بمداواتها من الامراض الضارة والمؤثرة على انتاجيتها او تسميدها بما يعزز طاقة الانتاج أو ازالة الاعشاب الطفيلية بواسطة اليد العاملة لتسهيل عملية تهوئتها. وأضاف بعضهم ان البنك الوطني الفلاحي الجهة المتعهدة بالأقراض لازال يمارس تجاههم سياسة المماطلة، إلى جانب تنصل صاحب المصنع مما تعهد به في تاريخ توقيع عقود الانتاج. واعتبروا ان هذا التأخير يؤثر على معدل انتاج الهكتار الذي يبلغ نحو 80 طنا في الحالات العادية والمعتادة، محذرين في ذات الوقت من مغبة اقلاعهم النهائي عن زراعة هذا المنتوج الذي انقطع لمدة سنوات قبل ان يعود خلال السنوات الخمس الماضية ذلك ان مزاياه تتعدى انتاج السكر الى توفير العلف، وتطبيق التدوال الزراعي وانتاج مادة "الميلاس" التي تستخدم في صناعة خميرة الخبز. في المقابل، أكد أحد المسؤولين بالمصنع، والذي فضّل عدم الكشف عن هويته، في تصريح ل(وات)، صحة ما ذكره الفلاحون، مرجعا السبب في التأخير إلى رفض البنك الوطني الفلاحي صرف القروض التي تعهد بها في وقت سابق، مشيرا إلى ان المحاولات لازالت قائمة لاقناع البنك بالتراجع عن موقف لم تُفهم بعد خلفياته. يذكر ان مساحة الاراضي المزرعة بمنتوج اللفت السكري لهذا الموسم 2017 -2018 بولاية جندوبة بلغت نحو 820 هكتارا، وان مثل هذه المساحة تمثل اقل من حاجيات المصنع المخصص لتحويل المادة الخام على عين المكان باقل من 25 بالمائة من حاجته العادية وان تونس تستورد اكثر من 90 بالمائة من حاجياتها لهذا المنتوج، وفق ما أكده وزير الصناعة الأسبق، زكريا حمد، لدى زيارة أداها في وقت سابق للمصنع في تصريح ل(وات).