بالتعاون مع الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بجندوبة وبدعم من «العامة للصناعات بالشمال» نظم أمس مركز أعمال جندوبة ملتقى جهويا حول واقع وآفاق زراعة اللفت السكري» بفضاء معهد الزراعات الكبرى. أهم النقاط التي تم التطرق إليها كانت مداخلة السيدة دليلة بوزيد مهندس أول بوزارة الفلاحة التي بينت أن زراعة اللفت السكري تساعد على تحسين خصوبة الأرض وانعاشها بفضل الحراثة العميقة وتطهيرها من الأعشاب الطفيلية على اختلاف أنواعها وخاصة عشبة البروم والامراض الفطرية اضافة الى تكوين تكامل ممتاز داخل الدورة الزراعية المركزة أساسا على تكثيف زراعة الحبوب والاعلاف. وعلى الصعيد الاجتماعي بينت السيدة بوزيد أن هذه الزراعة تساهم في تحسين دخل الفلاح حيث توفر هامشا من الربح يقدر بحوالي مرة ونصف الذي توفره زراعة الحبوب وعلى مستوى التشغيل توفر زراعة اللفت السكري مواطن شغل مباشرة على المستوى الصناعي وأخرى غير مباشرة على المستوى الفلاحي تقدر بسبعين يوم عمل في الهكتار (مقابل 10 أيام عمل في الهكتار للحبوب). وعلى الصعيد الاقتصادي فان هذه الزراعة تساهم في خلق حركية اقتصادية جهوية ووطنية على مستوى المكننة الفلاحية خاصة وأن جذور نبتة اللفت السكري تستعمل في صناعة مادة «الميلاس» التي تصنع منها مادة الخميرة وبالتالي الحد من توريد هذه المادة. وخلال المداخلة الثانية بينت السيدة زهرة الشهيدي رئيسة مصلحة بالادارة العامة للصناعات الغذائية أن ارتفاع الاسعار العالمية لمادة السكر يعود الى انخفاض الانتاج في جمهورية الهند نتيجة الجفاف حيث تحول من بلد مصدر الى بلد مستورد اضافة الى احجام البرازيل عن تصدير هذه المادة بسبب استغلاله لمادة السكر لاستخراج طاقة بديلة نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات ومن الاسباب الاجتماعية لارتفاع سعر مادة السكر هو النمو الديمغرافي للسكان وزيادة الاستهلاك. بالنسبة للحلول حسب المتدخلة فتتمثل في تحديد سعر الطن الواحد من اللفت ب 72 دينارا ودعم مياه الري الموجهة لسقي اللفت السكري على مدى ثلاث سنوات وتوفير الآلات والبذور للفلاحة وتزويدهم بمستلزمات الانتاج واعطاء مربي الابقار الاولوية في توزيع الاعلاف المستخرجة من اللفت السكري لتنمية قطاع تربية الماشية. كما سيتم تكليف وزارة البيئة ببحث الحلول الملائمة واقتراح خطة عملية لمعالجة المياه المستعملة لسقي اللفت السكري وارساء علاقة تعاقدية بين المتدخلين في هذا النشاط الفلاحي والاستئناس بالتجربة المغربية. وستساعد هذه الاستراتيجية على التخلي على توريد السكر الابيض والحرص على مواصلة انتاجه محليا اضافة الى التعديل التدريجي لاسعار التكلفة الحقيقية. الفلاحون من جهتهم عبروا على قلقهم من ارتفاع سعر الانتاج والذي لا يتلاءم حسب آرائهم مع سعر البيع اضافة الى نقص و غلاء اليد العاملة وطالبوا بمزيد دعم هذه الزراعات خاصة وأنها مرتبطة أساسا بصناعة السكر الذي يوفر مواطن شغل بالمعامل.