عانى 124 مليون شخص تقريبا في 51 دولة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي الجوع الشديد، خلال العام الماضي بزيادة قدرها 11 مليونا عن عام 2016، وذلك وفق تقرير حديث تلقت وكالة 'وات' اليوم الاثنين نسخة منه، حذر من ارتفاع مستويات الجوع الحاد في العالم. ويرجع التقرير العالمي حول الأزمات الغذائية لعام 2018 هذه الزيادة، إلى حد كبير، إلى النزاعات الجديدة أو تلك التي تصاعدت، مثل انعدام الأمن في ميانمار وشمال شرق نيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان واليمن، فضلا عن ظروف الجفاف طويلة الأمد التي أدت إلى موسم حصاد سيء في دول تواجه بالفعل مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في شرق أفريقيا وجنوبها. وأشار التقرير الذي صدر في روما عن كل من الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي، الى ان انعدام الأمن الغذائي الحاد يعرف على أنه الجوع الشديد الذي يشكل خطرا مباشرا على حياة المرء أو سبل عيشه. وخلص التقرير إلى أن ازدياد أزمة الغذاء ناجم عن أسباب مركبة مثل النزاع والصدمات المناخية القاسية وارتفاع أسعار الأغذية الأساسية، وهي عوامل غالبا ما تحدث في نفس الوقت. ولا يزال النزاع هو أحد الأسباب الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي الحاد، كما قال دومينيك بورجون مدير قسم الطوارئ بالفاو حيث لأشار الى أنه : "من بين 124 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، يعيش 74 مليونا منهم في 18 بلدا أثرت عليها النزاعات بشكل مدمر''. وأضاف قوله أن ''هذا العدد يمثل حوالي 60 في المائة من العدد الإجمالي لمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وبالإضافة إلى الصراعات، كان للكوارث الطبيعية والظواهر المناخية المتطرفة مثل حالات الجفاف، على سبيل المثال تأثير كبير أيضا على حياة الناس وسبل عيشهم وأمنهم الغذائي." ويرجح التقرير أن النزاع سيبقى الدافع الرئيسي لأزمات الغذاء في 2018، ليؤثر على أفغانستان وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وشمال شرق نيجيريا ومنطقة بحيرة تشاد وجنوب السودان وسوريا واليمن وليبيا ووسط الساحل الأفريقي مالي والنيجر. ومن المرجح أيضا أن يبقى اليمن، أكثر البلدان تضررا من الأزمات الغذائية حتى الآن. ومن المتوقع أن يتدهور الوضع هناك، لا سيما بسبب القيود المفروضة على إمكانية الوصول إلى اليمن والانهيار الاقتصادي وتفشي الأمراض. وحسب التقرير، هناك مجتمعات كاملة ومزيد من الأطفال والنساء بحاجة إلى دعم غذائي مقارنة بالعام الماضي، بما يؤكد ضرورة إيجاد حلول طويلة الأمد لعكس الاتجاه الحالي. وفي هذا الصدد يقول بورجون، "نحتاج إلى العمل على معالجة الأسباب الجذرية. ونحن بحاجة إلى العمل مع الجهات الفاعلة في مجال التنمية، للتأكد من بذل الاستثمارات المطلوبة لبناء قدرة الناس على الصمود والتأقلم. وما لم نفعل ذلك، سنشهد استمرار زيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من الأزمات ومن يدخلون في مراحل الأمن الغذائي الطارئة."