اون لاين – محمد الطاهر: كتب الاستاذ بالجامعة التونسية والمنسق العلمي لشبكة باب المغاربة الاستراتيجية صلاح الداودي نصا تلقت الشروق اون لاين نسخة منه تحدث فيه عن مسار المقاومة الفلسطينية الذي كتب بالدم وبقوافل الشهداء وركز فيه عن تاريخ المقاومة التي ما ان يشك البعض بانها قبرت تنتفض من جديد وهاهي مسيرة العودة الكبرى في غزة تنسج خيوط ملحمة جديدة من تاريخ المقاومة حتى تحرير كل فلسطين. وجاء النص كالتالي: أثبت الفلسطينيون في الأسابيع الفارطة، الغزاويون على وجه التحديد ان إسقاط صفقة القرن يمر كله على أكتاف غزة المحاصرة والصامدة والمنتصرة. حيث ارتقى في مسيرة العودة الكبرى 1 وفي مسيرة العودة الكبرى 2 ("الكوشوك" أو العجلات المطاطية) 29 شهيدا واحصي 2850 جريحا و79 حالة خطيرة حسب وزارة الصحة الفلسطينية، في انتظار مسيرة العودة 3 المبرمجة ليوم 13 أفريل والتي ستكون "جمعة المولوتوف"، هذا اذا لم يحدث أي شيء قبل ذلك التاريخ. ومن المتوقع أن تتواصل مسيرة العودة الكبرى حتى منتصف شهر ماي المقبل تزامنا مع تاريخ النكبة-العودة أي تاريخ إعلان كيان العدو الإسرائيلي عن نفسه وبداية إجراءات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المغتصبة. لقد انتقل عنوان المواجهة الأكبر لإسقاط ما يسمى صفقة القرن هذه الأيام وبخاصة مع هذا الجيل المكافح الجديد إلى عمق الصراع الذي ظن الكثيرون أنه سيختفي يوما، ألا وهو عنوان العودة والتحرير. ولكن ما اختفى حقا عن الوعي حسبما جاء في صحيفة هآرتس العبرية في الأيام الفارطة هو ما يلي: مجزرة الصهاينة ضد سكان غزة أثناء حملة سيناء التي وثقها مدير الأونروا وتم تقديمها للأمم المتحدة سنة 1957 مع احتلال خانيونس (خلال عملية لجمع الأسلحة وتركيز مئات الرجال لإخراج الجنود المصريين والمقاتلين الفلسطينيين من بينهم). في ذلك الوقت قتل الجنود الصهاينة 275 فلسطينيًا: 140 لاجئا و135 مواطنا من غير اللاجئين. وعندما توقف القتال، قتل جنود الاحتلال في رفح 103 من اللاجئين وسبعة من السكان المحليين ومواطنا مصريا. تم توثيق ذكريات الناجين في كتاب كاريكاتوري للصحفي المحقق جو ساكو عن الشهداء المتناثرين في الشوارع وعن إطلاق النار على الناس وهم على الجدار وعن الرصاص الذي اخترق رؤوس الراكضين وأياديهم مرفوعة. وفي عام 1982، تذكر الصحفي مارك جيفن من صحيفة "عل همشمار" فترة خدمته العسكرية في عام 1956، وتلك الرؤوس المهشمة والجثث المتناثرة في خانيونس (هآرتس، 5 فيفري 2010). وفي عام 1991، بدأ كيان العدو الإسرائيلي عملية سجن جميع سكان قطاع. وفي عام 2007، قررت حكومة إيهود أولمرت فرض حصار شامل، بما في ذلك فرض قيود على الغذاء والمواد الخام وحظر التصدير. وبعد 11 عاما من الحصار والتدمير الممنهج تخللتها 3 حروب متتالية، هاهي غزة مرة أخرى تفتتح بالدم دورة أخرى من المقاومة المستمرة والمتجددة وتضع كل الاحتمالات على طاولة العالم. وتؤكد للجميع وخاصة لمن تخاذل انها لن تموت وان معركة الأرض والإنسان والمقدسات متواصلة حتى العودة والتحرير وإزالة الكيان من الوجود.