في اطار متابعته لمسار التنمية والانجاز بمختلف انحاء البلاد اشرف الرئىس زين العابدين بن علي امس على الجلسة الممتازة للمجلس الجهوي لولاية القيروان. وأبرز رئيس الجمهورية في كلمته بالمناسبة العناية المستمرة التي حظيت بها الجهة منذ التغيير مستعرضا ما تحقق بها من انجازات شملت تطوير القطاع الفلاحي والبنية الاساسية وتنويع القاعدة الاقتصادية وتنمية الموارد البشرية وتحسين نوعية الحياة. وأعلن سيادة الرئىس عن جملة من الاجراءات الجديدة لتعزيز هذه المكاسب والمشاريع تتعلق بتدعيم المنطقة السقوية بالهوارب لتأمين حاجياتها من مياه الري وبإحداث منطقة سقوية بعين البيضة من معتمدية حفوز وآبار تعويضية بالشوايحية والمجابرة وذراع التمار. وفي ما يلي نص كلمة سيادة الرئىس: «اشرف اليوم على هذه الجلسة الممتازة للمجلس الجهوي لولاية القيروان في اطار متابعتنا لمسار التنمية والانجاز بمختلف انحاء الوطن. وإذ ارحب بكم مشيدا بأمجاد القيروان التي ظلت منارة شامخة للحضارة العربية الاسلامية عبر القرون فإني اقدر وفاء ابناء هذه الولاية لخيارات التحول والاصلاح وانخراطهم في خدمة اهداف التغيير ودعم مسيرة التنمية الشاملة ببلادنا. وقد اولينا هذه الجهة عناية مستمرة منذ التغيير فبلغت الاستثمارات المنجزة بها في اطار المبادرات الرئاسية ومخططات التنمية اكثر من الف مليون دينار (1000 مليون دينار). واتجهت الجهود منذ التحول الى تطوير القطاع الفلاحي والبنية الاساسية وتنويع القاعدة الاقتصادية وتنمية الموارد البشرية وتحسين نوعية الحياة. فشهدت الفلاحة بالجهة نقلة نوعية بفضل إحداث مناطق سقوية جديدة مساحتها تفوق اثنى عشر الف هكتار (12000 هكتار) لتصبح المساحة السقوية الجملية اثنين وخمسين الفا وثلاثمائة وخمسين هكتارا (52350 هكتارا) وتعبئة الموارد المائىة ببناء سد الهوارب وتسعة عشر (19) سدا جبليا. وقد تكامل هذا المجهود مع تنويع القاعدة الاقتصادية بالجهة بإحداث المنطقة الصناعية بالقيروان وادراج جميع المعتمديات ضمن مناطق تشجيع التنمية الجهوية مما ساعد على ظهور بوادر في الاستثمار الصناعي بإحداث خمس وتسعين (95) وحدة صناعية. كما اسهم البنك التونسي للتضامن في تمويل ما يناهز ثلاثة آلاف وثلاثمائة (3300) مشروع وتعززت طاقة الايواء السياحي لتبلغ حوالي الف (1000) سرير حاليا. وتعددت الانجازات في مجال البنية الاساسية اعتبارا لأهميتها في الحركية الاقتصادية ودفع مسار التنمية فشملت بناء مجموعة من الطرقات وتهذيبها وتطويرها بالاضافة الى تهيئة وتعبيد ما يزيد على الف ومائتي كيلومتر (1200 كلم) من المسالك الفلاحية وانجاز مركب جسور على وادي الفول ووادي الزرقة ووادي زرود ووادي مرق الليل وبناء جسور على وادي الشريشيرة ووادي الشعرة. اما في مجال تنمية الموارد البشرية ودعم المرافق الأساسية بالجهة فقد تم في قطاع التعليم العالي إحداث ثلاثة معاهد عليا فضلا عن بناء مركز الدراسات الاسلامية وتم في القطاع الصحي بالجهة إحداث وحدة الأغالبة للجراحة وثلاثة مستشفيات محلية واربعين (40) مركزا للصحة الاساسية. أما في قطاعي الشباب والطفولة فقد وقع تعزيز البنية الاساسية بالقيروان بإقامة المسبح المغطى والقاعة المغطاة والمركب الرياضي وملعب العشب الاصطناعي والمركز الجهوي لألعاب القوى. وفي نطاق عنايتنا الموصولة بنوعية الحياة لدى السكان ولاسيما في المناطق الريفية فإن كل المؤشرات تدل على تطور التنمية بالولاية حيث ارتفعت نسبة التنوير الريفي من 31 بالمائة سنة 1987 الى 86.2 بالمائة سنة 2003 وبلغت نسبة تزويد المناطق الريفية بالماء الصالح للشراب ب 81.7 بالمائة في سنة 2003 مقابل 31 بالمائة في سنة 1987 . ويمثل المخطط العاشر محطة مهمة في مسيرة تعزيز مقوّمات التنمية وكسب رهان التشغيل اذ ستركز الجهود على دعم النسيج الاقتصادي وتنويع البنية الاساسية ومواصلة العناية بالبيئة وتحسين ظروف العيش وقد رصدت لتحقيق هذه الاهداف استثمارات عمومية ناهزت ثلاثمائة وخمسة وسبعين مليون دينار (375م.د). ويبقى تطوير القاعدة الاقتصادية ودعم طاقات الانتاج المتوفرة هدفين اساسيين لاستراتيجية التنمية بالولاية في ظل الحوافز والتشجيعات التي اقرتها الدولة للرفع من أداء القطاع الخاص. وفي هذا الاطار يحظى القطاع الفلاحي بمنزلة متميزة اعتبارا لطاقته الانتاجية المهمة اذ تبلغ مساحة الاراضي الصالحة للزراعة حوالي خمسمائة وثمانين الف هكتار (580 ألف هكتار). وسعيا الى تطوير طاقة الانتاج واثراء مساهمة الولاية في مجهود التصدير تم رصد الاعتمادات اللازمة لإنطلاق مشروع ربط سد سيدي سعد بسد الهوارب واستكمال تنفيذ الخطة الوطنية لتعبئة الموارد المائية ببناء تسعة سدود تلية وخمس عشرة بحيرة جبلية والبدء في تنفيذ الخطة الاضافية للمحافظة على المياه والتربة وذلك بالشروع في بناء سد جبلي وتهيئة مصاب الاودية على مساحة خمسة عشر الف هكتار (15000 هكتار) ومواصلة انجاز مشروع الاقتصاد في مياه الري بالوسط الغربي على مساحة اربعة آلاف هكتار (4000 هكتار) وتهيئة ألف وثلاثمائة وخمسة واربعين هكتارا (1345 هكتارا) من المناطق السقوية حول الآبار العميقة بالاضافة الى مواصلة النهوض بالفلاحة الصغرى باستكمال مشروع تنمية شمال غرب الولاية وانطلاق انجاز مشروع التنمية الفلاحية المندمجة بهضاب القيروان. وتعزيزا لهذه المكاسب والمشاريع نأذن اليوم بتدعيم المنطقة السقوية بالهوارب التي تمسح الفين ومائتين وخمسين هكتارا (2250 هكتارا) لتأمين حاجياتها من مياه الري وبإحداث منطقة سقوية بعين البيضة من معتمدية حفوز مساحتها ستون هكتارا (60 هكتارا) كم نأذن بإحداث آبار تعويضية بالشوايحية والمجابرة وذراع التمار. أما في ما يخص القطاع الصناعي فسيركز العمل على استغلال الطاقات الكامنة بالجهة والاستفادة من الحوافز والتشجيعات المسداة بعنوان التنمية الجهوية وقد رصد لهذا الغرض من الاعتمادات ما يمكن من تهيئة المنطقة الصناعية بحاجب العيون وتوسيع المنطقة الصناعية بالقيروان واعادة تهيئة المنطقة الصناعية بالباطن والمنطقة الصناعية بالقيروان طريق تونس علاوة على انجاز محضنة مؤسسات حول المعهد العالي للدراسات التكنولوجية. ودعما لهذه الجهود نأذن اليوم بادراج اختصاص المواد الانشائية صلب المعهد العالي للدراسات التكنولوجية واحداث مركز جهوي للعمل عن بعد لما توفره تكنولوجيات الاتصال الحديثة من افاق للاستثمار في الذكاء والمعرفة. ولما كانت السياحة من القطاعات الواعدة بالجهة نظرا الى ما تحتوي عليه من مخزون حضاري وثقافي متنوع وانتشار المعالم الاثرية الرومانية والاسلامية بها فضلا عن تطور الصناعات التقليدية فاننا ناذن اليوم باعداد دراسة لتشخيص مشروع سياحي ثقافي متكامل يسهم في تطوير القطاع السياحي بالجهة. كما نأذن بادراج جبل وسلات من معتمدية الوسلاتية ضمن مناطق تشجيع التنمية الجهوية بالنسبة الى قطاع السياحة تعزيزا للسياحة البيئية بالجهة. وتعد البنية الاساسية من اهم العوامل في دفع المبادرة الخاصة وادماج الولاية في محيطها الاقليمي وربطها بالولايات المجاورة. لذلك رصد المخطط العاشر لفائدة ولاية القيروان ما يفوق اثنين وخمسين مليون دينار (52 م د) لمواصلة العناية بشبكة الطرقات الوطنية والجهوية والمحلية، وذلك بالشروع في تهيئة وتدعيم مائة وسبعة وثمانين كيلو مترا (187 كلم) من الطرقات المرقمة وتطوير ستة وثلاثين كيلو مترا (36 كلم) اخرى واقامة جسر على وادي كوكات وتهيئة وتعبيد ثلاثمائة وستة وثلاثين كيلو مترا ( كلم) من المسلاك الريفية. وتعزيزا لهذه الانجازات والمشاريع نأذن اليوم ببناء الطريق الحزامية لربط الطريق الوطنية رقم 12 بجنوب القيروان وانجاز برنامج اضافي للمسالك الريفية بمعتمديتي نصر الله والشراردة. أما فيما يخص المحافظة على البيئة فقد تضمنت المشاريع والبرامج في هذه القطاعات استثمارات تقدر بمائة وستة واربعين مليون دينار (146م د) ستوجه الى بناء محطات تطهير بالقيروان وحاجب العيون والوسلاتية وحفوز وانجاز المشروع النموذجي لتطهير المناطق الريفية بكل من المناصرية والنصر من معتمدية بوحجلة علاوة على حماية عدد من المدن من الفيضانات تشمل مدينتي القيروان وحفوز وانطلاق مشروع حماية مدينة السبيخة. كما ستمكن الاستثمارات المبرمجة بعنوان التنمية البشرية من بناء مقر المعهد العالي للاعلامية والتصرف ومقر المعهد العالي للفنون والحرف واحداث المعهد العالي للعلوم السياسية والقانونية بالقيروان وبناء ثماني مدارس اعدادية وسبعة معاهد ثانوية. وستتواصل العناية بالمدن ولا سيما مدينة القيروان العتيقة حيث ستتم تهيئة الساحات العمومية وتجميلها وكذلك تأهيل مختلف الشبكات العمومية فيها. وحرصا منا على رعاية المعالم الدينية وصيانتها نأذن اليوم بتكييف جامع عقبة ابن نافع. أما في نطاق تحسين ظروف العيش فسيقع تزويد ثمانية وعشرين الفا وسبعمائة (28.700) منتفع بالماء الصالح للشراب لترتفع نسبة تزويد المناطق الريفية الى حدود 85 بالمائة في سنة . كما ستمكن مشاريع التنوير من الارتقاء بنسبة التنوير الريفي الى حوالي 88.4 بالمائة مع نهاية المخطط. ودعما للتجهيزات الجماعية والمرافق الاساسية بالجهة نأذن كذلك بتحسين تزويد سبعة آلاف وستمائة (7600) منتفع بالماء الصالح للشراب بمعتمديتي نصر الله وبوحجلة. كما نأذن بتجهيز المستشفى الجهوي «ابن الجزار» بمفراس. اننا نواصل مسار العمل والانجاز بخطى ثابتة وعزيمة راسخة ساعين الى نشر الازدهار والرفاه بكافة ربوع الوطن معولين على امكانيات بلادنا الذاتية والتفاف شعبنا حول خياراتنا وبرامجنا ووعيه العميق بطبيعة المرحلة وما تتسم به من تسارع التغيرات وجسامة التحديات. ونحن واثقون بان متساكني ولاية القيروان معتزون بما تحقق لجهتهم من انجازات ومكاسب حريصون على صيانتها ودعمها بالعمل الجاد والمثابرة المتواصلة اثراء لاسهامهم في دفع حركة التنمية الشاملة من اجل مناعة تونس وتقدم شعبها». وفسح المجال اثر ذلك لتدخلات اعضاء المجلس الجهوي لاستعراض خصائص العمل التنموي بمختلف مناطق الولاية وما يمكن انجازه من مشاربع تكميلية لا سيما على مستوى المرافق الجماعية والتجهيزات الاساسية. وفي هذا الاطار اقر رئيس الجمهورية اجراءات اضافية على مستوى البنية الاساسية والخدمات الصحية حيث اذن ببناء معبر على وادي الحجل بحاجب العيون واحداث مركز صحة اساسية بدار الجمعية من معتمدية السبيخة واقتناء سيارة اسعاف للمستشفى المحلي ببوحجلة. كما اذن رئيس الدولة بتنوير عدد من التجمعات السكنية وذلك بالغرابة من معتمدية العلا وتجمع مستوصف اولاد مناع والتفيفيلة من معتمدية الوسلاتية واولاد بالهادي من معتمدية حاجب العيون وخيط الوادي والعكارمة بالسبيخة. وحرصا على تقريب وسائل التثقيف من شباب واطفال المناطق النائية اقر رئيس الدولة اقتناء مكتبة متجولة عبر مختلف هذه المناطق. وفي اطار متابعته المستمرة لاوضاع المواطنين بمختلف جهات الجمهورية اثار رئيس الدولة مشاغل ملحة لمتساكني عدد من المناطق بولاية القيروان واقر بشأنها اجراءات تكميلية تتمثل في ربط تجمع متساكني الذهيبات من معتمدية العلا بشبكة الماء الصالح للشراب وذلك لفائدة 150 عائلة كانت تتزود بالماء من حنفية عمومية كما اقر سيادة الرئيس على مستوى العناية بالبيئة والمحيط الاذن بتطهير حي الشيخ شويشة من القيروان الجنوبية الذي يضم 1300 ساكن. وتجسيما لحرصه على تعزيز الاحاطة بشباب واطفال التجمعات السكنية الصغيرة والمناطق الريفية اذن رئيس الجمهورية ببناء نادي شباب بمنطقة بئر الوصفان من معتمدية الشراردة. وقد اعرب اعضاء المجلس الجهوي لولاية القيروان عن بالغ اكبارهم واعتزازهم بما تحظى به كافة مناطق الولاية من عناية موصولة ورعاية سامية من لدن رئيس الجمهورية حيث توجه والي الجهة باسم اطارات ومواطني ولاية القيروان باحر عبارات الشكر والامتنان لسيادة الرئيس على ما اقره من اجراءات جديدة لمزيد النهوض بمستوى عيش متساكني ربوع الولاية مجددا تعلق اهالي القيروان بسياسة الرئيس زين العابدين بن علي باعتبارها خير ضامن لمستقبل افضل لكافة التونسيين.