القيروان (وات) أكد الرئيس زين العابدين بن علي الجهود المتواصلة لدفع مسار التقدم والبناء بمختلف الجهات والحرص الثابت على اشاعة معالم الرخاء والرفاه بانحاء الجمهورية كافة. وأعرب سيادته في مستهل كلمة القاها لدى اشرافه صباح امس الاثنين على الجلسة الممتازة للمجلس الجهوي لولاية القيروان عن ارتياحه لعقد هذه الجلسة في غمرة الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية مكبرا ما أكده مواطنو الجهة من وفاء لخيارات التغيير والاصلاح وما اسهموا به من جهود بناءة في تعزيز مسيرة التنمية بالبلاد. كما أبرز العناية المتواصلة التي حظيت بها ولاية القيروان مشيرا الى الاسثمارات الهامة التي انجزت بها منذ التحول والتي شملت مختلف القطاعات. واستعرض رئيس الدولة أهم المشاريع التي أنجزت في الميدان الفلاحي والتي مكنت بالخصوص من اقامة سد وادي الهوارب وبناء اثنين وعشرين سدا تليا وثمان وستين بحيرة جبلية ومائة وسبعين بئرا وهو ما سمح بتعبئة واستغلال 97 بالمائة من الموارد المائية المتاحة وتهيئة قرابة عشرة الف هكتار اضافية لتبلغ المساحات المروية بالجهة حوالي 7ر52 الاف هكتار وذلك باحداث المنطقتين السقويتين حول سد الهوارب وسد سيدى سعد اضافة الى استصلاح مناطق سقوية عمومية صغرى ومتوسطة. وأضاف رئيس الدولة أن الجهة شهدت حماية حوالي 8ر149 الف هكتار من الاراضي الفلاحية من الانجراف وتشجير ما يزيد عن ثلاثة عشر الاف هكتار من الغابات وانجاز مشاريع كبرى للتنمية الفلاحية المندمجة. كما ذكر بما تم انجازه فى ميدان البنية الاساسية اذ انتفع قطاع الجسور والطرقات منذ التحول باستثمارات ساهمت في تدعيم شبكة الطرقات المرقمة وتطويرها بتهيئة وتعصير اكثر من اربعمائة كيلومتر فضلا عن انجاز جسور على اودية الفول والزرقة وزرود ومرق الليل وبناء جسور على اودية الشريشيره والشعره وتهيئة وتعبيد ما يزيد عن 1300 كيلومتر من المسالك الفلاحية والريفية. وأكد سيادة الرئيس أنه سعيا الى تنمية الموارد البشرية بالجهة تم احداث المعهد العالي للدراسات التكنولوجية والمعهد العالي للفنون والحرف والمعهد العالي للاعلامية والتصرف والمعهد العالي للعلوم السياسية والقانونية والمعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجية والمعهد العالي للرياضيات التطبيقية والاعلامية اضافة الى بناء مركز الدراسات الاسلامية وبعث جامعة القيروان سنة 2004 وبين في هذا الصدد أن الجهة أصبحت تضم سبع مؤسسات للتعليم العالي يؤمها في السنة الجامعية 2007/2008 أكثر من 14000 طالب ملاحظا من ناحية اخرى أن الانجازات شملت أيضا احداث خمس وثلاثين مؤسسة للتعليم الاعدادي واحد عشر معهدا ثانويا بما ساهم في رفع نسبة التمدرس الى أحسن المستويات. وذكر الرئيس زين العابدين بن علي أنه تم في اطار تطوير التجهيزات الجماعية احداث خمسة وستين مركزا للصحة الاساسية وتوسيع وتهيئة ثلاثة مستشفيات محلية بكل من حاجب العيون والوسلاتية ونصر الله وكذلك بناء قسم للتوليد بحفوز وقسم للطب الاستعجالي بالشبيكة وتهيئة قسم جراحة العظام بمستشفى الاغالبة وتدعيم تجهيزات مستشفى ابن الجزار بالقيروان. وأضاف سيادته أنه أقيم في مجال الرياضة والعناية بالشباب والطفولة المركب الرياضي /حمدة العواني/ والمركب الجهوي لالعاب القوى كما تمت اقامة أربع قاعات رياضية وتعشيب ستة ملاعب وبعث نواة المعهد الرياضي بالقيروان ومركز للطب وعلوم الرياضة وبناء مسبح واحداث وتوسعة وتهيئة تسعة ملاعب رياضية اضافة الى بناء وحدتي مدارج بملعب الحاجب. وأشار الى أنه تم احداث ثلاث دور للشباب ومركز اقامة ومركز جهوي للاعلامية الموجهة للاطفال وكذلك اربعة نواد للاطفال ولاحظ رئيس الجمهورية في كلمته أن البنية الاساسية للقطاع الثقافي تطورت باقامة مسرح بالهواء الطلق بالوسلاتية ومعهد الموسيقي بالقيروان وبناء تسع مكتبات عمومية وتهيئة وتوسيع عدد من دور الثقافة. وبين أنه بالاضافة الى هذه المكاسب التنموية أنجزت بالجهة جملة من المشاريع الخصوصية في اطار التنمية الريفية المندمجة والتنمية الحضرية المندمجة والبرنامج الجهوي للتنمية وما حظيت به معتمديات نصر الله والوسلاتية والعلا من تدخلات في اطار الامتيازات الممنوحة للمعتمديات ذات الاولوية. وأكد سيادته أن المشاريع الرئاسية التي تم اقرارها لفائدة الجهة مكنت من تحسين التزويد بالماء الصالح للشراب وبالنور الكهربائي واحداث ابار عميقة وبناء عدد من الطرقات وأشار الى أن ولاية القيروان حظيت بعناية متواصلة تجسمت في الاجراءات التي تم اتخاذها لدفع المبادرات الخاصة بالجهة وادراج كامل معتمديات الولاية ضمن مناطق التنمية الجهوية ذات الاولوية بما يمكنها من الحصول على الحد الاقصى من الامتيازات ومنها منحة الاستثمار التى تغطي 30 بالمائة من كلفة المشروع بالنسبة الى الباعثين الجدد. وذكر سيادة الرئيس بان ولاية القيروان أدرجت ضمن تدخلات ديوان تنمية الوسط الغربي وشركة الاستثمار والتنمية بالوسط الغربي وما يوفره بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة من امكانيات بعث المشاريع بالجهة. وأضاف أن هذه المبادرات تدعمت باحداث ثلاث مناطق صناعية من قبل الوكالة العقارية الصناعية. وبعد أن أبرز مساهمة ديوان تنمية الوسط الغربي بما نظمه من تظاهرات وندوات في احداث خمسة واربعين مشروعا مكنت من احداث اكثر من الف موطن شغل أوضح الرئيس زين العابدين بن علي أنه عملا على دفع نسق احداث المؤسسات بالقيروان تم انشاء مركز للاعمال سنة 2007 ليمارس منذ انبعاثه دورا مهما في مجال الاتصال والتكوين والتاطير. ولاحظ أن المركز الجهوي للعمل عن بعد ساهم في توفير فضاءات متكاملة لاحتضان الباعثين ممن يرغبون في انجاز مشاريع مختصة في الخدمات المعتمدة على شبكات الاتصال الحديثة وعلى صعيد اخر ذكر رئيس الجمهورية في ما يتعلق بالنهوض بالسياحة الثقافية بالجهة بما كان أذن به خلال اشرافه على الجلسة الممتازة للمجلس الجهوي لولاية القيروان يوم 16 جوان سنة 2004 من اعداد دراسة لتشخيص مشروع سياحي ثقافي متكامل بالجهة مشيرا الى أن مكتب الدراسات قد أنهى المرحلة الثانية من هذه الدراسة وانطلق فى اعداد المرحلة الثالثة على أن تكون الوثيقة النهائية جاهزة خلال الثلاثية الثانية من السنة الحالية 2009. وأكد سيادة الرئيس أن هذه المكاسب والانجازات مكنت من تحسين نوعية الحياة وقد تجلى ذلك في جملة من المؤشرات من اهمها نسبة التنوير الريفي التى ارتفعت من 31 بالمائة سنة 1987 الى 5ر99 بالمائة سنة 2008 ونسبة التزويد بالماء الصالح للشراب بالوسط الريفي التي تطورت من 31 بالمائة سنة 1987 الى 6ر92 بالمائة سنة 2008 كما ارتفعت ايضا نسبة التطهير بالوسط الحضري ونسبة التمدرس. وأكد الرئيس زين العابدين بن علي السعي لدفع مسيرة التنمية في ولاية القيروان أشواطا جديدة وذلك بدعم التشغيل ومواصلة النهوض بالمناطق ذات الطابع الخصوصي مذكرا بما تم اقراره لهذا الغرض من خطة تنموية تتمحور بالاساس حول تنويع القاعدة الاقتصادية وخلق مواطن الشغل ودعم القدرة التنافسية وتحسين نوعية الحياة وتكريس التضامن والتكامل بين مناطق الولاية وذلك بانجاز البرامج الواردة بالمخطط الحادي عشر وتجسيم ما يأذن به سيادته من مشاريع اضافية. وأفاد سيادة الرئيس أن استثمارات القطاع العمومي المبرمجة خلال فترة المخطط الحادي عشر ستغطى الجهود المبذولة في هذا الاطار في مختلف القطاعات التنموية وبين أنه تم في مجال التنمية الفلاحية ضبط خطة مندمجة تهدف الى النهوض بالمناطق السقوية وذلك بتحديث منطقتين سقويتين مساحتهما 1400 هكتار واعادة تهيئة ثلاث مناطق على مساحة 7490 هكتارا اضافة الى بذل المزيد من الجهود لتعميم معدات الاقتصاد في مياه الري والرفع من مردودية الانتاج الفلاحي ومواصلة تجديد الغراسات المسنة. كما أبرز العناية الخاصة التي سيتم ايلاؤها للمحافظة على المياه والتربة والغابات بمواصلة اشغال الحماية من الانجراف على مساحة تقدر باحد عشر الف هكتار واحداث خمس عشرة بحيرة جبلية والاستمرار في اشغال التهيئة الغابية والرعوية. وفي اطار الحرص على مزيد دفع القطاع الفلاحي بما يتماشي مع الامكانيات الهامة التي تزخر بها الجهة وتعزيز مساهمة المناطق السقوية في الانتاج الزراعي بعد اقرار مشروع ربط سدى سيدي سعد والهوارب أذن رئيس الجمهورية بالانطلاق في تهذيب المنطقة السقوية بسيدي سعد على مساحة 4700 هكتار والشروع فى تهذيب المنطقة السقوية بالهوارب على مساحة 2250 هكتارا. كما أذن بالبدء في تحديث المنطقة المروية بالمياه المعالجة بذراع التمار على مساحة 240 هكتارا وتوسعتها على مساحة 140هكتارا وأذن أيضا بانجاز دراسة لاحداث مناطق سقوية لري الحبوب والاعلاف بالمياه المعالجة عن طريق محطة تطهير القيروانالجديدة وبوضع برنامج لتجديد شبكات الري وتاطير الفلاحين بالمناطق السقوية بالشبيكة والسبيخة. وحرصا من سيادته على تحقيق التوازن بين مختلف مناطق الولاية وتيسير ادماج الوسط الريفي ضمن الحركة الاقتصادية وتحسين دخل المتساكنين وظروف عيشهم أذن الرئيس زين العابدين بن علي في اطار البرنامج الرئاسي للمعتمديات ذات الاولوية بانجاز مشروعين للتنمية المندمجة بمعتمدية حاجب العيون ومعتمدية نصر الله. واعتبارا لاهمية البنية الاساسية للنقل ولدورها في ادماج الجهة بمحيطها الاقتصادي وربط مواقع الانتاج بالاقطاب العمرانية الكبرى أوضح رئيس الدولة انه تم تركيز الخطة المعتمدة خلال المخطط الحادي عشر على تهذيب شبكة الطرقات الجهوية المرقمة علي طول 6ر51 كيلومترا وتدعيم الطرقات الوطنية رقم 2 و3 على مسافة تفوق 82 كيلومترا اضافة الى مضاعفة الطريق رقم 99 التي تربط مدينة القيروان بالطريق الوطنية رقم 3 فضلا عن القرار الرئاسي القاضي بايصال الطريق السيارة الى القيروان. وتعزيزا لهذه المشاريع بما من شانه ان يفتح مجالات ارحب للتنمية بالجهة اذن رئيس الدولة بالانطلاق في انجاز مشروع مضاعفة الطريق الحزامية لغربي مدينة القيروان على طول 10 كيلومترات وبالشروع في دراسة ربط مدينة القيروان بالشبكة الحديدية عبر النفيضة. وأذن الرئيس زين العابدين بن علي في كلمته بالبدء فى تعصير وتهيئة وتدعيم تصريف مياه الامطار بطريق النحايسية /شارع المعز بن باديس/ بالقيروان على مسافة 5ر1 كيلو متر. وتجسيدا للحرص على تطوير المناطق الريفية وفك العزلة عنها وتنشيط الحركة الاقتصادية بها وتيسير ترويج الانتاج الفلاحي أذن سيادة الرئيس اضافة الى ما تم ادراجه بالمخطط الحادي عشر بتهيئة وتعبيد مسلك دار خريف بمعتمدية الحاجب وبتهيئة وتعبيد مسلك المعراجي بمعتمدية السبيخة وبتدعيم معبر مائي على وادي الزرود بمسلك السرجة بمعتمديتي العلا والحاج. وأكد أنه سيتركز الاهتمام في مجال التنمية الصناعية على تطوير النسيج الصناعي ودفع النمو والاستثمار والرفع من طاقة الانتاج ومن نسق احداث المؤسسات لاستيعاب طالبي الشغل وخاصة من حاملي الشهادات العليا. وفي اطار السعي الى تيسير استقطاب المستثمرين ومواكبة الانتعاشة الاقتصادية التي تشهدها الجهة أذن رئيس الجمهورية بالانطلاق في تهيئة الجزء الاول من المنطقة الصناعية بالسبيخة على مساحة عشرة هكتارات وبالشروع في اعادة تهيئة المنطقتين الصناعيتين بالقيروان. كما أذن في نفس السياق بتهيئة ثلاثة فضاءات صناعية على مساحة ستة الاف متر مربع وربط المناطق الصناعية بالباطن /2/ والمتبسطة بالالياف البصرية وباحداث ثلاث مناطق حرفية بكل من الشبيكة والشراردة والسبيخة وبناء قرية حرفية للصناعات التقليدية بالقيروان الجنوبية وتأهيل المتحف الوطني للزربية بالقيروان الجنوبية. وأكد أن العمل على تنمية الموارد البشرية سيظل بعدا أساسيا من أبعاد التنمية الشاملة بالجهة لذلك تضمنت الخطة خلال المخطط الحادي عشر مشاريع متعددة لتعزيز منظومة التعليم. وحرصا على دعم هذه البرامج والمشاريع أذن الرئيس زين العابدين بن علي بالانطلاق في بناء مقر المعهد العالي للرياضيات التطبيقية والاعلامية بالقيروان وبالشروع في دراسة احداث المدرسة الوطنية للمهندسين. وأشار الى أنه في اطار العناية الرئاسية الموصولة بالرياضة والشباب والثقافة والطفولة تمت برمجة بناء قاعة للرياضات الفردية ببوحجلة وتعشيب ملعب حفوز وتهيئة الملاعب ودور الشباب بكامل الولاية واحداث دار ثقافة بالمنشية ونوادي اختصاص بدار الثقافة بمنزل المهيري. وأعلن رئيس الدولة في اطار الاحتفال هذه السنة بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية عن قراره بتعزيز هذه البرامج بالشروع في انجاز القسط الثاني من مشروع تهيئة وتوسيع متحف الحضارة والفنون الاسلامية برقادة وتهيئة فسقيات الاغالبة وانجاز القسط الاول من مشروع تهيئة المدينة العتيقة مع تمكين البلدية من منحة بعنوان التمويل الذاتي واحداث منتزه حضرى برقادة تجسيما لحرص سيادته على جمالية المدينة ودعم فضاءات الترفيه فيها. كما أذن بالشروع في توسعة وتعصير المركب الرياضي /حمده العواني/ بالقيروان. وشدد سيادة الرئيس على أن تحسين ظروف العيش ونوعية حياة المتساكنين يظل واحدا من أبرز الاهداف التنموية مبينا ان الخطة المعتمدة خلال المخطط الحادي عشر قد تضمنت بالخصوص تزويد ما يقارب ثمانية عشر الف ساكن بالمناطق الريفية بالماء الصالح للشراب كما شملت مواصلة انجاز محطة التطهير بالقيروان واعداد الدراسة التنفيذية لتطهير مدن السبيخة ونصر الله ومنزل المهيري والعلا اضافة الى الانطلاق في انجاز المشروع الرابع لتطهير الاحياء الشعبية. وتعزيزا لهذه الجهود الرامية الى تطوير مستوى العيش بالجهة أذن الرئيس زين العابدين بن علي بتزويد مناطق الرواونة والطرابلسية والجلاصي من معتمدية السبيخة بالماء الصالح للشراب وبتهذيب شبكة الماء الصالح للشراب بمنطقة القطار من معتمدية العلا وكذلك بتهذيب شبكة الماء الصالح للشراب بمنطقة الرمضانية من معتمدية الشبيكة. وعلى صعيد اخر أكد رئيس الدولة مواصلة مسيرة التطوير والتحديث والتنمية بعزم وثبات لتقطع تونس أشواطا متتالية على درب التقدم والرخاء مع كل مرحلة جديدة مبرزا الحرص على أن تظل هذه التنمية مستدامة ومتوازنة وشاملة لجميع الفئات ومختلف الجهات. واعرب سيادته عن يقينه بأن مواطني ومواطنات ولاية القيروان معتزون بما تحقق لهم من انجازات وعازمون على مواصلة الجهود لاثراء مكاسب جهتهم وحريصون على تعزيز اسهامهم في دفع حركة التقدم والرقي في وطنهم اعلاء لمنزلة تونس وتأكيدا لسوءددها ومناعتها وازدهارها.
