في اطار حرصه الدؤوب على دفع حركة التنمية ومتابعة مسيرة التقدم والانجاز بمختلف انحاء البلاد اشرف الرئيس زين العابدين بن علي امس على الجلسة الممتازة للمجلس الجهوي لولاية زغوان. وألقى رئيس الجمهورية بالمناسبة كلمة في ما يلي نصّها: «أشرف اليوم على هذه الجلسة الممتازة للمجلس الجهوي بولاية زغوان في اطار حرصنا المتواصل على دفع حركة التنمية ومتابعة مسيرة التقدم والانجاز بمختلف انحاء البلاد. وإذ ارحب بكم فاني اتوجه بالتحية الى جميع ابناء هذه الولاية ذات التاريخ العريق مقدرا ما يتحلون به من بذل وعزم في خدمة جهتهم ومكبرا تجاوبهم مع خياراتنا وانخراطهم في برامجنا. لقد حظيت ولاية زغوان بعنايتنا المتواصلة منذ التغيير فبلغ الاستثمار العمومي فيها بين سنتي 1987 و2003 حوالي اربعمائة وتسعة واربعين مليون دينار (449م.د.) مكنت من تنمية القطاع الفلاحي والرفع من مردوديته وذلك باقامة سبعة عشر سدا جبليا واحداث ثمانين بحيرة جبلية ومائتين وعشرين بئرا عميقة وتوسيع المناطق السقوية العمومية بتهيئة مساحات جديدة بلغت ألفين ومائة هكتار (2100 ه) الى جانب حماية الاراضي الفلاحية من الانجراف وانجاز عشرة مشاريع تنمية ريفية مندمجة في اطار تطوير الفلاحة الصغرى. كما مكنت الاستثمارات المنجزة من تركيز قطب صناعي بالجهة وذلك بتهيئة منطقتين صناعيتين بكل من زغوان وحمام الزريبة وادراج معتمديات الولاية الست ضمن مناطق تشجيع التنمية الجهوية وتصنيف ثلاث منها ضمن المعتمديات ذات الاولوية وهو ما ساعد على انتصاب اكثر من ثلاثمائة وحدة صناعية. أما في مجال البنية الاساسية وتحسين المحيط فقد تمت تهيئة حوالي مائتي كيلومتر من الطرقات المرقمة وبناء ثمانية جسور وتهيئة وتعبيد مائتين وستة وسبعين كيلومترا (276 كلم) من المسالك الريفية. وانجز القسط الاول من مشروع حماية مدينة زغوان من الفيضانات والقسط الثاني من حماية مدينة الفحص كما انجز مشروعان لحماية الحمام المعدني بالزريبة وقرية بني دراج من الفيضانات بالاضافة الى اقامة محطة تطهير بحمام الزريبة ودعم الشبكتين الموجودتين بمدينتي زغوانوالفحص وتطهير ستة احياء شعبية وتهذيب خمسة احياء اخرى. وفي مجال توفير المرافق الاساسية بالجهة وتنويعها تم تطوير المستشفى الجهوي بزغوان ودعمه بمركز عمومي لتصفية الدم وبناء المستشفى المحلي بالناظور الى جانب اقامة خمسة وعشرين مركزا للصحة الاساسية. وقد نجح هذا المسار التنموي المتواصل منذ التحول في الارتقاء بنوعية حياة السكان وتحسين مختلف المؤشرات التنموية بالجهة اذ ارتفعت نسبة التنوير الريفي من 18 بالمائة سنة 1987 الى 83.6 بالمائة سنة 2003 وبلغت نسبة تزويد المناطق الريفية بالماء الصالح للشراب 93 بالمائة سنة 2003 بعد ان كانت في حدود 39 بالمائة سنة 1987 وتطورت نسبة الربط بشبكة التطهير في المناطق البلدية الى 88.7 بالمائة. ويعتبر المخطط العاشر مرحلة مهمة لتعزيز مقومات التنمية بالجهة بما تم رصده من استثمارات عمومية تقدر بمائة واثنين وتسعين مليون دينار (192م.د.) ستتوزع على عدة مشاريع وبرامج لدعم دور القطاع الخاص وتطوير قطاعات الانتاج وفق السياسات التي تم تحديدها في المجال اذ ستتواصل العناية بالفلاحة اعتبارا لمكانتها المتميزة في اقتصاد الجهة وذلك باعتمادات تبلغ حوالي واحد وستين مليونا وخمسمائة الف دينار (61.500م.د.) ستوجه بالخصوص الى استكمال خطة تعبئة الموارد المائية ببناء ثلاثة سدود جبلية وعشرين بحيرة جبلية واحداث منطقة سقوية على مساحة الف هكتار بالعمايم حول سد بئر مشارقة بالاضافة الى اقامة مناطق سقوية صغرى على السدود الجبلية والابار العمومية والمحافظة على الموارد الطبيعية من خلال تهيئة عشرة الاف هكتار من مصبات الاودية وتشجير غابي ورعوي مكثف يمتد على مساحة الفين وثلاثمائة هكتار (2300 ه). كما ستمكن الاستثمارات المبرمجة من استكمال مشروع تنمية جنوب شرقي الولاية الذي يستهدف حوالي سبعة واربعين 47 الف ساكن موزعين على معتمديات الناظور وصواف والزريبة وزغوان. وتعزيزا لهذا المكاسب واثرائها نأذن اليوم باحداث منطقتين سقويتين حول الابار العميقة بكل من بنت سعيدان من معتمدية الفحص وسيدي زيد 2 من معتمدية زغوان وبانجاز مشروع تنمية ريفية مندمجة ببئر الشاوش من معتمدية الناظور. كما نأذن باعداد برنامج متكامل لتطوير زراعة النسري بأجنة زغوان على مساحة ثلاثين 30 هكتارا وبعث وحدات صغرى لتحويل الانتاج في اطار آليات الصندوق الوطني للتشغيل. أما في مجال الصناعة ونظرا الى اقبال المستثمرين على منطقة حمام الزريبة نعلن اليوم قرارنا بدعم مشروع توسيع منطقتها الصناعية ا لذي تنطلق اشغاله خلال سنة 2005 على مساحة اثني عشر هكتارا وذلك باضافة ثمانية هكتارات اخرى لتصبح المساحة الجملية للتوسعة عشرين هكتارا. كما نعلن تقديم انجاز مشروعي اعادة تهيئة المنطقتين الصناعيتين بزغوانوالفحص من سنة 2006 الى سنة 2005 . ونعلن كذلك قرارنا ببناء فضاءين صناعيين بكل من الناظور وصواف في اطار الصندوق الوطني للتشغيل. واعتمادا على ما تحظى به ولاية زغوان من مخزون ثقافي وحضاري عريق ومتنوع سنعمل على النهوض بالسياحة الثقافية والبيئية بها من خلال اعادة تهيئة معبد المياه ومحاولة ادراجه ضمن التراث العالمي. لذلك نأذن باعادة تقويم هذا المشروع ليشمل طريق المياه من زغوان الى قرطاج عبر الحنايا مع اعطاء الاولوية في الانجاز الى القسط الراجع الى ولاية زغوان لا سيما فيما يتعلق بتهيئة منتزه معبد المياه وانجازمتحف بيئي. كما نأذن بادراج معتمديات زغوان والزريبة والناظور ضمن مناطق التنمية الجهوية في السياحة الثقافية. وتواصلا مع حرصنا على دفع مشاريع التنمية بالمعتمديات الاقل نموا ولا سيما في مجال دعم البنية الاساسية رصدنا في المخطط العاشر ما يفوق ستة وثلاثين مليون دينار (36 م.د.) لتطوير شبكة الطرقات بمعتمديات ولاية زغوان وربط الجهة بالولايات المتجاورة وتنشيط الحركة الاقتصادية بها. ودعما لهذه الجهود نأذن اليوم بتعبيد طريق صواف زغوان من رأس الصعدة الى حلق الناب وبصيانة الطريق الرابطة بين الزريبة حمام والزريبة العليا. ولئن شهدت التجهيزات الجماعية بالجهة تطورا ملحوظا من خلال تنويع الخدمات التربوية والصحية والعناية بقطاعات الشباب والطفولة والثقافة والتعليم العالي فقد رصد المخطط العاشر لهذه القطاعات اعتمادا بحوالي ثلاثة وثلاثين مليون دينار (33 م.د.) ستوجه خاصة الى توسيع المدارس والمعاهد الثانوية وبناء مدرستين اعداديتين وثلاثة معاهد ثانوية ومبيت بمعهد صواف الى جانب بناء مقر للمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بزغوان واحداث محضنة مؤسسات حوله وكذلك بناء مبيت ومطعم جامعيين علاوة على اعادة هيكلة مركز التكوين والتدريب بزغوان وتأهيل المركز القطاعي للتكوين المهني الفلاحي في الآليات الفلاحية بالفحص. أما في مجال دعم الخدمات الصحية بالجهة فنأذن اليوم بتركيز آلة مفراس بالمستشفى الجهوي بزغوان واحداث قسم استعجالي بالمستشفى المحلي ببئر مشارقة. وفي ما يتعلق بتحسين نوعية الحياة والعناية بالمحيط ولا سيما بالمناطق الريفية فقد تضمن المخطط العاشر تزويد ثلاثة الاف وثمانمائة وخمسين ساكنا (3850) بالماء الصالح للشراب وايصال النور الكهربائي الى حوالي ثمانمائة عائلة مما سيرتقي بنسبة التنوير الريفي بالجهة الى 86.3 بالمائة سنة 2006 كما تضمنت ا لبرامج «بناء محطتين للتطهير بكل من زغوانوالفحص وتهذيب ستة احياء شعبية». ونأذن اليوم بانجاز برنامج اضافي لتزويد اكثر من الف ساكن بريف معتمدية الفحص بالماء الصالح للشراب وبانجاز محطة تطهير ببئر مشارقة بعد استكمال الدراسة كما نأذن بتهيئة وتعبيد شارع الارض بمدينة زغوان. ان مكاسب كل جهة هي من مكاسب الوطن ونحن واثقون بان متساكني ولاية زغوان معتزون بما تحقق لجهتهم من انجازات في مختلف الميادين متطلعون الى المستقبل بروح الامل والتفاؤل حريصون على مواصلة خدمة جهتهم ودعم دورها في مسيرة التنمية الوطنية تعزيزا لجهود كل التونسيين والتونسيات من اجل التقدم ببلادهم وشعبهم نحو افضل مراتب الازدهار والرفاه». واثر كلمة رئيس الدولة فسح المجال لتدخلات اعضاء المجلس الجهوي لاستعراض مكاسب وخصائص العمل التنموي بسائر مناطق الولاية وما يمكن انجازه من برامج ومشاريع تكميلية لا سيما على مستوى المرافق الاساسية والتجهيزات الجماعية. وأقر رئيس الجمهورية في هذا الخصوص اجراءات اضافية على مستوى المرافق والتجهيزات الجماعية والعمل الاجتماعي وصيانة المعالم حيث اذن ببرنامج تكميلي لتنوير منطقة المليزات من ام الابواب وتجمع اولاد الباهي للغريفات بالفحص ومنطقة سيدي حميد والعوجة من سمنجة بمعتمدية بئر مشارقة وتجمع اولاد الدرويش والحمايدية بالناظور. وفي اطار تقريب وسائل التثقيف والترفيه من شباب المناطق الداخلية للولاية اقر رئيس الدولة اقتناء دار شباب متنقلة لفائدة هذه المناطق. ودعما للعمل الاجتماعي بالجهة ولا سيما في مجال الاحاطة بالفئات ذات الاحتياجات الخصوصية اذن سيادة الرئيس بتدعيم الولاية بحافلة لفائدة جمعيات رعاية المعوقين بالجهة. وأذن رئيس الدولة من جهة اخرى بصيانة وترميم مقامات الاولياء سيدي عبد القادر بالزريبة العليا وسيدي علي الشايب بالفحص وسيدي غول الكمون ببئر مشارقة وسيدي مريح بزغوان. وفي اطار متابعته لأوضاع المواطنين وحاجياتهم الملحة أثار رئيس الدولة مشاغل متساكني حي النصر بالفحص على مستوى البنية الاساسية حيث أذن بتعبيد وتهيئة انهج هذا الحي. كما اذن بمساعدة بلدية الزريبة على تهيئة وتعبيد الطرقات. وقد عبر اعضاء المجلس الجهوي لولاية زغوان عن بالغ اكبارهم لسيادة الرئيس لما اذن به من اجراءات شملت كافة اوجه العمل التنموي والاحاطة الاجتماعية وتعزيز البنية الاساسية لفائدة سائر مناطق الولاية مجددين اعتزازهم بما تحظى به هذه الجهة من عناية موصولة ورعاية سامية من لدن رئيس الجمهورية ومؤكدين تعلق مواطني زغوان بسياسة الرئيس زين العابدين بن علي التي جسمت على ارض الواقع مقومات التطور والعيش الكريم بالجهة وباعتبارها الضامن لمستقبل افضل لكل التونسيين.