عسى تسقط أغلال ويرتاح مقاتل لو تظلّين ارتحالي في هجير الصيف يا غيمة انداء ويا وجها ترامى خلف أفق الليل يوحي بالصباح كانت الأحزان لا تقتلني والجرح كانت قبلا تغدوا الجراحات وكان الحب يأتيني كما البشرى على أهداب عينيك وكان الخير يرتاح على كفيّ تبغا وسنابل.. ويبقى هواك ربيعا وساعاته كالجنائن كلّ الدقائق فيها براعم زهر وفوحة عطر بك العمر مرتهن والزمان استدار وأينع في الصدر شوق المحبين حتى اكتسى لون أشواقهم والمحبة ورد.. ونار بمن يستظل المسافر إن فاجأته الظهيرة والصيف أغرق أيامه باشتعال؟ ترامى إليك بأشواقه ساعة يتفيأ أهداب عينيك ما ارتاح إلا على ساعديك وما أسعدته سوى لمسة منك لم تهجريه إلى غيره فليس سواه حبيبا وليس سواك حياة أغني لمن أكتب الشعر كيف ودنياي موت وعهر وقهر؟ ولكنها لغتي لست أهجر ما كان لي سوف ألعن من حاولوك اغتصابا ومن أمطروك أسى وعذابا ومن سرقوا الحلم من هجعات العيون وأعلن حبك سيفا على الطامعين به أنت شمخة هام وزهو جبين وأنت التي ليس قبل هواك هوى ولا بعد حبّك حبّ ويبقى إليك الحنين وكل الذي في العروق عطاياك يا أصدق الواعدين ويا أكرم الباذلين نتوب إليك وقد أخذتنا الحياة على ألف درب وألف متاهه ضللنا ووجهك كان المنارة كان الهداية والراية الخافقه مسحت بكفيك عتم السنين كمثل السيوف التي امتشقتها أكفّ الرجال الرجال تكاد تلامس خاصرة الشمس أو كجموح خيول المعارك كمثل انهمار الصباح يشرّع بوابة الكون للضوء والانبهار جمعت المدى بين عينيك أغنبت أحداقنا بالسنا والجمال ومتعتنا بمواسمك الخير أنت الغنى والجنى والظلال وكل الذي هو دونك يبقى ضلال نظلّ إليك نشدّ الرحّال فأنت حبيبة كل الرّجال. عبد الكريم شمس الدين