بدت القاهرة حريصة على اطلاق خطتها التي تستهدف تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط حيث يقود جهاز المخابرات العامة بالتنسيق مع الديبلوماسية المصرية تحركا مكثفا خلال الأيام المقبلة بهدف تفعيل الخطة المصرية التي وصفت كافة تفاصيلها. ويبدأ التحرك المصري بزيارة يقوم بها اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة غدا الى رام الله والقدس المحتلة وتل أبيب حيث سيلتقي بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزرائه أحمد قريع وبوزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ومدير المخابرات وقادة الأجهزة الامنية الاسرائيلية. وفي مدينة طابا المصرية تبدأ بعد غد الخميس اجتماعات اللجنة الرباعية الدولية المسؤولة عن تنفيذ خطة السلام الدولية المعروفة باسم «خريطة الطريق». وحسب وكالة أنباء الشرق الاوسط فان التحرك المصري يتضمن عدة مراحل. وتبدأ المرحلة الاولى بالجولة التي يقوم بها اللواء عمر سليمان وتستهدف الاتفاق على الضمانات الكفيلة بتنفيذ الخطة من جانب كل طرف مع التزام صارم بعدم وقوع أي انتهاكات. وتتضمن هذه المرحلة ايضا وضع برنامج زمني لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه مع كل طرف الى جانب وضع خريطة محددة للتحرك العملي على الارض. أما المرحلة الثانية فتتضمن البدء في الانسحاب من غزة وتفكيك المستوطنات بما فيها المستوطنات الثلاث في الضفة الغربية. وتنص المرحلة الثالثة على العودة الى مائدة المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في اطار تنفيذ خطة خريطة الطريق. ويتوقع ان يبدأ التنفيذ العملي لمراحل الخطة وللاجراءات التمهيدية اللازمة لها في شهر نوفمبر المقبل. وحسب المصدر نفسه فان هناك تحركا آخر يتمثل في توجه مبعوث رفيع المستوى للرئيس المصري حسني مبارك الى واشنطن ليلتقي بكبار المسؤولين الامريكيين ويستكمل التشاور حول سبل مساندة خطة العمل المصرية من جانب الادارة الامريكية التي لم تبد حتى الآن تحمسا للخطة المصرية. وأوضح المصدر نفسه ان الخطة المصرية لا تستهدف فقط التوصل الى وقف اطلاق نار ملزم بين الفلسطينيين والاسرائيليين بل الى سلام دائم وشامل استنادا الى قواعد وأحكام خطة خريطة الطريق. وأكدت القاهرة أىضا ان تدريب الكوادر الأمنية والفنية والادارية الفلسطينية الذي ستقوم به مصر لن يشمل فقط قوات الامن الفلسطيني في غزة ولكنه سيشمل كذلك قوات الامن في الضفة بهدف تشكيل جهاز أمني فلسطيني موحد. ويتوقع ان يصل حجم قوات الامن الفلسطينية المدربة الى 30 ألف عنصر وان تستمر عمليات التأهيل 6 أشهر. وأشارت وكالة أنباء الشرق الاوسط الى ان القاهرة تلقت ردودا ايجابية من مجموعة من الدول المانحة التي أبدت استعدادها لتقديم الاموال والمعدات والخبراء لتجهيز قوة الامن والكوادر الادارية الفلسطينية، ولاعادة بناء السلطة الفلسطينية حتى تصبح شريكا فاعلا على الارض سواء بالمشاركة في عمليات الانسحاب من غزة أو تولي المسؤولية بعد الانسحاب المحتمل حتى الدخول في مرحلة التفاوض مباشرة.