القدس المحتلةرام اللهالقاهرة (وكالات) كشفت الحكومة الاسرائيلية عن نواياها في رفض اي مشروع للتسوية السلمية مع الفلسطينيين بعرقلة الوساطة المصرية التي نجحت في اقناع فصائل المقاومة الفلسطينية بوقف اطلاق النار مما اضطر مصر الى تجميد خطّتها، فضلا عن اعراض حكومة شارون عن خارطة الطريق عبر رفضها لقاء ممثلي اللجنة الرباعية الدولية. وقال وزير الخارجية الفلسطينية نبيل شعث لحدى مغادرته القاهرة امس الاول ان «الصعوبة الرئيسية هي اسرائيل حيث بذلت مصر عدة جهود واتصالات ونجحت في الحصول على التزام الفصائل الفلسطينية بوقف اطلاق النار لكنها لم تستطع اقناع اسرائيل بالتزام مماثل». تجميد الخطة وأكد شعث ان مصر جمّدت خطتها الامنية في قطاع غزة بسبب استمرار العدوان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة. وأضاف الوزير الفلسطيني في تصريحات صحفية ان مصر اكدت انها لا تستطيع ارسال خبراء الى غزة بينما يستمر جيش الاحتلال الاسرائيلي في عدوانه على الشعب الفلسطيني. وكشفت صحيفة «معاريف» العبرية ان مدير جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان وضع اربعة شروط على الجانب الاسرائيلي للعمل على انجاح الدور المصري في قطاع غزة واستئناف عملية السلام. وحسب الصحيفة فإن هذه الشروط هي انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من محور فيلادلفيا على الحدود المصرية الفلسطينيةجنوب قطاع غزة واعادة بناء مطار غزة واقامة ميناء فلسطيني وفتح ممر آمن لتنقل الفلسطينيين بين قطاع غزة والضفة الغربية. وقال سليمان «لن نكون سجانين في السجن الكبير الذي تبنيه اسرائيل للفلسطينيين في غزة». وأشارت الصحيفة الى أن المسؤول المصري تمكّن من اقناع شارون بذلك. وقد أدى اللواء عمر سليمان زيارة الى الاراضي الفلسطينيةالمحتلة والتقى بمسؤولين فلسطينيين واسرائيليين لبحث الدور المصري المحتمل بعد الانسحاب الاسرائيلي المرتقب من قطاع غزة. وحسب صحيفة «معاريف» فإن شروط سليمان تندرج ضمن خطة سياسية شاملة ومفصلة تقوم على قبول خطة الفصل التي يطرحها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وتحويلها الى منطلق لاخراج المنطقة من مستنقع الدم الذي تغرق فيه وتفتح الباب امام اعادة العملية السلمية الى مسارها الطبيعي. تعنت اسرائيلي لكن حكومة شارون لا ترغب على ما يبدو في اي مسار سلمي وان كان برعاية دولية حيث رفض مسؤولون في الحكومة الاسرائيلية مقابلة ممثلي اللجنة الرباعية الدولية التي وضعت خطة خريطة الطريق. وأعلنت مصادر اسرائيلية رفض حكومة شارون لقاء ممثلي اللجنة الدولية بزعم الانحياز الاوروبي للفلسطينيين وأنها تفضل عدم عقد هذا اللقاء الى حين قدوم اليوت أدامز وستيف هادلي مبعوثي البيت الابيض الامريكي الى فلسطين الاسبوع القادم. واستنكر الاتحاد الاوروبي الموقف الاسرائيلي وقال مصدر ديبلوماسي اوروبي ان الغاء الاجتماع كان مفاجأة لاعضاء المجموعة لانه جاء في اخر لحظة قبل انعقاده. واضاف المسؤول الاوروبي ان «المزعج في الامر هو عدم قيام الاسرائيليين باقتراح موعد اخر لعقد الاجتماع مشيرا الى ان الاتحاد الاوروبي لا يعتزم التوقف عند هذا الحد وسيواصل الاتصالات والاجتماعات مع كافة الاطراف المعنية حتى يمكن دفع المسيرة السلمية الى الامام». وأكّد المسؤول الاوروبي ان الموقف الاسرائيلي مخالف تماما لما اعلنه الرئيس الامريكي جورج بوش في ختام قمة مجموعة الثماني الصناعية الكبرى حين اكد انه آن الاوان لعودة الاتصالات بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي للبدء في تنفيذ خارطة الطريق. لكن اللجنة الرباعية سعت الى الضغط على الجانب الفلسطيني فحسب زاعمة أنها «ضاقت ذرعا» من عدم تنفيذ الفلسطينيين الاصلاحات المطلوبة ومهددة بوقف الدعم والتمويل الدوليين.