«الكابوسان» و»الديراكت» و»الألنجي» كلها أصبحت من ضروريات الحياة اليومية للتونسي فالكثيرون يبدأون أيامهم بكأس من القهوة الساخنة لكن هل يمكن اعتبار هذه القهوة غذاء صحيا؟ يجيب عن هذا السؤال الدكتور الطاهر الغربي وهو من المختصين في علوم التغذية ليؤكد ان القهوة بما تحتويه من مواد كالكافيين مثلا وأخرى سائلة سخنة (ماء، حليب...) من شأنها ان تبعث انتعاشة في الجسم وتنشّط الجهاز العصبي، الى ذلك فإن الحليب الموجود في القهوة يوفر بروتينات ذات قيمة بيولوجية ممتازة ومصدر اساسي للكالسيوم. بالاضافة الى ما يؤكّده الدكتور فإن بعض الدراسات تثبت ان مادة الكافيين التي تحويها القهوة تعزز خاصية تخفيف الألم بنسبة 40 بل إن 65 ملغ من الكافيين يُعالج جميع آلام الرأس باستثناء الصداع النصفي او الشقيقة. كما تبيّنت بعض الدراسات الاخرى أن القهوة تساعد على فتح المجاري التنفسية لدى المصابين بالربو. **تجعلك عصبيا ومتهيّجا لكن الاسراف في تناول كميات كبيرة من القهوة خاصة القهوة المركّزة قد يجعلنا عصبيين اكثر من اللازم فهي اذن تؤثر سلبا علي صحة الانسان، يقول الدكتور الطاهر الغربي: «الافراط في تناول 4 أو 5 أكواب يوميا من القهوة المركّزة يقلّل من شهية الاكل» (اضطرابات في الوزن) بل انها تخلق اضطرابات في النوم وتأخر الاحساس بالنعاس الى فترات متقدّمة من الليل مما يؤثر على استعداده البدني والذهني في العمل، الافراط في استهلاك القهوة المركزة بمرور الوقت يؤثر سلبا على القلب وتحدث الرعاش. ويدعو الدكتور في النهاية الى عدم الافراط في استهلاك القهوة والاكتفاء بكوب واحد أو كوبين من القهوة «الخفيفة» اما بالنسبة للاطفال والشباب الذين هم في سن المراهقة يستحسن ان يكتفوا بشرب كأس من الحليب. ما عدا ذلك يظل المقهى الفضاء الاقرب الى قلوب التونسي بل ان بعضهم يعتبره بيته الثاني!