الاستواء ورد ذكر هذه الكلمة في سبع آيات ضمن سبع سور: سورة الأعراف الآية رقم 54 / سورة يونس الآية رقم 3 / سورة الرعد الآية رقم 2 / سورة طه الآية رقم 5 / سورة الفرقان الآية رقم 59 / سورة السجدة الآية رقم 4 / سورة الحديد الآية رقم 4 ونحن نعلم ان هذه الآيات تشير إلى أن اللّه قد خلق السماوات والأرض في ستة أيام وأنه يكرر هذه الحقيقة أيضا 7 مرات في النصوص الكريمة، ثم استوى على العرش في اليوم السابع في هذه الدنيا، فهل هذا هو اليوم المكمل للدنيا! اللّه أعلم.. **الآية الأولى من سورة الأعراف قال تعالى: {إن ربكم اللّه الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثمّ استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك اللّه رب العالمين}. **الآية الثانية من سورة يونس قال تعالى: {إن ربكم اللّه الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم اللّه ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون}. **الآية الثالثة من سورة الرعد قال تعالى: {اللّه الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخّر الشمس والقمر كلّ يجري لأجل مسمى يدبّر الأمر يفصّل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون}. **الآية الرابعة من سورة طه قال تعالى: {الرحمان على العرش استوى}. الآية الخامسة من سورة الفرقان قال تعالى: {الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيم ثم استوى على العرش الرحمان فاسأل به خبيرا}. **الآية السادسة من سورة السجدة قال تعالى: {اللّه الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من وليّ ولا شفيع أفلا تتذكرون}. **الآية السابعة من سورة الحديد قال تعالى: {اللّه الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من وليّ ولا شفيع أفلا تتذكرون}. **عتاب من تخلف عن غزوة تبوك {ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الاعراب أن يتخلفوا عن رسول اللّه ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل اللّه ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدوّ نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن اللّه لا يضيع أجر المحسنين} (مائة وعشرون) سورة التوبة. {ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم اللّه أحسن ما كانوا يعملون} (121 سورة التوبة). نستنتج من شرح الآيتين أعلاه بأن اللّه يعاتب المتخلفين عن غزوة تبوك من أهل المدينة ومن حولها بأنهم نقصوا أنفسهم من الأجر سبع درجات أو سبع حالات وهي: لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا.. **تنبيه من الخصال الذميمة بالدنيا {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من اللّه ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} (عشرون) سورة الحديد. يقول تعالى موهنا أمر الحياة الدنيا ومحقرا لها {إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد} أي إنما حاصل أمرها عند أهلها هذا كما قال تعالى: {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسمومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا واللّه عنده حسن المآب} ثم ضرب تعالى مثل الحياة الدنيا في أنها زهرة فانية ونعمة زائلة فقال «كمثل غيث» وهو المطر الذي يأتي بعد قنوط الناس كما قال تعالى: {وهو الذي ينزل الغيث من بعدما قنطوا}. وقوله تعالى: {أعجب الكفار نباته} أي يعجب الزراع نبات ذلك الزرع الذي نبت بالغيث وكما يعجب الزراع ذلك كذلك تعجب الحياة الدنيا الكفار فإنهم أحرص شيء عليها وأميل الناس إليها. {ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما} أي يهيج ذلك الزرع فتراه مصفرا بعدما كان خضرا نضرا ثم يكون بعد ذلك كله حطاما أي يصير يبسا متحطما هكذا الحياة الدنيا تكون أولا شابة ثم تكتهل ثم تكون عجوزا شوهاء والإنسان يكون كذلك في أول عمره وعنفوان شبابه غضا طريا لين الأعطاف بهي المنظر ثم إنه يشرع في الكهولة فتتغير طباعه ويفقد بعض قواه ثم يكبر فيصير شيخا كبيرا ضعيف القوى قليل الحركة يعجزه الشيء اليسير كما قال تعالى: {اللّه الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبا يخلق ما يشاء وهو العليم القدير} ولما كان هذا المثل دالا على زوال الدنيا وانقضائها وفراغها لا محالة وأن الآخرة كائنة لا محالة حذر من أمرها ورغب فيما فيها من الخير فقال {وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من اللّه ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} أي وليس في الآخرة الآتية القريبة إلا إما هذا وإما هذا: إما عذاب شديد وإما مغفرة من اللّه ورضوان.