شكّك «يفغيني بريماكوف» رئيس الوزراء الروسي الاسبق في الرواية الأمريكية حول اعتقال الرئيس العراقي صدام حسين، بل انه لم يتردد في الحديث عن «صفقة» أبرمت بين صدام والادارة الأمريكية قبل الغزو. وفي مقابلة مطولة نشرت نصّها أمس صحيفة «غازيتا» الروسية اعتبر بريماكوف، الدبلوماسي ورجل المخابرات الروسي السابق، الذي كان من آخر السياسيين الذين التقوا الرئيس العراقي قبيل الحرب ان تفاهما حصل بين صدام والأمريكيين مع أن هذا يطرح تناقضا ظاهريا كبيرا حسب قوله. وحاول بريماكوف في هذه المقابلة تقديم «حجج» لاثبات ان اتفاقا ما حصل بين القيادة العراقية والأمريكيين كي لا يطول أمد الحرب. وفي سياق عرضه للحجج المفترضة، طرح يفغيني بريماكوف تساؤلات عديدة غامضة ظلّت بلا جواب. وقال في هذا السياق: لماذا لم تدمّر الجسور على نهر دجلة حين كانت الدبابات الأمريكية تقترب من بغداد؟.. لماذا لم تستخدم الدبابات والطائرات العراقية وأين هي الآن.. لماذا حصل وقف فوري لاطلاق النار؟.. ولماذا لم تكن هناك عمليات (من جانب القوات العراقية) قبل عام من الآن؟ وشكّك المسؤول الروسي الأسبق بقوة في صحة الصور التي تظهر اعتقال الرئيس العراقي صدام حسين داخل مزرعة في محيط مدينة تكريت شمالي بغداد في منتصف ديسمبر 2003 (وفق الرواية الأمريكية). وأشار بريماكوف الى أن من غير المعقول أن يظهر البلح في أشجار النخيل بمثل ما ظهر عليه في صور الاعتقال باعتبار أن البلح يكون قد نضج في بداية الخريف وليس في ديسمبر. وقال ان أشجار النخيل التي ظهرت في الصور التي عرضها الجيش الأمريكي، ينبغي أن لا تكون مثمرة في الشتاء وهو ما تحجّج به خبراء للطعن في صحة الصور. وتابع بريماكوف أن لحية صدام الكثّة (التي ظهر بها في الصور الأمريكية) لا يمكن أن تنمو في 7 أشهر فقط. وبالنسبة الى المسؤول الروسي الأسبق فإن الرئيس العراقي سلم نفسه للأمريكيين قبل وقت طويل من تاريخ 13 ديسمبر الذي قال الجيش الأمريكي أن صدام اعتقل فيه. واعتبر بريماكوف أيضا أن الأمريكيين اختلقوا قصة الحفرة التي قالوا انهم عثروا على صدام مختبئا فيها.