عاجل/ وزيرة التربية تفجرها وتكشف: تلقينا أكثر من 100 ملف فساد منها ما سيحال على النيابة    أكثر من 60 دولة وألف مشارك في الدورة السابعة للمنتدى الدولي لتمويل الاستثمار والتجارة بإفريقيا    دعوة الحجيج إلى التفرغ إلى أداء المناسك والمشاعر    مباراة تونس و ناميبيا اليوم الاحد : الساعة و القنوات الناقلة    10 وفيات غرقا بالشواطئ منذ غرة ماي وإلى 5 جوان الجاري    عاجل : إحباط عملية صيد بالكيس الممنوع في قابس    احداث 276 نقطة حراسة بالشواطئ وتعيين 152 عون اشراف لحراسة الشواطئ.    قرمبالية: أهالي جبل طريف يطالبون بالماء الصالح للشراب    طقس الاحد: أجواء مغيمة والحرارة تصل الى 44 درجة    أشهر عالم آثار مصري يرد على بلاغ مقدم ضده    السيسي للشعب الإسرائيلي: سلامتك من سلامتنا... اطمئن نحن معكم جميعا!    اليوم ناميبيا تونس : مواجهة «ثأرية»    أخبار الملعب التونسي : المدرب يبحث عن البدائل ولقاء حاسم ضد الإفريقي    آلاف المتظاهرين يطوقون البيت الأبيض مطالبين بوقف الحرب على غزة    تعليق مثير للأسطورة زيدان على انتقال مبابي إلى ريال مدريد    بوسالم.. حريق يأتي على 13 هكتارا من صابة الحبوب    بتهم فساد مالي واداري.. بطاقة إيداع ضد الرئيسة السابقة لبلدية حلق الوادي    الشركة التونسية للبنك STB ...مؤشرات مرضية وآفاق واعدة    جندوبة: السيطرة على حريق أتى على حوالي 13.5 هك قمح صلب    وزير الشؤون الدينية: أكبر حاجة هذا الموسم عمرها 104 سنوات    وفاة عامل بناء إثر سقوطه من أعلى بناية في المنستير..    الفنان وليد الصالحي يعلن عن تنزيل اغنية جديدة    الصحة العالمية تدعو للاستعداد لاحتمال تفشي وباء جديد    على متنها 261 حاجا: الوفد الرسمي للحجيج التونسيين يغادر في اتجاه البقاع المقدسة    غدا ناميبيا تونس: المنتخب الوطني يختتم التحضيرات واللقاء دون حضور الجمهور    ارتفاع إنتاج دجاج اللحم بنسبة 3,7 % خلال شهر ماي الفارط    وزارة الداخلية توفّر الحماية لمربي الماشية    يوم 10 جوان.. انطلاق موسم الحصاد بمعتمديتي بلطة بوعوان و فرنانة    نقطة بيع الأضاحي بالميزان في وادي الليل و هذه التفاصيل    وزيرة الإقتصاد تتباحث مع وفد من الشركة السعودية الصينية SABATCO فرص الإستثمار والشراكة.    تطاوين الديوانة تحبط محاولة تهريب كمية هامة من السجائر بقيمة تفوق ال1.2 مليون دينار.    سعيّد والدبيبة يتباحثان إعادة فتح معبر رأس جدير    قيس سعيد : يجب احترام كل أحكام العملية الانتخابية    رئيس الجمهورية يثير مجددا ملف الشيك دون رصيد    طقس: بعض الامطار المتفرقة بعد الظهر على المناطق الغربية بالشمال والوسط    موعد جديد لنزال تايسون و'اليوتوبر' جيك بول    وفاة رائد الفضاء وليام أندرس في حادث تحطم طائرة    عاجل/انتشال 11 جثة مهاجر غير شرعي من البحر قبالة سواحل ليبيا    الفلبين: تحظر واردات الدواجن من أستراليا لهذه الأسباب    جندوبة تحتفل باليوم العالمي لسلامة الأغذية تحت شعار "تأهّب لغير المتوقع "    محمد كوكة أفضل ممثل في مسرحية كاليغولا بالمسرح البلدي بالعاصمة    الفنان والحرفي الطيب زيود ل«الشروق» منجزاتي الفنية... إحياء للهوية بروح التجديد    علي مرابط يشيد بدور الخبرات والكفاءات التونسية في مجال أمراض القلب والشرايين    مريم بن مامي: ''المهزلة الّي صارت في دبي اتكشفت''    مسؤول بال"شيمينو": هذا موعد عودة نقل المسافرين بالقطار بين تونس والجزائر    قبلي: انطلاق فعاليات المنتدى الاقليمي حول فقر الدم الوراثي بمناطق الجنوب التونسي    تشيلسي يتعاقد مع مدافع فولهام أدارابيويو    الإعلان عن موعد عيد الاضحى.. هذه الدول التي خالفت السعودية    مناسك الحج بالترتيب...من الإحرام حتى طواف الوداع    موعد صيام يوم عرفة...وفضله    تطاوين : بدء الاستعدادات لتنظيم الدورة السابعة للمهرجان الدولي للمونودراما وإسبانيا ضيف شرف    تصفيات مونديال 2026 : فوز مصر والسودان .. وخسارة الجزائر    اكتشاف السبب الرئيسي لمرض مزمن يصيب الملايين حول العالم    هند صبري تلفت الأنظار في النسخة العربية لمسلسل عالمي    الإعلان عن الفائزين في المسابقة الوطنية لفن السيرك    مُفتي الجمهورية : عيد الإضحى يوم الأحد 16 جوان    عاجل/ قرار قضائي بمنع حفل "تذكّر ذكرى" المبرمج الليلة    اليوم رصد هلال شهر ذي الحجة 1445    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عائد من العراق يروي حقائق ما بعد الاحتلال: الأفلام الاباحية وبنات الدعارة لتخريب المجتمع العراقي...
نشر في الشروق يوم 18 - 06 - 2005

عاش سُقوط بغداد الرهيب والمفجع وعاش بعدها ويلات الاحتلال وكان شاهدا على عمليات المقاومة البطولية التي تدكّ يوميا آليات الاحتلال وثكناته.
«طارق بوقرّة» تونسي عاش سنوات في العراق وعاد منها مؤخرا بالكثير من حكايات عراق وبغداد بعد الاحتلال حيث تغيّر وجه المجتمع العراقي وحيث صارت مظاهر الفساد تُسيطر على كل وجوه الحياة في العراق.
«الشروق» التقت «طارق بوقرّة» التونسي العائد من العراق ليروي تفاصيل دقيقة حول الكثير من الصور التي صارت الان تميّز عراق ما بعد الاحتلال ويحكي حقيقة ما يجري في بغداد عاصمة الرشيد الجريحة.
اعداد سفيان الاسود
لازال طارق بوقرّة التونسي العائد من العراق يذكر جيّدا مُفاجأة سقوط بغداد عاصمة الرشيد وعاصمة الدنيا في ذلك اليوم الاسود يوم 9 افريل من سنة 2003 .
كان «طارق» في منزله بمنطقة «الوزيرية» في بغداد رفقة صديقه التونسي ولم يكن يعلم بعد في صباح يوم 9 أفريل ان بغداد المدينة الحصينة صارت في قبضة المحتل الامريكي.
كان قبل ذلك اليوم القصف على أشدّه وكانت الحرب دائرة منذ اسابيع وكان «طارق» قد قرّر أن يُغادر منزله صباح يوم 9 أفريل صحبة صديقه والبحث عن وسيلة نقل الى عمّان او سوريا لمغادرة العراق حينها اكتشف طارق وصديقه هوْل المفاجأة فقد سقطت بغداد...
الخبر الصاعقة تأكد منه «طارق» وهو يعبر جسر الصالحية الرابط بين منطقة «الرصافة» و»الكرخ» كانت الساعة تُشير الى العاشرة صباحا وكانت الدبابات الامريكية قد تمركزت على مدخل الجسر.
لم يفهم «طارق» كيف ومتى ولماذا سقطت بغداد بتلك السهولة وكيف تسقط عاصمة بحجم بغداد وهو قابع في بيته بحيّ «الوزيرية»...
يقول «طارق» ان كل روايات العراقيين بما فيها روايات ضباط في الجيش العراقي اجمعت على أن سقوط بغداد كان نتيجة لخيانة قائد الحرس الجمهوري المقرّب من صدام «ماهر سفيان التكريتي» فقد تولى تقديم خرائط خطوط الدفاع عن بغداد واعطى اوامر للضباط والجنود بالانسحاب ورواية هذه الخيانة لازال العراقيون يحكونها الى اليوم...
سقطت بغداد بصرف النظر عن كل الحكايات التي صاحبت ذلك السقوط الرهيب والموجع وحل الاحتلال ودخل ازقة بغداد وشوارعها واحيائها آلاف الجنود الامريكيين مُدعمين بالجنود المرتزقة وصارت بغداد تعيش واقعها الجديد والمفزع الذي تميّز في بدايته (والامر يتواصل الى الان) بعمليات السلب والنهب والحرق والتخريب.
مقاومة
يقول «طارق» ان معدّل عمليات المقاومة في بغداد ضد قوات الاحتلال لا يقل عن 7 أو8 عمليات يوميا وأن عدد القتلى في صفوف الامريكيين عكس ما يتم الاعلان عنه في وسائل الاعلام كبير ورهيب. هذا بالاضافة الى الجرحى والقتلى في عمليات تبادل اطلاق النار التي تتم يوميا بين الجنود الامريكيين ومسلحين عراقيين من غير المقاومين.
ويُضيف «طارق» ان الكل لاحظ في بغداد وجود اعداد كبيرة من الجنود من أصول عربية وأسياوية يعملون ضمن فرق الجيش الامريكي ويحملون السلاح في وجه العراقي اضافة الى الكثير من العرب يعملون كمترجمين.
ويقول «طارق» ان المقاومة في بغداد وفي المناطق السنية مُنظمة الى أبعد الحدود ولم يتمكّن الجنود الامريكان الى حد الآن من قتل او اعتقال احد عناصر المقاومة باعتبار السرية المطلقة المحيطة بتنظيماتهم اضافة الى اعتمادهم على عنصر المفاجأة والعمليات الفدائية المُباغتة...
ويُضيف ان الكثير من الشبان والمواطنين العراقيين يُعبرون دائما عن رغبتهم في الالتحاق بصفوف المقاومة لكن الطريق اليها يُحاط بسرية مطلقة وبتنظيم محكم الى أبعد الحدود يصعب الوصول اليه وهو ما يعني ان المقاومة قد تمّ تنظيم خلاياها وصفوفها منذ البداية تحسبا لكل الاحتمالات...
ضربات المقاومة العراقية الموجعة جعلت الجيش الامريكي يُغادر وينهي تواجده في الكثير من الاحياء في بغداد اضافة الى تقليص الامريكيين لدورياتهم الى ابعد حد.
ويقول «طارق» ان الجنود الامريكيين يعيشون الخوف في كل لحظة خاصة وأن كل عمليات المُقاومة تتم بشكل مُباغت كما انهم يخافون الاحتكاك بالعراقيين.
هذه الوضعية أدّت بالكثير من الجنود الامريكيين الى الهرب من العراق وهو ما يتم عبر عراقيين يهرّبون الجنود الامريكيين من العراق مقابل ألف دولار عن كل عملية.
ويتم تهريب الجنود الامريكيين خاصة عبر منطقة «الانبار» حيث يرتدي الجندي الامريكي الزي العربي ويعبر الحدود العراقية.
قبل اعتقال الرئيس صدام حسين كان العديد من العراقيين قد أكدوا مشاهدتهم له خاصة في منطقة «الحارثية» القريبة من منطقة «المنصور» وذلك على اثر عملية للمقاومة العراقية وكان حينها يرتدي الزي العربي التقليدي.
كما يروي العراقيون ان «صدّام» ظهر في مدينة الموصل بعد مقتل ابنيه «عُدي» و»قُصي».
ويقول أن العراقيين يؤكدون ان مئات المتطوعين العرب لازالوا يتواجدون ضمن صفوف المقاومة العراقية خاصة في منطقة «الفلوجة» وأن الجنود الامريكيين لم يتسنّ لهم القبض عليهم رغم المضايقات الكثيرة التي يتعرّض لها العرب في العراق من طرف العراقيين الشيعة الذين يتهمون العرب المقيمين في العراق بتأييد الرئيس العراقي صدام حسين والحصول على أموال منه.
ويقول «طارق» انه للاسف الكثير من العراقيين يعملون مع جيش الاحتلال كمرشدين وأدلاء وسواق سيارات وعربات الى جانب بعض العرب من أقطار عربية اخرى.
دعارة وفساد
كيف اصبح الان المجتمع العراقي وكيف صارت الحياة في بغداد وفي مُدن العراق؟
يقول «طارق» بعد تفشي البطالة والفقر لازال الحصول على عمل او وظيفة يتم عبر الوساطات وعبر الاقارب وعبر دفع «الرشوة» وتحوّلت بعض المناطق الى أماكن خاصة ببيع المخدرات مثل منطقة «باب الشرجي» كما سيطرت مظاهر العنف والجريمة ولا تزال عمليات السلب والنهب متواصلة في ظل صمت الشرطة العراقية التي يمتنع عناصرها عن التدخل خوفا من «تصفية الحساب» معهم في ما بعد.
وتتولى الآن قاعات السينما في بغداد عرض عشرات الاشرطة الجنسية والاباحية في محاولة لتخريب قيم المجتمع العراقي المحافظ كما يتم بيع كل انواع الخمور المستوردة امام الجميع في شوارع بغداد.
ويروي العراقيون ويتحدثون عن دخول تُجار يهود واسرائيليون خاصة ممن يسمون بيهود العراق سابقا الى العراق والتعامل مع الكثير من الوسطاء العراقيين تحت اسماء وهمية ويتولون شراء المنازل والمتاجر والعقارات كما ان احد نزل منطقة «الكرادة» ببغداد يقيم به الكثير من بنات الدعارة القادمين من خارج العراق والبعض يؤكد انهن قادمات من اسرائيل.
كل هذه الصور والمظاهر تُؤكد ان الاحتلال يسعى الى تدمير اخلاق المجتمع العراقي والى بث الفساد في صفوف شبابه وجعله مجتمعا منحطا تعمه الاباحية والفساد.
وقد يكون التجار اليهود والاسرائيليون وجدوا الان الفرصة سانحة أمامهم لدخول العراق حيث تعجّ المتاجر العراقية بالمعلبات الاسرائيلية ولا يتم التعامل مباشرة مع اليهود بل مع وسطاء عراقيين يتولون تقديم الخدمات والتسهيلات لهم.
يحدث هذا في الوقت الذي لم يُخف فيه الكثير من العراقيين حسرتهم على أيام حُكم صدام حيث يتوفر الأمن في كل العراق ويتوفر الشغل والأكل للجميع أما الان فالامر يختلف خاصة مع الارتفاع الرهيب في الاسعار في ظل تفشي البطالة حيث بلغ سعر الكلغ الواحد من اللحم 18 ألف دينار مُقابل 3 الاف و500 دينار قبل الحرب.
ورغم كل ما حدث وهزّ كيان العراق العظيم لازال كل العراقيين غير متفاعلين مع ما يُسمى بجماعة مجلس الحكم الانتقالي والذين يعتبرونهم أتوا للاستفراد بالعراق بعد ان فضلوا في سنوات الحصار وسنوات الصعوبات العيش في الخارج ثم العودة الى العراق قادمين على ظهور الدبابات.
ويروي العراقيون كيف تعرّض عضو مجلس الحكم «أحمد الجلبي» الى محاولتي اغتيال فقد في احداها شقيقه.
صور كثيرة من عراق ما بعد سُقوط بغداد لا تزال عالقة من ذهن «طارق بوقرة» وفي ذهن غيره من العرب الذين عاشوا سنوات في عراق يوم كان العراق وطنا لكل العرب...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.