رأى مسؤولون أمريكيون أن الولاياتالمتحدة كسبت الحرب ولكنها خسرت العراق بعد مضي 14 شهرا على احتلال هذا البلد مؤكدين ان التخطيط الامريكي لمرحلة ما بعد الحرب جعل العراق يعيش مرحلة من التخبط السياسي والامني لم يسبق له أن شهدها. وقد عمق هذا «الانفلات الامني» في الواقع حيرة الاممالمتحدة بشأن الدور الذي يمكن ان تلعبه في العراق بعد نقل السلطة الى الحكومة العراقية المعينة في موفى جوان الجاري. وفي الواقع فقد هلل كثيرون بعد سقوط النظام العراقي السابق في التاسع من أفريل من العام الماضي... لكن «حماس» هؤلاء سرعان ما تلاشى وتحول الى أسى ومن ثم الى غضب مع مرور الاشهر وتواصل الهجمات والتفجيرات في جميع أنحاء العراق. حصاد... مرّ واعتبر مسؤولون أمريكيون أن هذه الحصيلة المرة التي «جنتها» الولاياتالمتحدة من خلال حربها على العراق انما كانت نتيجة أخطاء ارتكبتها ادارة الرئيس جورج بوش بعد احتلالها لهذا البلد. ورأى المسؤولون أن الولاياتالمتحدة تمكنت من تحقيق «انتصار خاطف» في الحرب لكنها عجزت عن احلال الأمن في هذا البلد بعد 14 شهرا من الاحتلال. ويقول المسؤولون الامريكيون الذين يستعدون لتسليم السلطة الى العراقيين ان موعد الثلاثين من جوان الجاري يشكل بداية حقبة جديدة في البلد... لكن حتى كبار المدافعين عن غزو العراق يقرون بأن الاحتلال لم يأت بالنتائج المرجوة. وعلق لاري دايموند الخبير السياسي الذي «أرشد» السلطات الامريكية في العراق قائلا لم نتمكن من تحقيق الاهداف التي تم تحديدها قبل الحرب بشأن الأمن واعادة الاعمار. واعتبر عدد كبير من المحللين السياسيين أن أشهر الاحتلال ال14 شهدت سلسلة من الاخفاقات ومراجعة الاهداف الأساسية مع تزايد الهجمات والتفجيرات على الشركات الاجنبية. وأرجع بعض السياسيين الامريكيين هذه الاخفاقات الى الاخطاء التي ارتكبتها ادارة بوش اثناء تخطيطها لمرحلة ما بعد الحرب على جميع الاصعدة. واعتبر الكثير أن القرار الذي اتخذه الحاكم المدني الامريكي في العراق بول بريمر في ماي من العام الماضي بحل الجيش العراقي كان من بين الاخطاء الجسيمة التي أثرت على السياسة الامريكية في العراق بعد الاحتلال... وانتقد أنطوني كوردزمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أيضا الاولوية التي أعطيت للعمليات العسكرية على حساب إعادة الاعمار. وقال أمام الكونغرس في ماي الماضي إن الجهود التي تبذل من أجل كسب السلام يجب ان تبدأ قبل اطلاق أول رصاصة ويجب ان تحظى بالاولوية في كل يوم قتال، بل ان بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الامريكي واحد مهندسي الحرب على العراق نفسه اقر بأن امريكا أساءت تقدير الاوضاع في هذا البلد، وأمام هذه «الورطة» التي وجدت أمريكا نفسها فيها بالعراق اضطرت الى الاستنجاد بالأممالمتحدة لاجل اخراجها من المأزق في العراق... حيرة... الأممالمتحدة لكن الظاهر ان الاممالمتحدة ذاتها وجدت نفسها في وضع صعب في ظل تواصل حالة الانفلات الامني والسياسي في العراق، وأمام الاصرار الامريكي على دور أممي في العراق «تعمقت» حيرة المنظمة الاممية بالخصوص حول الدور الذي يمكن ان تلعبه في ظل الوضع المتفجر الذي يشهده العراق الى حدّ الآن، وقالت فيرونيك قافو، المتحدثة باسم بعثة الأممالمتحدة في العراق في هذا الصدد من وجهة نظرنا... لن يغير الاول من جويلية (موعد نقل السلطة) الوضع مضيفة «كل شيء يتوقف على الأمن». وقال أحد المسؤولين الدوليين حول دور الاممالمتحدة في العراق لو طلبوا منا المساعدة منذ البداية (قبل الحرب) لكان الامر مختلفا... ولكن نرى أنفسنا مضطربين للذهاب الى العراق... فأترك لكم ان تتخيلوا التأثير الذي يتركه ذلك.