استبعد الرئيس الأمريكي جورج بوش ومسؤولون أمريكيون مجددا احتمال تأجيل الانتخابات العراقية معتبرين ان ارجاءها سيمنح «الفرصة» للمقاومة لتكثيف هجماتها في العراق. في الأثناء كشفت مصادر عراقية النقاب عن مخطط أمريكي يقضي باشراك ناخبين اسرائيليين يحملون الجنسية العراقية في التصويت في الانتخابات القادمة. وقد احتدم الجدل في الآونة الأخيرة بخصوص احتمال اجراء الانتخابات العراقية في موعدها من عدمه وسط إصرار من قبل الولاياتالمتحدة على عدم تأجيلها. «إشارات»... بوش وبعث الرئيس الأمريكي بوش الليلة قبل الماضية ب»إشارات» جديدة في هذا الصدد معتبرا أنه لا يرى أن هناك داعيا لتأجيل الانتخابات العراقية إلى ما بعد الثلاثين من جانفي الجاري. وقال بوش في تصريحات له إن تأجيل الانتخابات سيكون بمثابة استسلام للمقاتلين الذين يريدون إعادة النظام الاستبدادي الذي كان سائدا إبان حكم الرئيس العراقي صدام حسين، على حدّ قوله. وصرح مسؤولون في البيت الأبيض أمس الأول بأن بوش تحدث مع الرئيس العراقي المعين غازي الياور بشأن الحاجة إلى المضي قدما في اجراء الانتخابات. وقال ستيفان سايمون، المحلل بمؤسسة «راند كورب» الأمريكية تخشى الادارة الأمريكية من أنه إذا ارجئت الانتخابات فسينظر إلى ذلك باعتباره اعترافا بوجود «عيب أساسي» في استراتيجية الانتخابات. وعبر قائد قوات الاحتلال في العراق في هذا الصدد عن اعتقاده بأن أي تأجيل للانتخابات سيؤدي إلى نشوب حرب أهلية وقال ان التأجيل أمر خاطئ لأنه سيمنح من وصفهم ب»الارهابيين» الفرصة لشن العديد من الهجمات في العراق. وفي ردّه عن سؤال حول طلب الأطراف السنية وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية كشرط للمشاركة في الانتخابات أشار الجنرال ميتز إلى ان أفضل طريقة لانسحاب القوات الأجنبية من العراق هي المشاركة في هذه الانتخابات. وقال لاري دايموند مستشار سابق لسلطة الاحتلال في العراق من جهته إن الخوف السائد الآن هو ان الوقت أصبح متأخرا جدا لاقناع السنة بالمشاركة في الانتخابات معتبرا أن البلاد أصبحت متجهة نحو وضع خطير للغاية. وأضاف دايموند الذي يعتقد ان مشاركة السنة في الانتخابات قد لا تزيد عن العشرة بالمائة «سيكون هنالك تصعيد في أعمال العنف». مخطط... أمريكي في غضون ذلك كشفت نقابة المحامين العراقيين عن مخطط تضطلع بتنفيذه قوات الاحتلال الأمريكي بالتنسيق مع الحكومة العراقية المؤقتة يرمي إلى اشراك اسرائيليين يحملون الجنسية العراقية في التصويت في الانتخابات بحجة أنهم من أصول عراقية، وقال كمال حمدون نقيب المحامين العراقيين ان اصرار الحكومة العراقية وبتشجيع من الادارة الأمريكية على اشراك عراقيين من الخارج في الانتخابات يهدف أساسا إلى إيصال الصوت اليهودي إلى العراق وجعله صوتا مؤثرا في السياسة العراقية المقبلة. وإشار كمال حمدون إلى أن أبواب التزوير ستفتح على مصراعيها في انتخابات العراقيين المقيمين في المهجر بما يخدم قائمة الحكومة العراقية المدعومة من الاحتلال. وفي سياق متصل أكدت مصادر حزب الاصلاح العراقي ان الانتخابات التي تصرّ الولاياتالمتحدة على اجرائها في العراق تنطوي على مشروع أمريكي اسرائيلي يهدف إلى عودة اليهود العراقيين والمهاجرين إلى فلسطين بعد عام 1948 . وأشارت المصادر إلى أن أكثر من نصف العاملين في السلك الديبلوماسي العراقي ومسؤولي الحكومة العراقية المؤقتة يرون ان من حق اليهود العودة إلى العراق وممارسة حقوقهم كمواطنين. وأضافت المصادر «إن ما يجري التخطيط له الآن هو وصول الصوت اليهودي إلى العراق بطرق قانونية ومشروعة مؤكدة ان اليهود لم يشاركوا في الانتخابات في أي بلد ينتمون إليه».