بحث طبي جديد الأول من نوعه هو عبارة عن دراسة وبائية هي الأولى من نوعها حوله أسباب وفاة المسنين في تونس. صاحب هذا البحث الذي تناول بالدرس حوالي 5724 حالة هو الدكتور رضا الإمام المختص في الطب الباطني الذي خلص إلى القول من خلال هذه الدراسة أن أهم أسباب وفايات المسنين في تونس (أكثر من 65 سنة) تعود في المقام الأول للإصابة بأمراض القلب والشرايين بنسبة 38 وبأمراض السرطان بنسة 14.8 ومرض السكري بنسبة 10.5 الأهم من ذلك أن الأمراض الجرثومية تسهم بنسبة ضئيلة حوالي 3.5 وهي نسبة تؤكد ان الحالة الوبائية في تونس تقترب من الحالة في البلدان المصنّعة (المتقدمة) وهو ناتج في وجه من وجوهه عن تطور نمط عيش وحياة التونسي. **حسب الجهات وحسب الطبقات ويوضح الدكتور رضا الامام أن أسباب الوفايات (وفايات المسنين) تختلف من جهة إلى أخرى إذ نلحظ أن الموت الناتج عن مرض السكري هو في شرق البلاد التونسية وجنوبها أكثر من الغرب والشمال لأن سكان المناطق الشرقية للبلاد يعتمدون أكثر على استهلاك المواد الغذائية التيتزيد فيها نسبة السكر. أما في الجنوب فإن نقص العناية الطبية وعدم المتابعة والكشف تمثل بدورها أسبابا رئيسية لوقاية المسنين بمرض السكري طبيعة الحياة المدنية في الشرق (شرق اللاد) وما نتج عنها من تلوث للهواء والمحيط يجعل نسبة اسهام مرض السرطان بهذه المناطق أرفع. أما في المناطق والجهات الغربية (غرب البلاد) فإن نسبة أسباب الوفاة المنجرّة عن الكسور في عظام الورك ترتفع أكثر أي تمثل أسباب وفاة أكثر من الجهات الأخرى باختصار لأن بعد مراكز الصحة العمومية يجعل المصابين بالكسور لا يتمكنون من الوصول وإجراء العمليات الجراحية. **حسب الطبقات هذه الدراسة الطبية تؤكد أيضا ان أسباب وفايات المسنين تختلف حسب الطبقات الاجتماعية والوظيفية فالأفراد الأكثر غنى والموظفون والاطارات يموتون أكثر بأمراض القلب والشرايين بينما الفقراء وأصحاب المهن الأخرى فإنهم يموتون لعوامل بيئية (تلوث المحيط) وأخرى نفسية (ضغوطات الحياة). الدراسة الوبائية الأولى من نوعها تشير من جهة أخرى إلى أن السرطان والتعفنات الرئوية في مجملها أسباب مباشرة أرفع نسبة لدى الرجال أي ان الرجال يموتون بها أكثر من النساء. يجب الاستفادة من هذه الدراسة الطبية القيمة لتطوير الخدمات الصحية لاسيما في مناطق الجنوب وبالجهات الغربية (غرب البلاد) لأن تقريب مراكز العلاج وتحسين الخدمات الطبية من شأنه أن يرفع من نسبة الأمل في الحياة.