ممارسة الأنشطة الرياضية والمشي واتباع نظام غذائي متوازن والابتعاد عن التدخين من الحلول الوقائية تونس - الصباح تعتبر أمراض القلب والشرايين أول مسبب للوفيات في تونس إذ تتراوح نسبة الوفيات الناتجة عنها بين 27 و30% وذلك بسبب تطور نمط الحياة العصرية وانتشار العادات الغذائية السيئة وقلة الحركة وعلى وجه الخصوص تواصل ارتفاع نسبة التدخين. وأبرز أطباء متخصصون خلال ندوة صحفية نظمتها يوم أمس بنزل الكنكورد بالبحيرة مخابر بفايزر تحت إشراف الجمعية التونسية لأمراض القلب والشرايين وبالتعاون مع مخبر البحث حول الوبائيات والوقاية من أمراض القلب والشرايين التابع لوزارة الصحة العمومية والجمعية التونسية لعلوم التغذية حول محور «معطيات حول الأمراض الوبائية في تونس والوقاية من خطر أمراض القلب والشرايين»، أن أمراض القلب عادة ما تكون نتيجة حتمية من جراء الإصابة بأمراض السكري والبدانة وارتفاع ضغط الدم... وقد شارك في تنشيط الندوة الدكتور حبيب بوحوالة رئيس الجمعية التونسية لأمراض القلب والشرايين، والدكتورة حبيبة بن رمضان المسؤولة عن مخبر البحث حول الوبائيات والوقاية من أمراض القلب والشرايين. والدكتور خميس النقاطي رئيس الجمعية التونسية لعلوم التغذية. وقبل تقديم الدكتورة حبيبة بن رمضان مداخلة حول الأمراض القلب والشرايين في تونس وكيفية الوقاية منها، ذكر الدكتور حبيب بوحوالة أن أمراض القلب والشرايين في تونس أصبحت آفة حقيقية باعتبارها المتسبب الأول في الوفيات. وهو غالبا ما ينتج عنها أمراض أخرى لا تقل خطورة على غرار ارتفاع ضغط الدم، السكري، البدانة.. وأفادت السيدة حبيبة بن رمضان في ذات السياق أن تطور العادات الغذائية ونمط الحياة المعاصرة خصوصا بالحضر والمدن الكبرى وانتشار عادة التدخين عوامل ساعدت على انتشار أمراض القلب والشرايين التي يذهب ضحيتها أكثر من 7،16 مليون مصاب في العالم سنويا. ملاحظة انخفاضا في مؤشرات الوفيات الناتجة عن المرض في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبلدان الاتحاد الأوروبي بفضل قيامها ببرامج وقائية وتحسيسية مكثفة، في حين ارتفعت نسبة الإصابة بالمرض خصوصا في بلدان أوروبا الشرقية. أمراض القلب أول مسبب للوفيات وفي تونس تأتي أمراض القلب والشرايين في مقدمة الأمراض القاتلة وأول مسبب للوفيات إذ تتراوح نسبة الوفيات الناتجة عنها بين 27و30%وتكلف المجموعة الوطنية أموالا باهضة على اعتبار ارتفاع كلفة العلاج والأدوية الخاصة بهذا النوع من المرض. علاوة على غياب السلوك الايجابي في تونس في ما يتعلق بالوقاية منه في ظل ازدياد عوامل ظهوره المرتبطة خصوصا بنمط الحياة المتحضرة والعادات الغذائية السيئة وتطور الواقع الاجتماعي والاقتصادي والعمل المجهد والمشاكل النفسية والقلق النفسي والتدخين وغيرها من العوامل.. التدخين في قفص الاتهام وأشارت الدكتورة حبيبة بن رمضان أن البدانة وارتفاع ضغط الدم والسكري كلها أمراض تؤدي في النهاية إلى الإصابة بأمراض القلب والشرايين وغالبا ما يكون التدخين من بين أبرز عوامل انتشار هذه الأمراض في المجتمع التونسي إذ تصل نسبة التدخين إلى أكثر من 45% لدى الرجال مع ارتفاع ملحوظ لنسبة التدخين لدى الأطفال والمراهقين وخصوصا لدى الفتيات والطالبات على وجه التحديد. لكن الملفت للانتباه هو أن أنشطة الوقاية من هذه الأمراض المزمنة تبدو غير كافية وهو ما يستدعي مزيد العمل على وضع برامج وقائية وتحسيسية وتثقيفية خصوصا بالوسط المدرسي بمشاركة المجتمع المدني والأولياء والمربين. لكن في المقابل وجب الإسراع بوضع آليات تنفيذ للقوانين الصحية والوقائية وأشهرها على الإطلاق قانون منع التدخين في الأماكن العمومية الذي صدر منذ سنة 1997 لكنه لم يجد إلى حد الآن طريقه إلى التنفيذ بل ازدادت عادة التدخين استفحالا في أغلب الفضاءات العمومية رغم تحجير ذلك. البدانة.. السكري: علاقة وطيدة وتركزت مداخلة الدكتور خميس النقاطي رئيس الجمعية التونسية لعلوم التغذية على علاقة البدانة بمرض السكري وأثرهما المباشر في ظهور أمراض أخرى على غرار السرطان والقلب وارتفاع ضغط الدم التي تؤدي بدورها إلى زيادة نسبة احتمال حصول الموت المفاجئ للمصابين بهذه الأمراض. ومن بين عوامل ظهور البدانة انتشار العادات الغذائية السيئة والاقبال على الوجبات السريعة وقلة الحركة وزيادة الأكل، إضافة إلى مشاكل نفسية مرتبطة بالقلق النفسي والعمل والعلاقات الاجتماعية، وتطور نمط الحياة والرفاهية. وعادة ما تساهم البدانة التي تصل نسبة المصابين بها في تونس إلى أكثر من 30% وهي منتشرة خصوصا لدى النساء وترتفع بالمناطق الساحلية وتونس الكبرى، في ازدياد احتمال الإصابة بالسرطان، اضطراب العادة الشهرية لدى المرأة، قلة الخصوبة، قلة النوم، ظهور أمراض الظهر، تفاقم الأمراض النفسية.. ولاحظ الدكتور خميس النقاطي في ذات السياق أن ممارسة الأنشطة الرياضية والمشي واتباع نظام غذائي متوازن وصحي والابتعاد عن التدخين وتثقيف الصغار تعتبر من أهم خطوط الوقاية التي يمكن أن تقينا من عديد الأمراض القاتلة وعلى رأسها أمراض القلب والشرايين والسكري والبدانة وارتفاع ضغط الدم، والسرطان... برامج علمية وأنشطة تحسيسية وكانت الدكتورة درصاف السوسي المسؤولة الطبية في مخابر بفايزر بتونس قد قدمت قبل ذلك لمحة عن برامج أنشطة مخابر بفايزر المقبلة في إطار التزامها بدعم جهود الوقاية من أمراض القلب والشرايين، وذلك بالتعاون مع الجمعية التونسية لأمراض القلب والشرايين وذلك على غرار تنظيم يوم دراسي موجه للمهنيين حول طب القلب والشرايين عشية اليوم الجمعة تحت محور «الصحة في قلب شراييننا»، إضافة إلى تنظيم النشاط الرياضي الذي أصبح تقليدا سنويا تحت شعار «أنشطة رياضية، الطبيب يعطي المثل» من المقرر أن يشارك فيه أكثر من 250 طبيبا وذلك يوم الأحد القادم انطلاقا من الساعة صباحا بمنتزه البلفيدير بالعاصمة. وبعد نجاح حملتين تحسيسيتين أقيمتا السنة الفارطة بمركز تجاري بتونس الكبرى، تنظم مخابر بفايزر حملة تحسيسية جديدة مفتوحة للعموم حول تشخيص عوامل خطر الإصابة من أمراض القلب والشرايين وذلك من 4 إلى 6 جوان الجاري بفضاء «أريانة مدينة صحية» بمنتزه بئر بلحسن.