منذ عامين كادت احدى المطربات في واحد من المهرجانات الصيفية الصغرى أن تسقط من على الركح بعد أن انفلتت ألواح الخشبة من تحت ساقيها... وكانت الخشبة في الواقع عبارة عن ألواح متلاصقة يشدها من الأسفل عدد من البراميل الفارغة... هذه الحادثة وغيرها من الحوادث الأخرى الكثيرة التي ما فتئت تجد من حين لآخر في المهرجانات الصيفية وخصوصا الصغرى منها من شأنها اثارة العديد من الأسئلة حول حالة المسارح أو الفضاءات التي تحتضن العروض الصيفية. في الساحات والمدارس... باستثناء المهرجانات الكبرى أو ما يعرف بالدولية ما زالت أغلب المهرجانات الصيفية وخصوصا الصغرى منها تجري في فضاءات أقرب الى الساحات مثل الملاعب الرياضية والمدارس والمعاهد الثانوية... وهذه الفضاءات غالبا ما تفتقر إلى أدنى الظروف الفنية والأمنية، سواء بالنسبة للجمهور أو لأصحاب العروض... فهي لا توفر الأمن، ولا الفرحة. مسارح مرتجلة وتعاني هذه الفضاءات بالتحديد من عدم موافقة الركح لقواعد الفرجة فهي تعتمد إما الركح الاسمنتي أو الركح الخشبي المبني بشكل اعتباطي مرتجل، والقابل في كل لحظة للتداعي أو السقوط... أضف الى ذلك غياب الأجهزة التقنية من انارة وصوت أو اعتماد أجهزة رديئة وغير محترفة تؤثر على العروض المقدمة بشكل سلبي... ولهذه الأسباب يرفض بعض الفنانين مثلا العمل في هذه الفضاءات أو المسارح والتعامل مع المهرجانات التي لا توفر أركاحا محترمة. تفقد المسارح ضروري ويلاحظ أن أغلب المهرجانات الصيفية وخصوصا الصغرى لا تعطي أي قيمة للركح الذي تقيم عليه عروضها في حين تسعى جاهدة الى توسيع المسرح على مستوى الجمهور للترفيع من طاقة الاستيعاب... كما تحاول استقدام العروض والفرق الكبرى دون التفكير في الركح الذي ستقدم عليه هذه العروض والفرق. ويفترض في الواقع أن تقوم السلط المشرفة على المهرجانات الصيفية بتفقد الفضاءات والمسارح ومحاولة العناية بها قبل التفكير في برمجة العروض والسهرات وذلك تجنبا لما قد يحدث سواء في صفوف الجمهور أو في صفوف الفرق والعروض المقدمة...