لقاء اليوم مواجهة بين لاعبين هندسا، منذ أيام قليلة تعادل المنتخب ضد نيجيريا في أبوجا، واليوم ستفرقهما الألوان وسيسعى كل طرف إلى الذود عن هيبة فريقه، مما يفرز صراعا كرويا بين أسامة الداجي، القيمة الصاعدة في الكرة التونسية وصانع ربيع الترجي، من جهة وهيثم المرابط «المقاتل» الهادئ وصاحب الأداء الثابت في وسط ميدان النادي الصفاقسي منذ السنوات من جهة أخرى، في وقت أصبح فيه تحديد مصير مثل هذه المباراة من اختصاص لاعبين بمثل هذا الحجم. الحارس الدولي السابق شكري الواعر، يقدم لنا قراءته الخاصة لهذه المواجهة وما يمكن أن تسفر عنه: في مستهل حديثه عن هذه المواجهة، تعرّض شكري الواعر إلى خصال أسامة الدراجي قائلا: «الدراجي هو من طينة اللاعبين المبدعين القادرين على صنع الفارق في أي لحظة حتى لو كان محاصرا بصفة فردية، لأنه لا يلتزم بمركز محدّد ولا بخطة معينة فوق الميدان، فهو يتمتع بحرية داخل الملعب، تجعل محاصرته عملية مستحيلة كما يتمتع بقدرة فائقة على المراوغة وحسن التمرير بدقة وإعطاء الكرة للمهاجمين في وضعيات سانحة للتسجيل مما يجعله يسبب المشاكل لأي فريق بفضل قدرته على الاختراق والنفاذ إلى مناطق جزاء المنافس وهناك يمارس هوايته المفضلة، إما بركن الكرة بعيدا عن متناول الحارس، أو بإعطائها على طبق من ذهب لمايكل.. من الخاصيات الأخرى التي عرّج عليها شكري الواعر فيما يخص الدراجي، هي نجاحه في التحكم في نسق المباراة بصفة عامة من خلال احكام سيطرته على وسط الميدان وتحويل الضغط من مناطق فريقه إلى مناطق الفريق المنافس معتمدا على فنياته وهو ما يسهل عمل وسط ميدان الترجي بصفة عامة. في نظر شكري الواعر خطورة الدراجي يمكن أن تتقلّص إذا ما تم الزامه بواجبات محدّدة تعيق حرية حركته المعهودة وهذه النقطة قد تكون حاسمة لتحديد مجرى المباراة إذا ما نجح وسط ميدان النادي الصفاقسي في القيام بها. وبخصوص الطرف الثاني في هذه المواجهة، هيثم المرابط فقد تحدث شكري الواعر قائلا: «المرابط قيمة ثابتة وهو لاعب كبير بالرغم من بعض المشاكل التي تحصل له في كل موسم، لكن ذلك لم يؤثر في مردوده الذي يتميز بالثبات والاستقرار. أما بالنسبة لخصاله الفنية فتكمن في كونه لاعب وسط ميدان عصري يتمتع بكل المؤهلات التي تضمن نجاحه في هذه الخطة فهو صاحب بنية جسدية قوية تمكنه من القتال على كل الكرات في وسط الميدان، كما أنه لاعب ذكي يحسن قراءة اللعب جيدا مما يسهّل عليه قطع الكرات وشلّ حركة وسط ميدان الفريق المنافس. وفي نفس هذا السياق عرّج شكري الواعر، على كون المرابط يحسن التعامل مع الكرة التي يفتكها فلا يقوم بتشتيتها أو التخلّص منها بل يعمل على استثمارها بالشكل الجيّد من خلال تمريره في العمق للمهاجمين مثلما حصل في مباراة نيجيريا حيث مرّر كرة التعادل إلى أسامة الدراجي بنفس الطريقة.. هذه الخاصية تعكس الحضور الذهني القوي لهذا اللاعب طيلة فترات المباراة وهي ميزة لا تتوفر في الكثير من اللاعبين في هذا المركز. الواعر أضاف أن المرابط يتميّز بخاصية العطاء الغزير ومن دون حسابات حيث يتواجد في أغلب المواقع في وسط الميدان للقيام بعملية الربط بين الدفاع والهجوم والتغطية على زملائه ليمثل رفقة بقية لاعبي وسط الميدان سدّا أولا منيعا في وجه المنافس». بصفة عامة كل لاعب سيكون مؤثرا في تشكيلة فريقه لكنه لن يكون حاسما لأن الترجي والنادي الصفاقسي فريقان يتوفران على عناصر أخرى قادرة على صنع الفارق في أية لحظة.