المنصف العرفاوي اسم غني عن كل تعريف.. تنقل بين الفرق التونسية من شمالها إلى جنوبها.. وتألق خارج البلاد سواء في الشقيقة ليبيا أو عند الأشقاء الخليجيين.. لكن رغم خصاله الفنية وشهائده التدريبية اختار هذا الموسم أن يكون عاطلا عن العمل لغاية في نفس.. العرفاوي. مع «سي المنصف» كانت لنا هذه الوقفة المتأنية حول الجولات السبع التي مرت من عمر البطولة وتحديدا حول ما جناه كل فريق ومدى أحلامه وطموحاته مع كشف فني دقيق لخطوطه الثلاثة.. الترجي الرياضي «البداية بخط الدفاع الذي تحسن مردوده نسبيا حيث أظهر المدافع صيام بن يوسف مردودا محترما فهو يحسن التمركز ويتميز بقدر عال من الحماس وحب البروز بالإضافة إلى أن زياد الدربالي تمكن إلى حدّ الآن من تغطية عيوب هذا الخط وبالنسبة للغاني أفول فهو يتمتع بنزعة هجومية واضحة وهو ما سيفيد هجوم الترجي ولكنه يفتقد إلى عنصر التوازن بين الدورين الدفاعي والهجومي إذ ينتظره عمل كبير على مستوى التغطية الدفاعية الأمر الذي جعل زياد الدربالي مشتت الذهن بين التغطية على صيام بن يوسف من جهة وعلى الغاني أفول من جهة ثانية. ويتمتع فريق الترجي بخط قوي ومتكامل على مستوى وسط الميدان بفضل ما يتمتع به خالد القربي من رؤية شاملة للميدان وحضور بدني متميز ومن جهته يحاول زين العابدين السويسي أن يكون همزة الوصل بين الدفاع والهجوم هذا بالإضافة إلى المردود المميز للدراجي والمساكني والأهم من هذا كله مردود الحارس وسيم نوارة الذي أثبت أنه فعلا من طينة شكري الواعر». الملعب التونسي «يعيش الفريق حاليا فترة زاهية بعد ذلك العمل الجبار الذي قام به الفرنسي باتريك ليويغ على مستوى التنظيم الدفاعي ويزخر الفريق بلاعبين متميزين في وسط الميدان يمتلكون قدرات فائقة على مستوى ما يسمى «الجدار الأول» ويتمتع مهاجموه بسرعة كبيرة على غرار فخر الدين ڤلبي وجميل خمير ومحمد الجديدي الذين يحبذون المساحات الشاغرة ويعتمد الملعب التونسي على جلب المنافس واستدراجه ومباغتته في الوقت المناسب». النادي الافريقي «الفريق الوحيد الذي بإمكانه فرض أسلوبه على بقية الفرق الأخرى فهو يسلط ضغطا على منافسه طيلة المقابلة ويخلق لاعبوه عدة فرص سانحة للتسجيل لكنها بقيت مهدورة وافتقد الفريق إلى التجسيم وتأتي خطورة الافريقي من تلك الكرات القادمة من الجهة اليسرى حيث يتواجد زهير الذوادي ولكن الافريقي يعاني اشكالا على مستوى اللاعب المستقبل لتلك الكرات والتوزيعات الذي عادة ما يكون في عزلة تامة داخل منطقة الجزاء والافريقي يتمكن من تسجيل الأهداف في الدقائق الأخيرة لأنه ببساطة شديدة يقحم أكثر من مهاجم خلال الفترات الأخيرة من المقابلة وهو ما يجعله يعرف تفوقا عدديا في المنطقة الدفاعية للمنافس مستفيدا من جرأة لاعبيه وسرعتهم الفائقة ومستغلا لأخطاء المنافس». النادي الرياضي البنزرتي «نتائج متميزة وقد أعطى الفريق درسا يحتذى به من ناحية اعتماد سياسة الاستمرارية الفنية وأثبت هذا الفريق أن فرقنا تعج بالمواهب الكروية والدليل على ذلك أن النادي الرياضي البنزرتي يلعب تقريبا دون لاعبين أجانب ومن يتابع النادي يلاحظ أنه يرتكز على خدمات لسعد الدريدي فهو يتمتع بحضور ذهني وبدني متميز في وسط الميدان وأبناء الفريق يقدمون عروضا كروية محترمة بعيدا عن كل أشكال المركبات والحسابات وقد برع العربي الزواوي في استغلال تلك المواهب وتوظيفها في صالح الفريق ويجيد الفريق التمركز على الميدان وعادة ما يكون خطيرا خارج ميدانه بحكم توفر المساحات التي تتيحها له الفرق المستقبلة». النجم الرياضي الساحلي «الرؤية في فريق النجم الرياضي الساحلي غير واضحة (الأهداف بقيت ضبابية) ولكن النجم يبقى النجم أحد الفرق التقليدية التي لها وزنها على الساحة المحلية ولكن يبدو أن هذا الفريق تسرع من خلال اعتماد سياسة التشبيب بتلك الطريقة إذ كان لزاما على النادي الاعتماد على بعض الشبان لا أن يعتمد على ذلك الكم الهائل منهم إذ ينبغي على الفريق المحافظة على ركائزه الأساسية بحكم تزودهم بعنصري الامكانات الفنية والخبرة ونلاحظ أن عدة لاعبين أصبح مردودهم مستقرا على غرار عمار الجمل وأيمن عبد النور في وقت تراجع فيه مستوى عدة لاعبين آخرين على غرار محمد علي نفخة». النادي الرياضي الصفاقسي «النادي الرياضي الصفاقسي بصدد دفع ضريبة التخلي عن بعض ركائزه من أصحاب القدرات الفائقة على قيادة المجموعة بأكملها ولهم دور معنوي وفني كبير داخل الفريق على غرار المرداسي وتشكيلة الفريق بقيت غير واضحة المعالم، وأصبح الفريق يعاني الشك وحتى الإحباط ونلاحظ وجود تشتت كبير على المستوى الفني ولعلّ النقطة المضيئة داخل هذا الفريق ذلك المستوى الذي يقدمه هيثم مرابط وشادي الهمامي في وسط الملعب وبالنسبة للنفطي فهو فنان ولاعب مبدع ولكنه مزاجي». الشبيبة الرياضية بالقيروان «النتائج طيبة بالرغم من أن اللاعبين مازالوا بحاجة إلى المزيد من الوقت لتحقيق الانسجام وإيجاد الآليات الكافية داخل المجموعة ومن المنتظر أن تكون نتائج الفريق أفضل خلال الجولات القادمة وقد شاهدنا بكل صراحة كيف فرضت الشبيبة ألوانها على فرق قوية مثل النادي الرياضي الصفاقسي والملعب التونسي». الترجي الرياضي الجرجيسي «الترجي الرياضي الجرجيسي من الفرق التي أصبحت تنافس بكل جدية الفرق التقليدية على الامكانيات المادية المتوفرة لهيئة الفريق وبكل صراحة إن هذا الفريق قادر على بناء مجموعة قوية قادرة على الذهاب بعيدا في المستقبل». الاتحاد الرياضي المنستيري «كان مردود الفريق دون المطلوب بحكم أن الفريق يضم لاعبين شبان ومن يتحدث عن الشبان يتحدث عن افتقاد الانضباط التكتيكي بعد أن تخلى الاتحاد عن لاعبين من ذوي الخبرة على غرار أيمن العياري وعلي بن عبد القادر وهو ما أدى إلى غياب الحضور التكتيكي وتراجع شخصية الفريق ككل وطغيان الفرديات على أداء الفريق». القوافل الرياضية بڤفصة «تغيرت ملامح الفريق كليا وقد قام الفريق بانتدابات جديدة ولكن بقي أن يتوصل الفريق إلى استيعاب وتطبيق ما يطلبه المدرب غازي الغرايري ليحقق عنصري التفاهم والتجانس ويعاني الفريق عدم الاستقرار على مستوى التشكيلة الأساسية». أمل حمام سوسة «إنه فعلا الفريق اللغز بحكم أنه يحقق نتائج غير متوازنة ولكن الفريق استفاد من الاستمرارية الفنية وهو فريق طيب الامكانات وتعود تلك النتائج غير المستقرة إلى سببين اثنين أولهما أن اللاعبين لا يتجهزون للمقابلات على الوجه الأكمل لأسباب لا يعرفها إلا الأشخاص المحيطين بالفريق هذا من الناحية الذهنية أما السبب الثاني فيتمثل في افتقاد الفريق لخدمات لاعب بقيمة الدريدي في وسط الميدان الذي كان بمثابة الممون الرئيسي لخط الهجوم». المستقبل الرياضي بالقصرين «فريق يفرض الاحترام خاصة عندما يلعب أمام جماهيره فهو صعب المراس وأظن أن التغييرات التي حصلت بالفريق على مستوى الزاد البشري والفني لم تخدم الفريق والمطلوب الآن منح المزيد من الوقت للمدرب الزواغي حتى يجد الفريق توازنه وقوته خاصة خلال المقابلات التي يستضيف فيها منافسيه بملعب القصرين». الأولمبي الباجي «إنه الممون الرئيسي لبقية الفرق ولكن ليس من المنطقي أن يظل فريق مثل الأولمبي ينتظر الجولة السادسة ليسجل هدفه الأول وهو دليل قاطع على الاضطراب والتشتت الذي أضر بالفريق ولكن وبمجرد توفر عنصر الاستمرارية الفنية فإن الفريق قادر على استعادة عافيته وبريقه». النادي الرياضي لحمام الأنف «ختم الفريق الموسم الماضي بطريقة رائعة والمحافظة على خدمات المدرب فتحي العبيدي نقطة تحسب لهيئة الفريق لكن البداية خلال هذا الموسم لم تكن مأمولة ويمكن أن ألاحظ كفنّي وجود طبخة داخلية في النادي غير واضحة المعالم ولكن الفريق يمتلك مجموعة مميزة من اللاعبين على غرار بن شويخة والجبالي وسيسي والمسعودي وقام بانتدابات موجهة أهمها قدوم أمين اللطيفي والفريق قادر على مغالطة كل المنافسين بقطع النظر عن اسمه خاصة وأن لاعبيه استفادوا من الاستمرارية الفنية والراحة الذهنية من الناحيتين الاجتماعية والمالية». خلاصة القول «تتميز بطولتنا بتنافس شديد على مستوى أعلى الترتيب ومن الناحية الفنية يمكن ترتيب فرق الرابطة المحترفة الأولى المنافسة على اللقب على النحو التالي، الترجي ثم الملعب التونسي ثم النادي الافريقي فالنادي الرياضي البنزرتي ثم النجم وأخيرا النادي الرياضي الصفاقسي».