أعربت الأممالمتحدة عن قلقها من اندلاع الحرب مجددا بين شمال السودان وجنوبه بسبب الخلافات بين شركاء الحكم حول استفتاء الجنوبيين المنتظر مطلع 2011 حيث من المتوقع على نطاق واسع أن يختار أهل الجنوب الانفصال وهو ما يعني نجاح مشروع تقسيم السودان. وقال منسق الأممالمتحدة الإقليمي لجنوب السودان ديفيد غريسلي للصحفيين في الخرطوم انه على شمال وجنوب السودان الاستعداد من الآن للنتيجتين المحتملتين للاستفتاء إما الانفصال أو الوحدة مع الشمال، محذرا من أن الترتيبات تأخرت عن موعدها. شبح الحرب وتأتي تصريحات غريسلي في أعقاب فشل اللجنة الثلاثية المشتركة بين المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية والمبعوث الامريكي في التوصل الى اتفاق بشأن قضية الاستفتاء. وقال غريسلي انه من المحتمل أن يقبل الجانبان بهدوء أي نتيجة يُسفر عنها الاستفتاء لكن ذلك سيتطلب اتخاذ قرارات صعبة في المستقبل القريب بشأن كيفية التوصل الى تلك التسوية النهائية حتى يتمكن الشمال والجنوب من التعايش سواء في بلد موحد أو كدولتين جارتين. وأضاف غريسلي أن البديل هو استئناف الصراع، وهذا خطر قائم بالفعل. لكن الرئيس السوداني عمر البشير استبعد عودة الحرب في بلاده مرة أخرى واعتبر أنها ليست لعبة بل هي دمار وموت وفقر ونزوح. وشدد البشير في ختام مؤتمر القطاع السياسي لحزب المؤتمر الحاكم في الخرطوم على أن لا عودة للحرب، مشيرا الى أن أكثر من 90٪ من مناطق السودان آمنة الآن، ولا داعي لتأجيل الانتخابات. وبين البشير أن السودان لم يكن أصلا مهيأ في أية فترة للانتخابات وكانت الحرب دائما تعطل العملية، وقال «لن نقبل بالتدخل للتأثير على العملية الانتخابية»، مؤكدا الالتزام الكامل ببسط الحريات خاصة لممارسة الأحزاب السياسية لنشاطها. وقال «إنّها لا تحتاج لإذن من أية جهة أمنية داخل دار الحزب، بينما يتطلب الأمر الإذن في الممارسة بالخارج». وأضاف أن الحرية يجب أن تكون لديها حدود، ولا نقبل إثارة النعرات والفتن الدينية ويجب عدم المساس بالأمن. وأضاف أن الحكومة ستستمر في بناء علاقاتها الخارجية مع الغرب والولاياتالمتحدة عبر الحوار. نحو الانفصال وتقول تقارير إعلامية انه من المتوقع على نطاق واسع أن يختار الجنوبيون الاستقلال في الاستفتاء لكن محللين حذروا من خطورة العودة الى الصراع اذا عرقل الشمال عملية الاقتراع أو رفض تسليم السيطرة على حقول النفط الجنوبية. وكشفت دراسة للمعهد الوطني الديمقراطي ومقره الولاياتالمتحدة، أن الغالبية الساحقة من السودانيين الجنوبيين ستصوت لصالح قيام دولة مستقلة في الجنوب في الاستفتاء المرتقب. وقالت الدراسة ان 90٪ من المستطلعة آراؤهم قالوا انهم غير راضين عن الحالة التي أفرزتها اتفاقية السلام الشامل بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم وإنهم يريدون إنشاء دولتهم المستقلة. وكانت تقارير صحفية ذكرت في وقت سابق أن هناك شحنات كبيرة من الأسلحة بدأت تتدفق من مصادر مختلفة الى جنوب السودان استعدادا على ما يبدو للمواجهة مع الخرطوم عام 2011.