دعت الأممالمتحدة أمس شريكي الحكم في السودان الى تفادي «الطلاق الدموي» بعد إجراء الاستفتاء الذي سيقرر استقلال الجنوب من عدمه. في الأثناء تحتضن العاصمة الاثيوبية غدا مفاوضات بين شريكي الحكم في السودان تتعلق بترتيبات ما بعد الاستفتاء. وقال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة هيلي منكريوس في تصريح لصحيفة «الوطن» السعودية أمس «إن تنفيذ اتفاقية السلام الشامل قد وصل الى مراحله الأخيرة باستعداد طرفي الاتفاقية لإجراء الاستفتاء على حق تقرير المصير بالنسبة للجنوب السوداني». طلاق دموي ودعا منكريوس في خطاب وجهه للسودانيين من الولاياتالمتحدة الى تفادي «الطلاق الدموي» مؤكدا أن مرحلة تطبيق اتفاقية السلام «مرت دون وجود خروقات كبيرة في الجانبين في الفترة الماضية». وكشف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة عن توصل الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس عمر حسن البشير، الى اتفاق حول أعضاء لجنة الاستفتاء المنتظر إجراؤه في جانفي المقبل «لكنهما فشلا في التوصل الى اتفاق حول مفوضية استفتاء منطقة أبيي» الغنية بالنفط. وفي هذا الصدد أكدت تقارير إعلامية أنه من المتوقع وعلى نطاق واسع أن يختار الجنوبيون الاستقلال، لكن محللين حذروا من خطورة العودة الى الصراع إذا «عرقل الشمال الاقتراع أو رفض تسليم السيطرة على حقول النفط الجنوبية». ما بعد الاستفتاء وفي هذه الاثناء أكدت مصادر مطلعة أن ممثلين عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم وعن الحركة الشعبية يجتمعون يوم الغد في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا للتفاوض حول الترتيبات التي يتوجّب اتباعها بعد إجراء الاستفتاء. وتتركز المفاوضات حول القضايا العالقة وأهمها النفط الذي ينتج في الجنوب لكنه يظل في حاجة الى الشمال لنقله، هذا إضافة الى أوضاع ملايين الجنوبيين بعد الانفصال والجنسية والديون الخارجية وأصول الدولة واشكال ترسيم الحدود بين شطري البلاد. وفي هذا الاطار أعربت الحركة الشعبية عن ارتياحها لجلسة مجلس الأمن الدولي التي خصصها لدراسة الاوضاع في السودان وحث فيها شريكي اتفاقية السلام على ضرورة إجراء الاستفتاء على تقرير المصير في موعده.