تتجه الأنظار يوم الأحد القادم الى الاستفتاء على تقرير مصير إقليمجنوب السودان الذي سيحدّد قبول السودانيين لفكرة بقاء الجنوب ضمن دولة واحدة أو أنهم سيختارون الانفصال وبالتالي ستكون هناك دولة جديدة في جنوب السودان. الواقع يؤكد أن النتيجة تبدو محسومة بجهة اختيار الجنوبيين الانفصال عن الشمال رغم أن عديد القضايا لا تزال عالقة بين شريكي الحكم في السودان وهو ما يزيد الأجواء السياسية توترا وفي أكبر بلدان افريقيا مساحة وصولا الى احتمال نشوب حرب يحذر منها جميع جيران السودان. والأمر برمته لا يتصل بالوحدة والانفصال كخيارين عقلانيين فهذا أمر ممكن في حال وجود شراكة مسؤولة بين طرفين يدركان معنى الوحدة كقيمة متعالية عن الخلافات والانقسامات لكن المشكلة الأخطر هي أن الغموض الذي إلتبس بمنطقة أبيي في بنود نيفاشا من جهة والمشاحنات وحرب المصالح الفئوية الضيقة التي تذكيها الحركة الشعبية على وجه الخصوص تحمل مخاطر جمّة بالنسبة الى العلاقة بين الشمال والجنوب بعد الاستفتاء والأهم بالنسبة الى مستقبل السودان كشعب.. وككيان الحقيقة القائمة اليوم أن السودان في انتظار العديد من السيناريوهات التي يصعب التنبؤ بها على الاطلاق.. والنتائج التي يمكن أن تترتب عن الانفصال وأبرزها العودة الى الحرب الأهلية وتبخر مرحلة الاستقرار الحالية التي استمرت ست سنوات منذ توقيع اتفاقية نيفاشا تستدعي من الجميع اليوم داخل السودان وخارجه إعلان حالة «الاستنفار» والتحسب جيدا لاحتمالات الانفجار.. مكامن الخطر متعدّدة فهناك من يتحدث عن احتمالات انفجار صراع قبلي في الجنوب بين القبائل المتناحرة. وهناك من يتحدث عن احتمال نشوب صراع اقليمي أصلا خاصة في ضوء التحذيرات التي تطلقها أوساط غربية عدّة من أن الاقليم الجنوبي غير مستعد للاستفتاء وأنه لا يملك مقوّمات الدولة وسيكون في حال انفصاله «جيبا مغلقا» بلا منافذ على العالم. والتوجس من الانفصال لا يقتصر على التخوّف من اندلاع حرب محتملة بين الشمال والجنوب بل أيضا من «طموح» أقاليم سودانية وحتى افريقية وعربية أخرى نحو المصير ذاته فيقع المحظور الذي يخشاه الجميع. وإذا كانت مثل هذه السيناريوهات المرعبة تبدّدها نوعا ما دعوات الحكومة السودانية واصرارها على «فرض» خيار الوحدة ولو بعد الانفصال فإنّ ما يبدو من سعي الى الوحدة في الشمال رغم الكثير من التحديات الصعبة في هذا المضمار وهي في الواقع تحدّيات سياسية واقتصادية واجتماعية لا يقابله في الجنوب السوداني مساع مماثلة بسبب الانقسامات الحادة والشحن الضخم الذي تقوم به حكومة الجنوب وقيادات الحركة الشعبية لصالح الانفصال وهو ما يثير تساؤلات وحيرة كبيرة حول مصير السودان بعد استفتاء تقرير المصير.. «الشروق» تفتح بهذه المناسبة ملف «استفتاء السودان» وتستطلع آراء شخصيات سياسية سودانية قيادية من الحكومة والمعارضة وهم السادة: محمد يوسف عبد اللّه (وزير الثقافة والشباب والرياضة) ابراهيم غندور (الأمين السياسي للمؤتمر الوطني الحاكم ورئيس نقابة عمال السودان) باقان آموم (الأمين العام للحركة الشعبية) أحمد عباس (أستاذ جامعي سوداني) عبد الرحمان ابراهيم (رئيس مركز الخدمات الصحفية في الخرطوم). محمد حسب الرسول (كاتب وعضو أمانة العلاقات السياسية بحزب المؤتمر الوطني الحاكم) محمد القدّال (المدير التنفيذي للمنظمة السودانية لدراسات المجتمع وقياس اتجاهات الرأي العام) نجوى مهنوميوم (سياسية جنوبية سودانية) الطيب محمد الغزالي (عضو في البرلمان السوداني) فتحي خليل (نقيب المحامين السودانيين). ملف من إعداد: النوري الصّل وزير الثقافة السوداني السابق: نعم ل«طلاق سياسي»... لا ل«انفصال اقتصادي وثقافي واجتماعي» ٭ تونس (الشروق): توقّع الدكتور محمد يوسف عبد اللّه، وزير الثقافة والشباب والرياضة السوداني السابق في لقاء مع «الشروق» أن يفضي استفتاء تقرير المصير في الجنوب إلى الانفصال لكنه شدّد على أن يكون هذا الانفصال سياسيا فقط وأن لا يؤثر في المقابل على التواصل الاقتصادي والثقافي والاجتماعي بين الشمال والجنوب. الدكتور محمد يوسف عبد اللّه أكد أن الوحدة بين الطرفين أمر حتمي داعيا إلى استلهام الدروس والعبر من التجربة الأوروبية في هذا المجال. وفي ما يلي هذا الحوار: ٭ أنت تقود هذه الأيام حملة لدعم الوحدة والاتفاق في السودان.. إلى أي مدى استقطبت حملتكم هذه الشارع السوداني.. وما هي توقعات لنتيجة الاستفتاء؟ نحن نعتقد أن الاستفتاء قضية مهمة جدا بالنسبة إلى السودان في شماله وجنوبه لأنه يأتي في إطار اتفاقية السلام الشامل الموقع عليها عام 2005 وفي إطار الوفاء بالعهود والمواثيق.. لا بدّ من إجراء هذا الاستفتاء لتحقيق السلام بين الشمال والجنوب وتأكيدا للمصداقية بعدم التراجع عن المواثيق الدولية ولذلك في تقديرنا أن هذا الاستفتاء سيقام في وقته ويجب على الطرفين في الشمال والجنوب أن يعترفا بنتائج الاستفتاء التي يقرها شعب السودان لا بدّ من الاستمرار في المحافظة على السلام والاستقرار الذي تحقق بموجبه اتفاقية نيفاشا والجانب الآخر والمهم أن الوحدة ليست شكلا واحدا.. هناك وحدة سياسية ووحدة اقتصادية ووحدة ثقافية ووحدة فكرية.. إذا حدث لا قدر اللّه انفصال بين الشمال والجنوب فسيكون هناك انفصال سياسي ولكن هناك قواعد راسخة لاستمرار التواصل.. نحن نراهن هنا على الوحدة الاقتصادية من زاوية أن السوق الأفضل والأول للسلع التي تنتج في الجنوب ستكون شمال السودان.. كما أن هناك بعض السلع التي تنتج في الشمال سيكون الأولى بها سوق الجنوب وبالتالي هذا الوضع الاقتصادي يفرض على الجنوب والشمال حتى في حالة الانفصال السياسي التكامل والوحدة الاقتصادية.. في الجانب الاجتماعي هناك مناطق تعامل كبيرة تمثل بالنسبة إلينا في السودان نحو 60٪ من السكان ونحو 60٪ من مواد الطاقة المائية ونحو 60٪ من الثروة الزراعية والحيوانية وبالتالي فإن التواصل يظلّ أمرا مهمّا.. وحتى على المستوى الاجتماعي فإن هذا الجانب لن يعترف بانفصال السودان جنوبا وشمالا بل إنه سيؤسس لتكامل بين الجانبين على كل المستويات في المستقبل. ٭ هناك جانب آخر تدعو إليه هو الوحدة الثقافية بين الشمال والجنوب، لكن إلى أي مدى يلقى مثل هذا الخيار فرص التحقّق في ضوء حالة الكره والعداء المنتشرة في جوبا تجاه الشمال؟ نحن نعترف فعلا بذلك ولكن أعتقد أنه ليس هناك أي بديل لذلك إلا القطيعة.. والقطيعة ليست من مصلحة الجنوبيين ولا الشماليين ومن هذا المنطلق أنا أطالب اليوم بالعمل على إقامة شراكة ثقافية في الجنوب والشمال من خلال إطلاق منابر فكرية وثقافية تعمل على مواجهة حالة العداء هذه وعلى تفعيل الساحة الثقافية وتنشيطها عبر تنظيم ندوات وتظاهرات ثقافية مشتركة يكون عنوانها العمل معا من أجل مستقبل واحد. ٭ هذا على المستوى النظري ولكن عمليا الجنوبيون ماضون في القطيعة مع الشمال على ما يبدو بعد أن أعدّوا نشيدا خاصا بهم وأعلنوا سياسات خاصة بهم مستقلة بشكل كامل عن الشمال.. فهل ترون أن مثل هذه الأرضية يمكن أن تؤسس فعلا لهذه الوحدة التي تنشدونها؟ هذا جانب سياسي.. لكن لماذا لا ننظر اليوم مثلا إلى التجربة الأوروبية.. فنحن نذكر هنا أنه عندما اختلف الأوروبيون ودخلوا في صراعات قاتلة وقامت حربان عالميتان بسبب الخلاف الداخلي بين الأوروبيين لكن الأوروبيين اتفقوا في النهاية على أن ذلك لا يخدم أي طرف.. وبدأوا في التوحد من جديد عبر الاقتصاد والاجتماع والثقافة.. وبعد أقل من 40 سنة عادوا وتوحدوا في إطار واحد.. ٭ لكن في حالة السودان نحن إزاء واقع وظروف مختلفة.. نحن إزاء مخطط غربي يدفع في اتجاه تفكيك هذا البلد وضرب هويته ووحدته أساسا.. أليس كذلك؟ بالتأكيد الهدف هو ضرب الوحدة والهوية من وراء انفصال الجنوب لكن علينا أن ندرك أيضا أن العلاقة والتواصل بين الشمال والجنوب أمر حتمي.. فلا يمكن أبدا للدولة التي يتم التحضير لها في الجنوب أن تعيش وحدها بشكل منغلق.. قدر هذه الدولة أن تنفتح على الشمال.. هذه ضرورة جغرافية وتاريخية وسياسية واجتماعية وثقافية كما قلت.. ناشط نقابي سوداني: الوحدة.. أو «الطلاق بالتراضي» تونس «الشروق»: دعا السيد ابراهيم غندور، رئيس نقابة عمّال السودان والأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في لقاء مع «الشروق» الجنوبيين السودانيين الى التصويت لصالح الوحدة والسلام والرّد على الأصوات المنادية بالانفصال والحرب بقوة في صناديق الاقتراع. السيد ابراهيم غندور أبدى مخاوف كبيرة من أن يدشن الاستفتاء مرحلة خطيرة على السودان وشدّد في نفس الوقت على أن يكون الانفصال سلميا، إذا ما اختار الجنوبيين هذا المساء.. وفي ما يلي هذا الحوار: كيف تنظر، كناشط نقابي الى استحقاق الاستفتاء.. وكيف تتعاطون مع تداعياته المحتملة في حال الانفصال؟ في الحقيقة، لا أخفي اليوم أنّ احتمال الانفصال بات هو الاحتمال الأرجح.. هذا الاحتمال نحن نتوقعه ونستعدّ له ونعمل على مواجهة تداعياته المحتملة لكن في نفس الوقت نحن نعمل على تحقيق الوحدة بعد الاستفتاء فحتى وإن كانت نتيجة هذا الاستفتاء الانفصال، فإننا نأمل أن يكون هناك انفصال سلمي وأن نحاول الابقاء على السودان كيانا واحدا والمحافظة على استقرار شعبنا وتجنيبه حالات الحرب ونأمل أن يكون هذا الأمر أيضا خيار الجنوبيين.. لكن اذا اختار الجنوبيون الانفصال دون إكراه أو تزوير فنحن نحترم خيارهم هذا ولينفصلوا بدولتهم لأننا في حزب المؤتمر الوطني ملتزمون بكل ما جاء في اتفاقية السلام الشامل ونقبل بكل ما تنصّ عليه وما ستفضي إليه، ولكننا لن نقبل بما من شأنه أن يخلق العداوة ويشعل فتيل الحرب من جديد في السودان. وكيف ترون المخاطر المحتملة لذلك على دول الجوار الافريقي؟ بالتأكيد ستكون هناك تداعيات كبيرة، فافريقيا الوسطى والكونغو وأثيوبيا وأوغندا كلها مناطق فيها حركات انفصالية وظروف داخلية خاصة.. وإذا اشتعلت هذه المنطقة، فإن النار سوف تتمدّد شمالا وجنوبا وشرقا وغربا في القارة.. وهذا سيهدّد مصالح دول كبرى ستستفيد من منافذ نفطية تمرّ عبر قناة السويس وستتأثر هذه المنطقة بمعطيات كثيرة وبالتالي فإن انفصال الجنوب سيهدّد باشتعال حريق سيدفع ثمنه باهظا كل من تهاون في الوقوف في صف الوحدة والسلام.. لكن نأمل ألا يتحقق مثل هذا السيناريو وأن يغلب صوت الوحدة صوت الانفصال ويخرج السودان بسلام من هذا الظرف الصعب والعصيب. لكن هذه الآمال التي تبدونها ألا ترون أن ما تبقى من وقت عن الاستفتاء لا يساعد على تحقيقها؟ صحيح أن الوقت لا يسمح ولكن نحن في شمال السودان نراهن على وعي الشعب السوداني وعلى حسّه الوطني وفهمه لنوايا أعداء السودان.. ولهذا الغرض نحن نطرح اليوم خيار الوحدة بعد الانفصال ونعمل على ترتيب وتحضير مسار للتعاون والتكامل والتنسيق بين حكومة الخرطوم وحكومة الجنوب.. وبإذن اللّه سننجح في الوصول إلى أهدافنا على هذا المستوى ولن يحقق أعداء السودان أهدافهم الاستعمارية في بلادنا. الأمين العام للحركة الشعبية: متمسكون ب«الاستقلال»...ولن نرفض الحوار والتعاون مع الشمال تونس (الشروق): قال الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم إن الجنوبيين سيصوتون لصالح الانفصال في استفتاء تقرير المصير الذي سيجري الأحد القادم لكنه شدد على أن الانفصال لا يعني القطيعة الكاملة مع الشمال. وصرح أموم الذي يعد من أبرز رموز الحركة الانفصالية في السودان ان 90 ٪ أو أكثر من الجنوبيين سيختارون ما وصفه ب«الاستقلال» مشيرا الى أن حركته تسعى الى العمل على وضع ترتيبات لقيام علاقة تعاون واسعة في كل المجالات بين الشمال والجنوب خلال فترة ما بعد «الاستقلال». وادعى في هذا الصدد أن السودان تتجه نحو سودان جديد وأن الانفصال لن يكون نهاية المطاف بل سيكون بداية واقع جديد على السودانيين أن يقبلوا به وأن يتعايشوا معه حسب قوله. وأضاف نحن نسعى الى أن ننجز الاستفتاء بطريقة سلمية وأن تعمل القيادتان في الشمال والجنوب على ارساء علاقات قوامها حسن الجوار وتبادل المصالح والتعاون بين دولتين تتعايشان في اطار من الوحدة والسلام. وأضاف أن دولة الجنوب المرتقبة لن تعود الى القتال وستختار الحوار والسلام ولكن هذا الخيار يجب أن يكون أيضا خيار حكومة الخرطوم حسب قوله. ودعا في هذا الصدد حكومة الخرطوم الى عدم عرقلة الاستفتاء والى احترام خيار الشعب الجنوبي في الاستقلال محذرا من أي مسعى الى افشال جهود الحركة وأي محاولة لتعطيل تطبيق بنود اتفاقية السلام ستؤدي للعودة الى الحرب على حد تعبيره. وتابع ان شعب جنوب السودان ماض في تقرير مصيره وفي بناء دولته وقد وصل الى مستوى عال من النضج السياسي ونضالاته الطويلة من أجل كسب التحديات القائمة وبناء دولة تستجيب الى تطلعاته وأهدافه المشروعة، حسب تعبيره. جامعي سوداني: استحقاق وطني.. لا أجنبي تونس «الشروق»: طالب الأستاذ بالجامعة السودانية السيد أحمد عباس في لقاء مع «الشروق» الجنوبيين بالحفاظ على الوحدة مهما كانت نتيجة الاستفتاء مؤكدا أن اتفاقية نيفاشا كان الغرض منها تحقيق السلام وليس اشعال فتيل الحرب. وقال إنّ حكومة الخرطوم التزمت بكل ما جاء في بنود اتفاقية السلام وبذلت قصارى جهودها من أجل تحقيق السلام ويجب أن يكون ذلك أيضا قرار الجنوبيين. وأضاف: «إن استفتاء تقرير المصير قبل كل شيء استحقاق وطني وليس استحقاقا أجنبيّا مثلما يبدو ذلك من خلال التدخل الأمريكي الواضح في هذا الموضوع في الآونة الأخيرة. وحذر الأستاذ أحمد عباس في هذا الصدد من مغبة أن يقود الاستفتاء الى صراعات وحروب جديدة لن يستفيد منها سوى الغرب الذي تجنّد منذ سنوات من أجل الايقاع بالسودانيين في هذا المستنقع الخطير. كما استغرب الاصرار على إجراء الاستفتاء دون استيفاء شروطه معتبرا أن ذلك مدعاة للكثير من المشاكل والتوترات والقلاقل. وأوضح أن الأجدى كان ربط الاستفتاء بحلّ مختلف القضايا العالقة بين الطرفين لأن ذلك يخلق مناخا أفضل للاستفتاء ذاته ويؤثر بالتالي بشكل ايجابي على نتيجته وعلى الشارع السوداني وأضاف أن إجراء الاستفتاء قبل حلّ قضية أبيي وقضية ترسيم الحدود سيقود الى توترات كبيرة وستظل هذه القضايا بمثابة ألغام قد تفجر العلاقة بين الطرفين وقد تفتح أبواب السودان على المجهول. وتابع قائلا: «على أية حال الاستفتاء قادم والأطراف تستعدّ له والمواطن السوداني (الجنوبي والشمالي) يستعد لتداعياته ويخشى على مستقبل أمنه واستقراره. «معتبرا أن التحركات السياسية الحاصلة حاليا في السودان غير كافية وأنها تستدعي جهدا أكبر واستعدادا أكبر والأهم فهما أكبر لحقيقة ما يجري وما سيجري. وأضاف «إن الشيء المؤسف والخطير أن دولة جنوب السودان لن تتجه شمالا على ما يبدو ولن تنظر الى امتدادها التاريخي والوطني القديم، بل إنها سوف تكون أقرب أثيوبيا وافريقيا الوسطى مؤكدا أن هذا ينطوي على مخاطر كبيرة على مستقبل السودان.. قانون الاستفتاء في سطور تونس «الشروق»: يعتبر استفتاء جنوب السودان قد تمّ قانونيا إذا اقترع ما لا يقل عن 58٪ من عدد الناخبين المسجلين. إذا لم يكتمل النصاب يعاد الاستفتاء خلال 60 يوما من تاريخ إعلان النتيجة النهائية. تكون نتيجة الاستفتاء على الخيار الذي حصل على الأغلبية البسيطة (50٪ + 1) لأصوات الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم حول أحد الخيارين وهما إما تأكيد وحدة السودان باستدامه نظام الحكم الذي أرسته اتفاقية السلام الشامل أو الانفصال. ينصّ القانون على ضرورة أن توفر مفوضية الاستفتاء وحكومة الخرطوم وحكومة جنوب السودان الفرص والمعاملة المتساوية والمنصفة في وسائل الاعلام المملوكة للدولة لدعاة خياري الاستفتاء.. يؤكد قانون الاستفتاء على عدم تقييد حرية التعبير بطرق أو وسائل مباشرة أو غير مباشرة بما في ذلك سوء استخدام السلطة والنفوذ في أجهزة أو وسائل الاعلام المملوكة للدولة. باحث سوداني: مخطط يهودي مسيحي لقيام دولة معادية لفلسطين والعرب تونس الشروق : لاحظ الأستاذ عبد الرحمان ابراهيم، المدير العام لمركز الخدمات الصحفية في السودان في لقاء مع «الشروق» أن هناك اتجاها واضحا وعاما في جنوب السودان نحو الانفصال على حساب الوحدة رغم أن اتفاقية السلام الشامل الموقّعة عام 2005 كانت تنادي الطرفين بدعم خيار الوحدة والانحياز لها. وأكّد الأستاذ عبد الرحمان ابراهيم أن هذا الاتجاه أحدث مشاكل كبيرة اليوم في السودان وخلق مناخا من التوتّر والاحتقان الذي قد يؤثّر على نتيجة الاستفتاء المرتقب على حق تقرير المصير في الجنوب. وأضاف «الحركة الشعبية طرحت سودانا جديدا وفي ظلّ هذه الدعوة تحالفت عدد من القوى السياسية الشمالية مع الحركة الشعبية على أساس هذا المشروع الانفصالي تحديدا». وأوضح أن الجنوبيين لم تكن لهم في البداية رغبة في الانفصال وهذا ما يعني أن الحركة الشعبية كان قرارها سياسيا وليس قرارا جماهيريا يعتمد على قاعدة شعبية عريضة تقف وراءه وتتبنّاه. وأوضح الاستاذ عبد الرحمان ابراهيم في هذا الصدد أن هذا القرار الذي تجنّدت الحركة الشعبية للترويج له هو قرار مملى من الخارج مشيرا الى أن القوى الدولية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة هي التي صنعت هذا القرار ووقفت وراءه. وأضاف في الولاياتالمتحدة نجد أن اليمين المسيحي المتطرّف هو الذي دفع الحركة الشعبية نحو الانفصال لأنه يريد دولة مسيحية خالصة في الجنوب يستطيع بالتالي (اليمين المسيحي المتطرّف) ان يمارس فيها التبشير وفي نفس الوقت يحمي الجنوب وشمال اوغندا او شمال كينيا مما يسميه المد الاسلامي. وتابع «لهذا الغرض بالذات تريد الكنيسة اليوم أن توجد دولة مسيحية خالصة في جنوب السودان وفي نفس الوقت تخلق منطقة عازلة بين شمال أوغندا وكينيا، أي الشمال الاسلامي والجنوب المسيحي». وأشار المحلل السياسي والباحث السوداني الى أن خطورة هذا المشروع تكمن بالخصوص في سعي هذه الأطراف الدولية الى قيام دولة افريقية في جنوب السودان تُساند ممارسات الكيان الصهيوني في فلسطين والمنطقة وذلك في مواجهة الدعم الكبير الذي تقدّمه حكومة الخرطوم الى القضية الفلسطينية. ولفت النظر هنا الى أن السودان هو تقريبا الدولة الوحيدة التي يملك مواطنوها جوازات يستطيعون بها الذهاب الى أي دولة باستثناء اسرائيل ولذلك كما يضيف فإن انفصال جنوب السودان عن شماله مكسب كبير لاسرائيل التي قد تستغل أيضا «الدولة الجديدة» الموعودة في جنوب السودان في حرب المياه بين مصر ودول كثيرة في حوض النيل ومن ثم استخدامها في تركيع مصر واستنزاف ثرواتها. وأكّد في هذا الاطار أن وجود دولة موالية لاسرائيل في ظهر مصر يشكل اختراقا كبيرا وخطيرا للأمن القومي المصري حتى من الناحية العسكرية». وتابع «لذلك نرى اليوم القوى الدولية المناصرة لاسرائيل تدفع بقوة نحو انفصال الجنوب بالاضافة الى الرغبة الامريكية المعلنة في اضعاف النظام السوداني». ويستنتج الباحث السوداني في هذا الصدد أن انفصال جنوب السودان يشكل رغبة أمريكية اسرائيلية يهودية مسيحية خالصة ولا يمثل رغبة الشارع الجنوبي السوداني لكنه رأى أن هذه الدولة الجنوبية الموعودة ستكون دولة منهارة تماما يفتقد فيها الجنوبيون كل مقومات الحياة. نائب سوداني: استفتاء «محلّ إجماع» لانهاء الصراع تونس «الشروق»: أكد الأستاذ محمد حسب الرسول، الكاتب والعضو في أمانة العلاقات السياسية بحزب المؤتمر الوطني في لقاء مع «الشروق» أن الاستفتاء هو استحقاق دستوري نص عليه دستور السودان لعام 2005 وأيضا استحقاق سياسي ورد بصورة واضحة في اتفاقية نيفاشا وأجمعت عليه كافة القوى السياسية وأوضح أن هذه الأحزاب والقوى لم تجمع على شيء مثلما أجمعت على إعطاء الجنوب حق تقرير المصير. وأضاف أن هذا الاجماع يقتضي تقبل الاستفتاء ونتيجته من الجميع مشيرا الى أن المؤتمر الوطني ناضل ولايزال يناضل من أجل انجاح هذا الاستحقاق رغم ما تثيره الحركة الشعبية من حالة شحن وتوتير ورغم تماديها في تصعيد الأوضاع وخلق مناخ معاد للوحدة والسلام. وأضاف «في تقديري أن المصالح الوطنية العليا تتطلب مقاربة وطنية للواقع السياسي في ظل هذا الاستحقاق بما يمكن من جعل الأمن والاستقرار غاية عظمى لكافة القوى السياسية في هذه المرحلة. وتابع أن ذات المقاربة تتطلب النظر العميق في المصالح المشتركة وأيضا في المخاطر المشتركة في الجنوب والشمال لصناعة استراتيجية جديدة تقوم على مبدإ الشراكة التي تفضي الى تحقيق المصالح الوطنية والاستقرار والتعاون مشدّدا على ضرورة أن يظل هذا النهج هو سيد الموقف سواء في حالة الوحدة أو في حالة الانفصال. نقيب المحامين السودانيي: مؤامرة غربية لتمزيق السودان ٭ تونس (الشروق): أكد نقيب المحامين السودانيين الدكتور فتحي خليل في لقاء مع «الشروق» ان السودان يواجه امتحانا مصيريا في استفتاء تقرير المصير بالجنوب محذّرا من أن هناك مؤامرة تكيدها القوى المعادية لتقسيم البلاد.. وأوضح ان الاستفتاء يشكل بوابة لمخطط مدمّر للسودان يراد من خلاله ضرب وحدته وهويته وأمنه. وأضاف: إن الدور الخارجي واضح في دفع الجنوب نحو الانفصال وهناك مراكز قوة معروفة هي التي تدفع أبناء الجنوب نحو الانفصال. وتابع: إن محاولات الأعداء مستمرة لإضعاف السودان وتفكيكه... وهذه المحاولات تكاد لا تهدأ لكن كل هذه المحاولات ستبوء بالفشل وسيكشف الواهمون الذين يجرّون السودان نحو الانفصال انهم كانوا مخطئين وسيكتشفون ايضا ان وحدة الشعب السوداني أقوى وأكبر من مكائدهم ومخططاتهم. وأوضح: إن الشعب السوداني عصي على الاستهداف وحتى لو انفصل الجنوب بفعل عوامل الضغط والإغراء فإنه في النهاية سيختار الوحدة والانفصال سيكون مؤقتا. وأضاف إن ما يجري يشكّل مخططا للزجّ بالبلاد في فوضى عارمة وللعمل على إشغال الشعب السوداني عن التفرّغ لمعركة التنمية داعيا الجنوبيين الى الانتصار للوحدة وللسلام وعدم الانجرار الى ما يكيده لهم الغرب. كما دعا نقيب المحامين السودانيين العرب الى التحرّك إزاء ما يدبّر للسودان مشيرا الى أنه على الجميع ان يدركوا ان السودان مستهدف كدولة لتحقيق الأهداف الشريرة التي ترمي الى تقسيم الشعب السوداني. مدير منظمة استطلاعات الرأي السوداني: 80٪من الجنوبيين يؤيّدون الانفصال تونس «الشروق»: كشف الأستاذ محمد القدّال، المدير التنفيذي للمنظمة السودانية لدراسات المجتمع وقياس اتجاهات الرأي العام في حديث ل«الشروق» أن الاستطلاع الذي أجرته المنظمة في جوبا، عاصمة جنوب السودان أظهر أنّ هناك أغلبية كبيرة من سكان الجنوب يؤيدون خيار الانفصال. وأضاف الأستاذ محمد القدّال أنّ آخر استطلاع أجرته منظمته منذ شهر أظهر أن 80٪ من الجنوبيين في جوبا سيصوّتون للانفصال وأن 20٪ فقط يريدون الوحدة. وأشار الى أن هذا الاستطلاع اعتمد على عينات من موظفي الحكومة ومن الطلاب والمواطنين تتفاوت أعمارهم بين 10 و45 عاما. وأوضح أن نسبة المؤيدين للانفصال ارتفعت كثيرا مقارنة بالاستطلاع الذي أجري قبل ثلاثة أشهر والذي أظهر أن هناك أقل من 70٪ من المستجوبين يؤيّدون الانفصال. وأرجع الخبير السوداني ارتفاع هذه النسبة الى حالة التعبئة وحملات التخويف التي قامت بها الحركة الشعبية. نائب سوداني: نخشى من خسارة السلام والوحدة معا تونس «الشروق»: حذر عضو البرلمان السوداني الأستاذ الطيب محمد الغزالي في لقاء مع «الشروق» من مغبة أن يخسر السودانيون السلام والوحدة معا على ضوء استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان. وقال الأستاذ الطيب محمد الغزالي: «نحن في شمال السودان نلتزم بالمواثيق المبرمة وتحديدا تلك التي أبرمت وفق اتفاقية السلام بين قادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية، ولكننا نعتقد أن الوقت غير مناسب الآن لتنفيذ البند المتعلق بالاستفتاء». وأضاف: «لا تزال هناك أمور كثيرة عالقة كترسيم الحدود وقضية أبيي وفكّ الاختلاط وفي تقديري الشخصي فإن الظرف لا يساعد على إجراء الاستفتاء ويقتضي تأجيله الى حين حلّ مختلف القضايا الشائكة». وتابع: «نحن ملزمون بما التزم به الرئيس البشير باجراء الاستفتاء في موعده المحدّد ولكن نعتقد أن الوقت غير ملائم وفي تقديري الشخصي إذا حصل استفتاء في مثل هذا الظرف فإنه سيؤدي الى صدام حتمي والى فوضى وحالة حرب». وأوضح النائب السوداني أن كل المؤشرات الراهنة تشير الى قرب الانفصال أكثر من الوحدة وأن هذه النتيجة المتوقعة ستكون لها تداعيات كارثية على البلاد. سياسية جنوبية سودانية: نأمل في «وحدة المصير».. ونخشى على مصير الوحدة تونس «الشروق»: أعربت السياسية الجنوبية السودانية نجوى مهنوميوم في لقاء مع «الشروق» عن أملها في أن يصوت الجنوبيون لصالح الوحدة في استفتاء تقرير المصير الذي سيجري الأحد القادم مؤكدة أنه ليس هناك أي جدوى من الانفصال بين شعب واحد وبلد واحد. وأشارت الى أنها شخصيا ليست متحمسة للتصويت للانفصال رغم التعبئة التي تقوم بها الحركة الشعبية للشارع الجنوبي حتى يختار الانفصال مشيرة الى أن الانفصال ينطوي على مخاطر جمّة للجنوبيين أكثر من الشماليين. وأضافت أن الجنوب وخاصة أجياله القادمة ستدفع ثمنا باهظا للانفصال الذي حذرت من أنه سيفتح الباب أمام عودة الحرب الأهلية والفتن والصراعات المذهبية التي لن يستفيد منها أحد. وأشارت الى أن هناك مواطنين جنوبيين كثرا لا يريدون الانفصال ويتخوّفون من اندلاع حرب مدمّرة مؤكدة أن موقف الحركة الشعبية لا يمثل كل الجنوبيين إذ هناك نسبة كبيرة منها تقف الى جانب حزب المؤتمر الوطني الحاكم في موقفه من الانفصال. وأوضحت أن هذا ما يعكس نسبة التسجيل الضعيفة الى حدّ الآن مع أنها توقعت أن يكون الانفصال خيارا للأغلبية التي ستصوت في الاستفتاء المرتقب. وأضافت أن الشارع السوداني في معظمه قد يختار الانفصال ولكنه في نفس الوقت متخوّف من انزلاق البلاد الى المجهول ومتخوف على مستقبل أبنائه في التعليم والتنمية والاستقرار. وأبدت في هذا الصدد أن تشكل هذه المخاوف والتصريحات التي يطلقها قادة الطرفين (الجنوب والشمال) والتي يؤكدون فيها عدم نيتهما في العودة الى القتال أرضية صلبة للسلام ولمستقبل تنتفي فيه الحروب والصراعات والأزمات السياسية والاجتماعية التي اكتوى بنارها السودان على مرّ العقود الماضية. كما أعربت الناشطة السياسية الجنوبية عن أملها في أن لا يبقى العرب مكتوفي الأيدي إزاء ما يحدث في السودان مشيرة في هذا الصدد الى أنّ كل ما يدور من حديث عن كره للعرب في جنوب السودان عار عن الصحة ومناف للواقع. وأضافت أن هذه المغالطات السخيفة يقف وراءها أعداء السودان بمن فيهم أعداء سكان جنوب السودان أنفسهم وأيضا الاعلام الغربي الذي يلعب على وتر الشحن والتجييش العرقي والمذهبي لاثارة الانقسامات بين السودانيين وبالتالي خلق واقع جديد يفضي الى تحقيق الأهداف والمؤامرات الغربية في السودان كما حملت بعض الأطراف السودانية المسؤولية في ما يحدث داعية الى وضع اليد في اليد والى وضع استراتيجية بنّاءة تبني للمصير الواحد وللمستقبل الواحد في سودان واحد. «الصراع في «أبيي»: «خزّان» من النفط/// و«خزّان» من المشاكل ! تونس (الشروق): «أبيي هي جسر بين الشمال والجنوب وتربط شعب السودان» هذا كان مدخل بروتوكول منطقة «أبيي» الغنية بالنفط بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية الموقع في 26 ماي عام 2004 من ضمن ستة بروتوكولات كانت هي أساس اتفاق السلام الشامل الذي تم التوقيع عليه في 9 جانفي 2005. ومع شحنات التفاؤل الزائدة التي دعت الطرفين الى اعتبار أبيي جسرا للتواصل فان الأيام التي تلت التوقيع على هذا الاتفاق ضربت هذا «الجسر» وحولته الى قنبلة موقوتة ربما تنسف كل اتفاق السلام الذي أنهى أطول الحروب في القارة الافريقية بين شمال السودان وجنوبه. وقد أصبحت بذلك أبيي في صدارة نشرات الأخبار العالمية مع اقتراب ساعة الصفر لاستفتاء تقرير مصير سكان جنوب السودان وأطلق المراقبون الكثير من الألقاب على المنطقة مثل كشمير السودان.» أو «الضفة الغربية»...ويرجع سبب التوتر الى ما تتمتع به المنطقة من موارد طبيعية وأراض زراعية خصبة ومراع غنية في وقت تتقاطع فيه الخلافات القبلية والسياسية لوقوع «أبيي» على خط تماس المواجهة بين الشمال والجنوب. وتقع أبيي في المنطقة الجنوبيةالغربية لولاية جنوب كردفان حاليا حيث تم ضمها الى كردفان الاستعمار البريطاني بقرار إداري عام 1905 بعد أن كانت تتبع لاقليم بحر الغزال في جنوب السودان. ولا تتجاوز مساحة المنطقة كلها مساحة 35 ألف كلم 2 ثم تم اختصارها في نحو عشرة آلاف كم2 لصالح دينكانقوك وفقا لقرار محكمة التحكيم الدولية في العام الماضي. ومع احتدام ماراطون سباق المفاوضات التي جرت بين الحركة الشعبية والخرطوم تم تضمين منطقة أبيي ضمن ما يعرف بالمناطق الثلاث...وبني الحل على مبادئ الاتفاق حول أبيي الذي قدمه المبعوث الأمريكي الخاص للسودان حينذاك السيناتور جون وانفورت الى النائب الأول لجمهورية السودان علي عثمان محمد طه ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان جون غرنغ في 19 مارس 2004. ونص الاتفاق النهائي على أن أبيي هي جسر بين الشمال والجنوب وأوضح أن الاقليم يشمل تسع مشايخ من دينكا نقوك حولت الى كردفان في عام 1905 وهي قبائل افريقية تشكل امتدادا لقبائل الدينكا وهي أكبر القبائل السودانية على أن تحتفظ المسيرية والجماعات الرعوية الأخرى بحقوقها التقليدية في الرعي والتحرك عبر أراضي أبيي... وقبيلة المسيرية هي قبيلة ذات أصول عربية تشتهر بثرواتها الحيوانية الكبيرة...لكن رغم ما تضمنته اتفاقية السلام الشامل من بنود وبروتوكولات بين الجانبين فان الخلاف لم ينته بهذه المنطقة التي تنام على «خزّان » من النفط و«خزّان» من المشاكل والصراعات التي حولت المنطقة الى «مدينة أشباح».