شرعت زكاة الفطر في السنة الثانية للهجرة، لتكون طهرة للصائم مما عسى أن يكون وقع فيه من اللغو والرفث، ولتكون عوناً للفقراء والمعوزين. عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «فرض رسول الله ے زكاة الفطر، طهرة للصائم من اللغو والرفث (فاحش الكلام) وطعاماً للمساكين، ومن أداها قبل الصلاة فهي زكاة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات». عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: «فرض رسول الله ے زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من أقط، أو صاعا من شعير، على العبد، والحر، والذكر، والأنثى، والصغير، والكبير من المسلمين» (رواه الشيخان) من رحمة الله تعالى أن هيأ للمسلمين فرصة لإقالة عثراتهم في رمضان، فأوجب صدقة الفطر طهارة لهم مما اقترفوه من اللغو والرفث واللمم أثناء الصوم، وذلك ليرفع صيامهم وقيامهم لرب العزة خاليا من الشوائب ، ولينال الصائم أجره كاملاً غير منقوص.. وصدقة الفطر فرض على كل مسلم ، صغير وكبير، وذكر وأنثى ، لما روى ابن عمر: (أن رسول الله ے فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعاً من تمر، أو صاعاً من أقط، أو صاعاً من شعير على كل حر وعبد، ذكر وأنثى من المسلمين) وعنه أن رسول الله ے أمر بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة). قال رسول الله ے: «أغنوهم في هذا اليوم»، وفي رواية البيهقي: «أغنوهم عن طَوَاف هذا اليوم». وصدقة الفطر حق الله سبحانه وتعالى وهي كأي حق من حقوق الله لا تسقُط بفوات وقتها، وإنما تستمر دَيْنا على مَن لم يُؤَدها، ويكون في تأخيرها إثم على مَن أخرها. وعليه أن يعمل على أدائها. وهي على كل حال دَيْن في ذِمته يستمر حتى تُؤَدى ولو في آخر العُمْر، وإذا مات قبل أن يُؤَديَها فعلى وَرَثَته أن تُخْرِجَها من تركته قبل تقسيمها.