يجمع المؤرخون على أن قصر قبودية وهو من الرباطات البحرية الساحلية هو دون منازع وريث احدى المعالم التاريخية للمدينة الرومانية الكبرى «كابوت فلدا» وقد يكون اسم قبودية تعريب لكلمة كابوت. هذا المعلم انقرض في العصر الحفصي ولم تعد تذكر المصادر التاريخية إلا اسم برج خديجة لكنها لم تحدد هويته وتاريخ انشائه، فقد يكون بيزنطي التأسيس وقد يكون إسلامي المنشإ لكن الثابت ان المسلمين استعملوه في أغراضهم الدفاعية ولو ان البعض يؤكد أنه بني في العصر الأغلبي ووقعت توسعته في العصر الحفصي. لماذا هذه التسمية يتساءل المرء عن هوية المرأة التي ارتبط اسمها بهذا البرج، ويجمع الجميع على أن خديجة هذه هي خديجة بنت أحمد بن كلثوم المعافري الرصفية ويقال عنها خدوج الرصفية. وكانت خديجة الرصفية تذهب إلى البرج حيث تكتب أشعارها خفية متغزلة بحبيبها أبي مروان عبد الملك بن زيادة اللّه الشاعر الأندلسي إلى ان وشي بها الوشاة إلى أخيها الأكبر الذي رفض هذه العلاقة وعدم الموافقة على تزويجها به، فنظمت قصيدا مؤثرا جاء فيه: أأخي الكبير وسيدي ورئيسي ها لحظي منك حظ بخيس أبغى رضاك بطاعة مقرونة عندي بطاعة ربي القدوس وقد رجوتك بأن أعيش كريمة في ظل طود دائم التعريس يا سيدي ما هكذا حكم النهى حق الرئيس الرفق بالمرؤوس فإذا رضيت لي الهوان رضيته وجعلت ثوب الذل خير لبوس مكوناته يتكون هذا المعلم من برج مربع الأضلاع ويبلغ ارتفاعه 17.5م تدعمه من الجهة الغربية منارة دائرية. وبداخله 3 حجرات دفاعية متصلة بعضها ببعض. دوره استعمل هذا البرج للمراقبة إلى حدود القرن 19 ومازال إلى اليوم صامدا شامخا يمثل رمز المدينة وينتصب قبالة البحر.