ألم.. صدمة.. فاجعة.. مصيبة.. كلها مفردات ترددت على مسامعنا عند بحثنا في ظروف وفاة الشاب «محمود فلاح» داخل مسبح في أحد نزل قابس. وفي انتظار انتهاء الأبحاث استمعنا الى مصادر متعددة فكانت المعلومات التالية: يبلغ محمود من العمر 19 سنة وله شقيقتان كان حسب عمّه عبد العزيز يتردد خلال شهر رمضان على أحد المسابح بأحد نزل قابس بعد أن يكون قد أنهى مهامه في ضيعة الأبقار التي يملكها والده. وفي يوم الواقعة تحول صباحا الى الضيعة كعادته وفي فترة القيلولة فضل القيام بالسباحة فقصد النزل بمعية ابن عمه زياد وصديقه أحمد وعند وصولهم باشروا السباحة فتحول محمود الى أحد أركان المسبح واقترب من أنبوب بلاستيكي مرتبط بجهاز لتصفية الماء وإعادة ضخّه في المسبح وبعد هنيهة شاهدوه يتخبط داخل المسبح يطلب النجدة فاقترب منه ابن عمه فوجد يده قد علقت داخل فوهة الأنبوب فأسرع ينادي المنقذ الذي حاول بمعية مرافقه اجراء عملية الانقاذ لكن يد محمود علقت الى حد الكتف داخل الأنبوب البلاستيكي فبقي يصارع الموت حتى لفظ أنفاسه في المسبح. وقد ظلّ في الماء الى حين إفراغ المسبح ليتم نقله بعد ذلك الى مدينة صفاقس أين تمّ تشريح الجثة وحسب الطبيب الشرعي فإن الوفاة كان سببها الغرق. وختم السيد عبد العزيز فلاح (عم الضحية) حديثه محملا إدارة النزل المسؤولية عن الحادث مبررا ذلك بعدم توفر غطاء لأنبوب البلاستيك الذي كان يشفط الماء في أسفل المسبح. وقد تحولت «الشروق» الى مكان الحادث (في النزل) حيث تحدث المنقذ فقال «كنت يومها موجودا عندما قدم الشبان الثلاثة على عادتهم خلال شهر رمضان».وقد حذرتهم من مغبة القفز في المسبح بناء على معلقات تنبيهية (شاهدنا 4 معلقات في زوايا المسبح مكتوب عليها الرجاء عدم القفز) لكنهم لم ينصتوا لكلامي فكانوا يجرون من خارج المسبح وراء بعضهم البعض ويقفزون فأخذت مكاني وبقيت أراقب تصرفاتهم الى أن شاهدت محمود يقفز في اتجاه الأنبوب المخصص لتصفية الماء وهو موجود في زاوية من المسبح علما أن المسبح طوله 20 مترا وعرضه 10أمتار وعمقه 1.85 مترا، وفي هذا المساحة الكبيرة لماذا اختار محمود هذا المكان دون سواه من المسبح. كل ما في الأمر أنه أراد أن يستكشف مكان التصفية في المسبح حيث سبح أطفال صغار يومها قبل مجيئه ولم يحدث لهم أي مكروه» وأردف محدثنا بالقول «ناداني أحدهم طالبا النجدة فأسرعت وحاولت انقاذ محمود إلا أن ذلك استعصى عليّ لأن اليد كاملة دخلت الأنبوب البلاستيكي وأصبح من الصعب علينا جذبها رغم محاولاتنا». وأكد المنقذ أن يومها تزامن مع أشغال عادية دورية تقام قصد الصيانة والرسكلة وتنظيف المسبح مما علق به من شوائب. وقد أكد لنا صاحب النزل أنه لا وجود لمضخة داخلية في المسبح (شاهدت فعلا ذلك) كما أكد لنا أن كل من يدخل الى النزل محمي ومؤمن حسب مقتضيات القانون وختم حديثه إلينا بأسفه الشديد لفقدان محمود وبألمه مقدما تعازيه الحارة الى أفراد عائلته. التحقيقات متواصلة في قضية وفاة محمود للكشف عن ملابساتها وتحديد المسؤوليات فيها.