دخل السّلطان سليم سنة 923 هجرية 1517م الى القدس التي كانت تابعة إداريا الى مصر وعندما عاد الى اسطمبول عاصمة دولته قسّم بلاد الشّام الى ثماني ولايات هي حلب ودمشق وحمص وحماة وطرابلس وصفد والقدس وغزّة وقبل وفاة السّلطان سليمان نرى أنّ الأوامر كانت تصدر الى ولاّة القدس من مصطفى باشا والي الشّام ولقبه أنذاك بكلر بك ويبدو ان الأتراك ألحقوها ثانية بمصر واستمرّ حكم القدس بين مصر والشّام وبعد ذلك أصبح قاضي قضاة القدس هو الحاكم الفعلي الذي يعيّن من اسطمبول . انتصر الأتراك على المماليك ودخل سليم الأوّل القدس ويقال أنّه بدأ بزيارة قبور الأنبياء والأماكن المقدّسة والآثار القديمة ولكنّه لن يمكث فيها سوى بضعة أيّام فغادرها الى مصر قاصدا فتحها وقبل سفره أقام له سكّان القدس وليمة عظيمة قرب مسجد الصخرة وفتح الشام ومصر وبسط نفوذ الأتراك في كامل المنطقة العربية تقريبا وتولّى الحكم بعده ابنه السّلطان سليمان الأوّل الملقّب بالقانوني بداية من سنة 1520 وفي عهده أقيمت في القدس عدة منشآت معروفة منها تجديد عمارة سور القدس وترميم القلعة وبركة السلطان وقبّة الصخرة وأعاد تبليطها وأنشأ مسجدا فوق جبل الزيتون.وفي زمن السّلطان سليم الثّالث حاصر نابليون عكّا بعد إحتلاله لمصر لكنّه فشل في إقتحامها وكان قائد الجيش أحمد باشا الجزّار الذي إستغلّ هذا النّصر في ظلم النّاس والنّهب والطغيان حتّى أن النّاس أصبحوا يبيعون أولادهم في الأسواق بسبب ظلمه وجبروته. وفي عهد السّلطان عبد المجيد أقيل أبراهيم باشا من ولاية سوريا وقد تزامن هذا مع حرب القرم التي جرت في عهده التي كان هدفها الظّاهر حماية المسيحيين الأرثودكس ولكن السبب الحقيقي هو ضعف تركيا وسعي روسيا للسيطرة على المملكة وخاصة القدس ووقفت انڤلترا وفرنسا الى جانب تركيا وهو ما اتاح لها الإنتصار فازداد النفوذ الفرنسي والبريطاني في القدس ورفعت أعلامهما لأوّل مرّة على المقرّات القنصلية ولحقت بهما النمسا وأسبانيا وبروسيا وأمريكا.