بعد أن هجعت نفوس الأحباء قليلا قبل التحافها رداء الحزن إثر هزيمة فريقهم القاسية أمام الملعب التونسي انصرف جمهور الترجي الجرجيسي لتقييم مردود فريقه وانهياره «النفسي» بذلك الشكل دون تسجيل ردة فعل في مستوى ما وفرته الهيئة المديرة من ظروف النجاح وقد رصدنا بعض الانتقادات حول الاستغناء عن بعض اللاعبين الذين كانوا في الماضي القريب من ركائزة وثوابت الفريق. فريق الترجي الجرجيسي كانت أهم ميزاته الصلابة الدفاعية التي ارتكزت عليها طريقته الفنية المعتادة المتمثلة في انتهاج الهجومات المعاكسة لكن تركيبة الفريق هذا الموسم غاب عنها أبناء الجمعية سواء كان ذلك من الشبان مثل مالك بحر والقدماء على غرار مجدي الخويلدي محمد الميلادي مما أثر حسب اعتقاد الأحباء على خط الدفاع الذي أصبح سهل التفكيك والاختراق وغير قادر على معاضدة الخط الأمامي. وسط الميدان فقد نجاعته بدوره في غياب شاكر الرقيعي الذي يعد من ركائز الفريق وهو الذي كان يقوم بدور كبير في افتكاك الكرة وصنع الفارق لصالح فريقه في هذا الخط. الخط الأمامي لم يكن في حجم الأماني الأحباء يرغبون في اعتماد أكثر ما يمكن من اللاعبين من أبناء الجمعية في الخط الأمامي ويتساءلون في حيرة عن أسباب عدم تشريك إلياس السماعلي منذ بداية المباراة وكذلك راضي الفقراوي. القادري: إذا كان يكفينا الاعتماد على الذات لماذا الانتدابات؟ كل هذه الملاحظات رفعناها الى مدرب الفريق جلال القادري الذي تفضّل بتقديم التعقيب التالي عليها: «محور الدفاع لم يتغيّر تقريبا من بداية البطولة وقد قدّم مردودا جيدا، وهاشم عباس الذي كان قريبا من الاحتراف في سويسرا هو قيمة ثابتة واكتفاؤه بالدفاع دون مساندة الخط الأمامي فرضته سرعة منافسه الجديدي ونجح في كل محاولاته باستثناء ذاك التوغل الذي جاء على إثره الهدف الأول» مضيفا: «أعود لمحور الدفاع الذي نال رضاء الجميع إلا أنه لم يوفق في الكرات المرتدة ولم يكن في يومه وبالنسبة لمالك بحر هو لاعب شاب لا يمكن المجازفة به في مثل هذه اللقاءات وسيأخذ فرصته في القريب حسب الاستراتيجية الموضوعة في الغرض والمتعلقة بدمج الشبان، أما بالنسبة لشاكر الرقيعي الذي هو في منافسة مع دياكيتي وقد لاحظتم أن هذا الأخير كان الأفضل فوق الميدان وفي ما يخص محمد الميلادي صحيح أنه يمتاز بالنزعة الهجومية ومادامت لنا حلول لا يمكن تفضيله على أساس اختصاصه في الكرات الثابتة». واسترسل القادري في تعقيبه «الهزيمة ضد الملعب التونسي أفرزت هذه الملاحظات والحال أننا كنا الأفضل والأقرب لكسب النتيجة لو تم إنصافنا من طرف الحكم حيث تعرضنا للظلم في القيروان وضد النجم ولم نتكلم عن التحكيم لكن ضد الملعب التونسي كان سببا مباشرا في هزيمتنا وكل من تابع اللقاء يشهد بذلك ويشهد كذلك بأن فريقي صنع اللعب وخلق عدة فرص بينما استغل المنافس فرصتين عن طريق هجمات معاكسة». وبالنسبة للرصيد البشري كان الجميع يطالب في بداية الموسم بالانتدابات والآن وبعد أن قامت الهيئة المديرة بواجبها وأكثر واستقدمت لاعبين ممتازين بدأ احتجاج نفس الأشخاص عن تشريكهم في المقابلات الرسمية فلماذا اذا تمّ انتدابهم؟