محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عاد من اسرائيل بخفّي شارون... محمد البرادعي كان يبدو وكأنه في زيارة تسوّق... كان منشرحا ومنبسطا حتى أنه تجول بالطائرة صحبة شارون فوق ديمونة النووية... وقد صرح انه يتفهم مخاوف اسرائيل من جيرانها وهو ما يعني انه يتفهم امتلاكها سلاح الدمار الشامل دفاعا عن امنها وفي رواية دفاعا عن احتلالها فلسطين... حتى أن الرجل لم يطلب رسميا او حتى وديا زيارة المفاعل النووي الشهير والذي قام بمبادرة بيريز صاحب جائزة نوبل وبتكنولوجيا فرنسية وخبرات امريكية... السيد محمد البرادعي حافظ على آداب الضيافة ولم يحرج مضيفيه حتى بالسؤال البريء عن وجع الرؤوس النووية المكدسة هناك... هل هذا هو محمد البرادعي الذي غطت ملامحه القاسية شاشات التلفزات أيام كان يبحث عن النووي تحت فراش صدام وفي مناخير تلاميذ المدارس... هل هذا هو البرادعي الذي كان في كل تقرير يقول انه لم يتم العثور على «شيء» ثم يضيف ان هذا لا يعني ان العراق ليس بحوزته اسلحة «محظورة»... ثم يضيف تحذيرا للسلطات العراقية لانها لا تتعاون ايجابيا وكانت ايحاءاته تشحذ همة الراغبين في غزو العراق. ثم ما الجدوى من زيارة البرادعي لاسرائيل وهي التي تحظى بالحصانة الدولية... وهي فوق القانون، حتى وان تخلت اسرائيل عن اسلحة الدمار الشامل فان اساطيل امريكا وقواعدها تحيط بها وتحميها... تحيط بها من كل جانب بفضل تسهيلات الاخوة العرب الذين يبكون على فلسطين... لا أحد يريد اليوم اثارة غضب اسرائيل حتى لا تغضب امريكا... لا أحد في العالم يعترض على وجود اسرائيل في العراق من سجونها الى ثكناتها الى شمالها المسلوخ... لا أحد يحتج على وجود اسرائيل في الجولان... وفي لبنان ولكن اذا ما تقدم فلسطيني في ارضه نحو الجدار الفاصل الذي هو مبني على أرضه... فانه يهلك... لانه ارهابي يطلب حقه من محتل نووي وسلاحه الوحيد الحجارة أو ما سورة تطلق دخانا في أقصى الحالات... غير ان الحكاية كلها تختزل بعد زوال الخطر العراقي في تحجيم الطموح النووي الايراني... وما زيارة البرادعي السياحية الى اسرائيل سوى سد للذائع ومقدمة لمزيد لي ذراع ايران حتى لا يقال «سياسة المكيالين» وما شابهها من التعابير التي أصبحت ممجوجة... في الاثناء... أمام العرب مهلة للتفكير في الرد المناسب على التحديات القادمة... وتمتد المهلة من يوم لك... الى أيام عليك...