محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي تنتهي قريبا ولايته التزم إلى حد الآن الصمت على أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية.. وإلى حد وقت قريب كان موقفه مفهوما.. لأنه لم يكن في مقدروه أن يغضب ادارة بوش وحلفاءها.. الذين وظفوا الوكالة الدولية للطاقة الذرية طوال العقدين الماضيين لتبرير الحرب على العراق والاطاحة بنظامه ثم احتلاله.. كما بدأوا يوظفونها في الضغط اعلاميا وسياسيا على طهران.. مقابل اغماض العينين عن أكثر من رأس نووي اسرائيلي وترسانة عملاقة من الاسلحة النووية شهد بوجودها الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر ومصادر اسرائيلية عديدة.. واليوم وبعد أن تأكد استخدام اسرائيل أسلحة كيمياوية وأسلحة محظورة مختلفة في عدوانها الجديد على الشعب الفلسطيني الاعزل في قطاع غزة أليس من واجب محمد البرادعي أن يخرج من صمته وأن يقول كلمة حق واحدة قد تغضب القادة الاسرائيليين؟ لقد بدأ المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مارينو اوكامبو ما اسماه ب "بحث اولي" حول ارتكاب اسرائيل جرائم حرب في غزة ما بين 27 ديسمبر الى 17 جانفي الماضيين. وحسب مكتب المدعي في لاهاي فان مورينو اوكامبو تلقى تقارير حول هذا الموضوع من وزير العدل الفلسطيني علي خشان ومن نحو 200 شخص ومنظمة غير حكومية عالمية. أوليس من واجب محمد البرادعي والقوى العربية والاقليمية والعالمية المطلعة مثله على نوعية الاسلحة الاسرائيلية في الحرب أن تساهم على الاقل بكلمة حق وتقارير الى محكمة الجنايات الدولية.. تضغط بها اعلاميا وسياسيا على مجرمي الحرب الاسرائيليين؟ عسى أن يأتينا الجواب من البرادعي الان.. وليس في تصريحات صحفية بعد احالته على التقاعد ..مثلما فعل غيره.