لا حديث على مدار الساعة إن كانت لأحزاب المعارضة عندنا ساعة تدور هذه الايام الا عن تناطح أغلب الرؤوس داخل هذه الأحزاب. حيث ينتصب كل رأس داعية الى ذبح كل الرؤوس سواه وسلخها أو رحيها وغربلتها داخل المجموعة الواحدة في الحزب المعارض الواحد، حتى بات كل رأس يخوض حرب البسوس ضد كل الرؤوس ولا هم له سوى غزوة مقعد في مجلس النواب وهو يركب رأسه ورأس القائمة في الانتخابات القريبة القادمة. لا حديث على مدار الساعة، وربما الى قيام الساعة إلا عن الرؤوس المزروعة في مزرعة هذه الأحزاب «كرنب» من حيث الانغلاق على النفس. معذرة فأنا ابن فلاح لا أعرف من الرؤوس المزروعة سوى رؤوس «الكرنب» والكراث والبصل واللفت وهو الرأس الوحيد الذي يبقى لفتا حتى وإن كان سكريا ورأس الثوم. وهو الرأس الوحيد بين كل هذه الرؤوس له أسنان ومع ذلك «ما يعضّش» ولكنه يُمطر العيون دموعا لا هي دموع حزن. ولا دموع فرح. ولا دموع ألم ولا هي دموع شجن. وإنما وبكل بساطة كما للتماسيح دموعها فإن لرؤوس الثوم دموعها... لا حديث الا عن قيام الساعة فتنة بين كل الرؤوس المفتونة بالجلوس على كرسي الحصانة في هذه الأحزاب... والغريب أن كلاّ من أهل الفتنة هؤلاء يعرف أن الفتنة أشد من القتل ذبحا وسلخا ورحيا وغربلة والكل يعي ويعرف ويدرك أن رأس الفتنة هو رأس القائمة رأسا دون سواه، وهي فتنة لا حل لها اللهم إلا إذا سمحت المجلة الانتخابية لهذه الشريحة الرأسية بترشيح وتقديم قائمة لا رأس لها ولا ساس إذا لزم الأمر.