جمل وأداء وموسيقى تلك هي كرة القدم ولو لم تكن كذلك لما كانت معبودة جماهير العالم. ولما اهتزّت لها النفوس والقلوب والابدان. فالجملة الكروية المفيدة هي التي تصيب مباشرة المرمى فعلية كانت أم اسمية. والأداء الكروي هو ذاك الذي يطرب العين «قبل الأذن أحيانا» وتنتشي له الروح والكرة عزف على الأعصاب الى حد ان بعضها تتيه ارتياحا ونشوة اذا كان «الميسترو» «بتهوفن» الكرة. وبعضها يتمزّق نشازا وابتزازا اذا كان الميسترو «عرابني» الكرة يعشق الفلس حتى أنه لا عزف يحلو له الا على «طار بوفلس». أما اذا استقامت الجمل والأداء و«السلفاج» والعزف والميسترو تصبح الكرة هي الخطبة الحماسية العالمية الوحيدة التي تتسع لسمعها الآذان والعيون والعقول والقلوب والنفوس ولا تطالها فتاوى أصحاب العمائم بسودها وبيضها، وأصحاب القبعات بكبيرها وصغيرها ولا خطب من عرّوا رؤوسهم في الشاشات الفضائية للتناطح في ساحات الفكر والدين والسياسة. الكرة احتراف في الامتاع والابداع والإشعاع وما كانت يوما متاعا في أسواق المستعمل من المتاع وما كانت يوما مكيالا تستوي فيه الحواشي بالقاع. ولا منبتا لزرعة الفقّاع على «الشياع» ولا الثوم ولا الكراث ولا القرع ولا «الدلاع» (من الدلع اي الدلال) والكرة هي اللغة التي تفقهها كل الشعوب في العالم. والكرة هي الموسيقى التي تعزفها كل شعوب العالم. والكرة هي القطب الذي يستقطب كل شعوب العالم من القطب الشمالي الى القطب الجنوبي. والكرة اليوم كدت اقول إنها أكبر من الكرة الأرضية حجما ووزنا. وبالتالي كدت أقول إن «الفيفا» في هذا العرس الكروي العالمي هي حقا المنتظم الأممي الذي لا وجود فيه لحق «الفيتو» ولا لخمسة حرّاس لمرمى واحد فهل تشكو فلسطين قضيتها للفيفا مثلا ما دام المنتظم الأممي «شاد قول»!!؟